الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِتَكُن مَلحَمة الشعب العظيم

ليث سمير

2019 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا أقصدُ من هذا العنوان التحفيز العاطفي من غير الرجوع الى العقل. فطالما دفعنا نحنُ العراقيون ثمناً باهِظاً نتيجة تغليب المشاعر على العقل والمنطق. لكنني في هذه اللحظات أُسطِرُ هذه الكلمات، محاولاً مناغَمة العقل بالعاطفة ومُنَبِّهاً بأن الشعوب هي وَحدها التي يُمكِنُ أن تَصنعَ أقدارها.
لَقد عشنا لفترة طويلة بعيداً عَن حقوقنا الانسانية بل وعن ابسط مقومات الحياة الكريمة. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هنا : لماذا حَلَّ ويحلُّ كل هذا بالعراق وشعبه؟
عندما نقرأ تاريخنا المعاصِر نلاحظ إن المُخَدِّر كان ملازماً لحياتنا، مُتّخذاً اشكالاً متعددة لتغييبنا عن واقعنا وجعلنا بلا وعي جمعي مؤثِّر. فقبل أن يصلا آقاى خشخاش وآقاى كريستال بشحمهما ولحمهما، تَجَسَّدت ظاهرة التخدير بيننا في الشكوى التي اتخذناها آلهة الخلاص التي تبرر لأنفُسنِا ولعقولِنا ولضمائِرَنا، وبكل سُخرية ٍوسذاجة، قبولنا بواقعنا المرير. كان كل مانمتلكه هو التشكي والتبكي، مُتذمرين بهمسٍ لا تسمعه الجدران الى الاقارِب والاصدقاء الذين يتبعون ذات الآلهة. فَلَم نتمكن بعقلنا الجمعي أن نَقدُمَ على فعلٍ حقيقيٍ قادرٍ على تغيير حالنا.
وتغلغل المُخدِّر بين عقولِنا تارة اخرى مع الكثير من رجالات الدينِ ومراجعهِ، التي نَسَت رسالة الاديان ضد الظلم والاستبداد واستعباد الانسان وتمسكت، مطوّعةً ما يمكن تطويعه، بما يَخدم المصالح الشخصية والايديولجية مُتخذة الترهيب من الفوضى ومن العدو المُفتعل حُججاً للصمت وإسكات الشعب.
فالنهي عن المُنكر الذي صَدّعوا رؤوسنا بِوجوب تطبيقه لم يعد يشمل إلا السفور والخمور، وليس له صِلة بِسرقة المال العام والخاص ولا بالاهمال الاداري ولا التستر على الفساد ولا على تجارة المخدرات ولا على الرشاوى ولا على الكذب والتدليس ولا على اهمال الايتام الذين ملؤوا مدن العراق ولا على غض النظر عن الارامل اللاتي يبحثن عن لقمة العيش بين اكياس القمامة واموالُهُنَّ و حقوقُهنَّ تذهب إلى كروش عفنة مليئة بالخيانة والعمالة والخسة والاجرام.
اننا اليوم امام طريقين: اما الخضوع لذلك المخدر اللعين الذي سيقودُنا بكل بساطة الى حتفنا. واما الاستيقاظ والنهوض والارتقاء بالوعي والضمير الجمعي للشعب. وذلك لن يتم إلّا انطلاقاً مِن شعور كل فرد في المجتمع، وأؤكد هنا (كل فرد) بِدءاً من ال (أنا)، باهمية دوره ومسؤوليته واهمية كلمته امام ذاته وامام ربه ( إن كان مؤمناً بوجوده) وامام شعبه.
فلنجعل من يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين يوماً للصدق مع الذات، يوماً لوعي ولضمير الشعب. ليأخذ كُلّ منا دوره جاعلينه عنوان ملحمةٍ نبني فيها نظاماً جديراً بشعبٍ عظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟