الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة وعي.. وبعد؟

حمّودة البريني
كاتب

(Brini Hamouda)

2019 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


رافق صعود الأستاذ قيس سعيّد إلى كرسي الرّئاسة هبّة جماهيريّة أختير لها أن تتنزّل ضمن سياق أطلق عليه مسمّى "حالة وعي.." ومن أبرز تمظهرات الحالة، حملات النّظافة التي أطلقت من هنا وهناك وغطّت جميع قرى ومدن البلاد تقريبا، كان آخرها اليوم الوطني الموافق للعشرين من أكتوبر.. ولئن غلب على مجملها البعد الإيجابي من حيث تغذية روح العمل الجماعي، والانتصار للعيش الحضري داخل الفضاء العام المشترك - (المدينة / القرية )- وتكريس قيمة حضاريّة لا تَنَازُعَ حولها ألا وهي حق الجميع في بيئة نظيفة، نقيّة كمبدأ من مبادئ العيش الكريم.. ولأنّ النّظافة قيمة ثابتة في المطلق حيث يتجلّى توق الشّباب - روّاد هذه الحملة - إلى هذه القيمة التي افتقدناها طيلة العشريّة السّابقة..وكأنّني بهم يتطلّعون إلى نظافة العقول، والسّرائر أكثر منه إلى النّظافة في حدّ ذاتها..
إنّه - ومع كلّ هذه الاعتبارات الجليلة - حريّ بنا أن لا نتغافل عن كثير من المحاذير و الاحترازات مع "تسبيق النوايا الحسنة " منهجا يُحسب لفائدة الآخر طلما ثمّة شكّ..حتّي يثبت العكس:
- إنّ هكذا حملات، تكاد أن ترتقي إلى حالة من حالات التّنظّم، والتعبئة داخل إطار من أطر المجتمع المدني، مبدئيّا..أقول مبدئيّا، على خلفيّة وأنّها يمكن أن ترتقي إلى مستويات أخرى، يمكن معها أن تزاحم مؤسّسات الدّولة المدنيّة وتضعفها أو تحلّ محلّها كما وقع إبّان انتخابات المجلس التّأسيبسي سنة ألفين واحدى عشرة ،حينما ارتقت "مجالس حماية الثّورة" والتي كنّا نباهي بها حينها إلى "رابطات حماية الثّورة " والتي تناسلت هياكل موازية كـ: الشّرطة السلفيّة، وخلايا :" الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر" وغيرها من الهياكل التي انتصبت تحت غطاء خيري.. إصلاحي.
- إنّ ما يبرّر شكوكنا اليوم وأكثرمن أيّ وقت مضى ويزيد من احترازاتنا، انزياح مثل هذه الحملات عن مقاصدها المعلنة لتتفرّع عنها حملات أخرى، بعناوين مختلفة من قبيل " نظّف مخّك" أو حملة "تنظيف الإدارة " وأمّا الأكثرها خطورة حملة " تنظيف الإعلام" ..وحملة.. " تنظيف الاتحاد" والتي تجلّت من خلال الاعتداء على نقابيين في بعض الجهات من البلاد أو الاعتداء على صحافيين وإعلاميين بلغت حدّ التّهديد بتفجير قناة إعلاميّة بعينها..
- إنّ توقيت ما يحدث يرفّع من منسوب الخطر والمخاوف في ظل حالة شبيهة بالفراغ حيث تستعد كلّ مؤسّسات السّلطة إلى الانتقال على إثر الانتخابات الأخيرة.
- إنّ الخطورة تكمن في انخراط جموع من الشباب المتعلّم والمثقّف في حالة تنظّم غير مسبوقة إلى جانب آخرين من أصحاب المرامي ممّن عُرفوا بالسّلفيين المتشدّدين الذين تطاولوا على أجهزة الدولة ومؤسّساتها و رموزها في وقت سابق وممّن علقت بهم شبهات الانتماء إلى تيّارات جهاديّة، في محاولات جادّة وحثيثة للتّأسيس إلى " شرعيّة ثوريّة" يريدونها تعلو على شرعيّة الدّولة.
الخطير والأخطر من كلّ شيء حالة التلبيس التي تُعتمد كمنهج مثل تلبيس حملة النّظافة كقيمة حضاريّة بحملات أخرى ّ أجنداتها " خفيّة.
لكلّ هذه الاعتبارات يحقّ لنا أن نتساءل: هل هيّ حالة وعي، فعلا؟ وإن كان الأمر كذلك فهو وعي بماذا ؟ و في أيّ اتّجاه. ؟؟
التّحدّي الأكبر، أنّه لا إجابة في الوقت الرّاهن ، لذلك نقول إنّ الحذر واجب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث