الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنْ نخذلكَ في الخامسِ والعشرين

هاشم مطر

2019 / 10 / 22
الادب والفن


لمستْ لحيتك فما زالت زغباً بكراً
ناعمةً شقراءَ أو سمراءَ، مبرقشةً أم شهباءَ ترقبُ همسَ القوسينِ،
فلمْ يسعفْكَ الحظُ لتحلقَها في يومٍ قادمِ منَ الأيامِ
تقبلكَ وأنتَ بينَ يدَيْها عسى أنْ تصحى
لكنَّ الشفرةَ كانت قاطعةً اسفلَ أذنيكَ
فمن سيُقّلُبها ويداعبُ ملمسَها بعد الآن
تمسدُ بكفيها ملمسَها الناعمَ منْ اسفلِ الى أعلى فتوخزُ راحتَها وتنمُّ أناملَها وتتضوعُ،
أو تتأملُ لوناً تكتمُهُ العينين
ذهبيٌّ، بنيٌّ، اسودُ، أو حتى بلونِ الجوزِ
وطعمُ اللوزِ أسيرُ الشفتينِ، حلوٌ حراقٌ، يغري النجدينِ
وشعرٌ يتكسرُ على كتفيكَ يبقّعهُ البارودُ على نحريكَ
وأنتَ صبيٌّ غرٌ "تخزي العينين"

قبلَ الطلقةِ كنتَ صغيراً حتى أنْ تذهبَ للمقهى
أو تتأخرَ ليلاً لتلهو قليلاً بصحبةَ أقرانكَ
أو تركبَ حافلةَ الركابِ لوحدك،
لتحرسك الصلواتُ من حسدِ العينينِ

يا طعنةَ قرصِ الشمسِ المبذولِ على خصلةِ شعرِكَ تحجب عينيك
من يلقفُها بمفرقِ أصابِعهِا وجبينكَ سيوحشهُ غيابُ الكفينِ
أمامَ المرآةِ تبسمتَ فشعرُ لحيتكَ فارقَ زغبةً مذْ أرسلتَ رسالتَكَ الأولى لحبيبتِكَ معتذراً،
وصوتكَ لا يعتذرُ عن شيئين:
الأولُ: كان الصمتُ مخيفاً والموتُ نحيفاً والخوفُ ستار
أما الثاني فكانَ: ضدَّ اليأسِ وضد الفقرِِ وقنوطِ المنبوذينَ
فآثرتَ الصرخةَ وساماً لشبابٍ منذورينَ
أو نذروا أنفسَهُم درعاً يصدُّ رصاصَ المأبونينَ

نعتوك (بريكياً) أو من (الايمو) وحتى (الروك)، وهناك شيء آخر لا يشيع به إلا القاتلَ
لكنهُ لمْ يسألْكَ عمّا اسألُ عنه:
يا ابن الخامسةِ عشرةَ قلْ لي كيفَ تعلمتَ العصيانَ وترسلُ رسائلكَ لأقرانِكَ عبرَ "الواتس أب"، ووسائلَ أخرى يجهلُها رئيسُ النهرينِ!! وتطالب!؟
بل أكثر أنك تقيمُ علائقكَ سرا مع اقرانٍ لبنانيين
أصحيح انكَ تطالبُ بحقٍّ ما؟؟

تضحكُ!!

نعم! فللنهرينِ رئيسٌ كما للحرمينِ، كذلك للمحرومينَ شقائينَ، شقاءً في الدنيا قصاصٌ،
وقصاصٌ آخر في الساحةِ لأنكَ تجهرُ بصوتِ المحزونين
أما الآنَ فسيقتلُكَ من يهتفُ بحقِّ عشرةٍ زائد واحد، وغائبهُم حضرَ بصوتِكَ وقوةِ بأسِكَ
والمرجعُ ارعبَهُ المشهدُ فرأى لحيتَكَ رعباً
لم يعلم أنها طالتْ منْ وقفتكَ تحتَ الشمسِ، لفحتْها من تموزَ الى تموز، منذُ ولادتِكَ (بعدَ التحريرِ) تبيعُ الماءَ أو عاملُ بسطة؛ يصادِرُها شرطيٌّ بأمرِ رئيسُ الوزراءِ،
وينسى أنك تعيلُ خمسةَ أو سبعةَ أفرادٍ، وتحفظ جدولَ ضربٍ عاد عليك رصاص
لا تظْلُمْه حبيبي انه مثلكَ راتبهُ محدود....
- لا لا لا... ليس بالدينارِ حبيبي، أسامحكَ لأنك لم ترَ دولاراً واحد؛ فما بالُكَ بمليونين!
أما الملياراتُ فأظنهُ رقماً فلكياً صعباً لا تدركهُ.
- في الشهرِ؟؟
نعم! فشهور السراق طوال والمال شحيح لا يكفي! قالوا!
أما شهور الضيم على البؤساء فأنت الأعرف بقسوتها.

كذلك تضحكُ!!

ما أجمَلَها على الخدينِ وأنتَ مسجى، وعلى وجنتِكَ اليسرى، او اليمنى رصعة؛ لا اتذكر،
تتندرُ عليها أمُكَ، وما زلتَ صغيراً تغسلُ وجهَكَ من عبثِ الأطفالِ وبقايا الطين..

طينٌ في طينٍ حبيبي، عراقُكَ طين، حظهُ من طين، واجزمُ أن قلبَكَ نارٌ ستسجرُ فيها الطينَ!!
تأكدْ انكَ تبني وطناً تخمّرَ بدمِكَ ودموعِ الناسِ وشقاءِ المحرومينَ
تقدَّمْ، فلنْ نخذلكَ في الخامسِ والعشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا