الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يضع الخطوط الحمراء ...

حازم العظمة

2006 / 5 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في المجتمعات الإستبدادية من يرسم الخطوط الحمر السلطة الإستبدادية ...
ثمة " هامش " على كل حال يسمح به "السلطان" يضيق و يعرض حسب ما يراه و حسب ما تسول له أجهزته و مخبروه
يرسم و يرسمون ، يعيد و يعيدون ، رسم " الخطوط الحمر "

في المجتمعات المتمدنة " الخطوط الحمر " يرسمها المجتمع ، يرسمها الناس ، هم الذين يسمحون أو لا يسمحون للسلطة ( التي كانت يوما استبدادية ) بهذا أو ذاك من القوانين أو الإجراءات أو السياسات .. هم الذي يحدد متى " الدولة" تتجاوز الخطوط الحمر ...

إن ثبت تورط الوزير في الفساد عليه أن يستقيل ( هذه خطوط حمراء ) ، إن ثبت أن الحكومة كلها متورطة في الفساد عليها أن تذهب .. و فوراً ، ليس بعد سنين ( أو عشرات السنين ) و ليس بعد شهرين ، الآن و فوراً

، لن تستطيع الحكومات – في المجتمعات المتمدنة-أن تخرق القوانين و أن تتجاوز القضاء أو الأنظمة ( كل هذه خطوط حمراء ) تحت أية حجة كانت .. ، و لا بذريعة " الظروف القومية الإستثنائية " أو بذريعة " العدو الغاشم" أو " معركتنا القومية الكبرى" هذه ذرائع و حسب ، و كانت دائماً هكذا : ذرائع .

في الشهر الماضي حاولت حكومة دوفيلبان في فرنسا أن تمرر قانوناُ إسمه "عقد الوظيفة الأولى " يسمح بتسريح العمال بدون تعويضات و بدون مبررات ( من جهتها ), و كانت محاولة ، لو نجحت لسمحت بتمرير غيرها من القوانين " الليبرالية" الجديدة ، التي تجدها الشركات " ضرورية " لتشديد وتيرة الإستغلال الرأسمالي و تشديد قبضة أصحاب الشركات الرأسمالية على العمل و العمال
، فما الذي حدث .. ، خلال ما يقل عن شهر واحد دفعت منظمات الشباب و منظمات الطبقة العاملة ، عدة مرات ، بملايين المحتجين إلى الشوارع و سقط القانون،

المجتمع هكذا تجاوز النظام البرلماني حتى ، تناول الديمقراطية و أنزلها إلى الشارع في نوع من " الديموقراطية المباشرة " ، سقط القانون ( رغم أن البرلمان أقره ، أي مرره )
استطلاع عام نشر بعد أيام من هذا السقوط المدوي أفاد ان اكثر من ثمانين في المائة من الفرنسيين يرون ان الازمة اضعفت رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان (86%) ورئيس الجمهورية جاك شيراك (85%) ...

هذا يعني أنهم هؤلاء ، حكام فرنسا اليمينيين " الليبراليين الجدد" لن يتجرأو ثانية ، لسنين على الأقل ، أن يحاولوا ثانية تمرير قوانين كهذه ، هذا يعني أيضاً ، في ما يهمنا في هذا المقال أن المجتمع هو من يرسم الخطوط الحمر لا " السلطان" و لا حتى " الجمهوريات " مهما كانت عريقة و مهما كانت " ديموقراطية "

البوليس الفرنسي في بداية هذه الأزمة اقتحم الجامعة الفرنسية الأقدم و الأعرق "السوربون" .. ، محاولاً كسر إضراب الطلاب المحتجين و تفريقهم بالقوة الهمجية، بالعصي و بالهراوات .. ، بكل تأكيد ، كان مشهداً يذكر بما يحدث في بلدان العالم المسمى " الثالث" ..؟ ، فما الذي حدث ، إقتحام الجامعات و ضرب الطلاب خط أحمر أيضاً ، سقط القانون الرأسمالي و سيسقط في الإنتخابات القادمة من حاول تمريره

" أثنار" اليميني ، صوت سيده ( جورج بوش ) ، في إسبانيا تجاوز الخطوط الحمر و سقط
" بيرلوسكوني " في إيطاليا تجاوز الخطوط الحمر و سقط
" بلير" في بريطانيا يتقدم حثيثاً في المسار نفسه

هكذا الشعوب هي التي تضع الخطوط الحمر ... ، لا الطغاة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د