الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الثورات البرتقالية والربيع العربي

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


فارق جوهري بين ثورات أوروبا الشرقية البرتقالية، وبين ثورات "الربيع العربي"، رغم أن الاثنتين رفعتا شعار "إسقاط ‏النظام".‏
في الحالة الأولى كانت الشعوب تحت سيطرة القبضة الحديدية للاستعمار السوفيتي الماركسي. الذي ما إن تداعى في ‏معقله موسكو، حتى هبت شعوب أوروبا الشرقيه لإزاحته عن كاهلها، لتلتحق بأوروبا والعالم الحر.‏
في الحالة الثانية كانت الشعوب (المسماة عربية) قد تحررت من الاستعمار الأجنبي منذ أكثر من نصف قرن.‏
وتحكمها نظم أطلقت على نفسها لقب "ثورية". ورغم رفعها شعارات اشتراكية، خلبت بها لب الجماهير تطلعاً لغد ‏أفضل، إلا أن أداءها بما اتسم به من ثلاثية "الاستبداد والفساد والجهالة"، لم يكن أكثر من انعكاس لصورة وطبيعة مجتمعاتها، ‏وما يسودها من ثقافة بائدة عاجزة متخلفة.‏
هي "نظم عضوية" تنتمي للمجتمعات، رغم استخدامها النهج البوليسي لإحكام سيطرتها عليها. من حيث أنها لم تأت ‏في منهجها للحكم بما هو جديد أو غريب على العلاقات المجتمعية والثقافية والدينية السائدة في بلدانها. والتي تتسم ‏بنفس ثلاثية "الاستبداد والفساد والجهالة".‏
لذا كان طبيعياً أن تنجح ثورات أوروبا الشرقية البرتقالية في تغيير نظمها السياسية كلية.‏
كما هو طبيعي ما نشهده في فشل ذريع لشعوب ثورات الربيع العربي.‏
فهنا فشلت ثورة في تغيير النظام.‏
وهنا أسقطت الثورة نظاماً لتأتي بأسوأ منه.‏
وهناك سقط النظام لترزح البلاد في الفوضى والاقتتال الأهلي.‏
لكل حالة شعبية سياسية خصوصيتها، وما من وصفة سحرية تنطبق على الجميع.‏
هناك شعب كان يحتاج تغيير نظام حكمه، كشعوب أوروبا الشرقية.‏
وهناك نظام حكم كان يحتاج تغيير شعبه، كنظامي كمال أتاتورك وبورقيبة.‏
وهناك حالات تحتاج لتغيير كليهما، كأنظمة وشعوب الشرق الأوسط.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية