الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الأمازيغية صوت ثقافي محلي في بعد سياسي كوني

محمد أسويق

2006 / 5 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تشكلت الحركة الأمازيغيةعبر صيرورة تاريخية أسهم في بلورتها وتأسيسها فعاليات ذات مصداقية نضالية وأطر فكريةوازنة في الحقل المعرفي والفكري. وطلبة ومثقفون تشبعوا بروح العمل الجمعوي في الشارع وفي إطار الحركة الطلابية.....بعدما أكسبتهم الأدبيات الواقعية والنضال الحقوقي قناعة الوعي بالهوية وبالذات الجماعية عبر الوعي الجمعي..فتكتلوا في جمعيات ثقافيةومنتديات فكرية. ومن داخلها صاغوا برامجهم ومطالبهم العادلة في مشاريع أوراق عرضت وقدمت لمختلف المؤسسات والجهات المسؤولة. لكن دون جدوى كميثاق أكادير وتوصيات المجلس الوطني للتنسيق وعدة مقترحات للكونكرس العالمي الأمازيغي وعدة مذكرات وبيانات لمختلف الجمعيات النشيطة
ففي بداية الأمراعتمدت الحركة الأمازيغية العمل الثقافي كشكل نضالي لتصريف مواقفها وأدبياتها ورفعت شعارالثقافة الشبعيةتفاديا للقمع السائدأنذاك.وللهجمات الشرسة على الحريات المدنية والسياسية والإجهاز على مكتسبات الشعب. فرفع الشعارات السياسيةكانت وقت ذاك تنذر بالعواقب الوخيمة.فتم توظيف مفاهيم ثقافية للحفاظ على الإستمرارية كنوع من التكتيك لوصول التعبئة بأقل خسارة ممكنة. لأن العمل السياسي كانت تنفر منه الجماهير كلما دوت آلة القمع الرهيبة.
فمهما كانت شعارات الحركة ثقافية إلا أنهاكانت تناضل ضد وضعية وواقع سياسي أحرمت منه الأمازيغية وأقصيت بقرارات سياسية محضة أنفقت عليها الدولة اأموالا طائلة.حتى لاتلج باب الجامعات والمعاهد وكل مؤسسات الدولة كما سيصدر في حقها أحكاما جائرة بحيث أن أغلب العقود تحرر باللغة الفرنسية والعربية...ولو أنهما لغتان وافدتان ...فإن كانت اللغة حسب الدراسات اللسنية مصدر للفكر فإن إقصاء الأمازيغية بهذا الشكل يعني بكل تلقائية قتلنا إنسانا ومجالا وتاريخا وهوية...واستمراره في زمن قصير سيتمكن من إبادتناكما هو الشأن الممنهج حاليا ضد طوارق الصحراء ودون التفاتة المجتمع الدولي.
ومع استمرار التجربة النضالية الأمازيغية ومحكها الرهيب مع الواقع السياسي المخزني وعت على أن الأمازيغية ألغيت بقرار سياسي فلابد من نضال سياسي إذن. والذي سيمر ويوجه من خلال العمل الجمعوي .الذي يرفض أن يقدم تراثنا كفولكلور للسياح لانه إهانة للتاريخ الإنساني حسب منظمة اليونيسكو..
فشق النضال السياسي مشواره من فظاءات الجمعيات لأن دون العمل الثقافي لا يمكن تأسيس مناضل فاعل ونشيط ومتمكن بالدفاع عن المواقف المعنية.لأن العمل الثقافي أولي بالنسبة للسياسي لتفادي مناضل هش يعتمد الشعارات والحماس.....والعمل السياسي يفرض علينا التكوين الثقافي قبل كل شيئ ليكون لدينا من يتحاور بالأدلة ولإقناع وديبلوماسي الخطاب وأخلاقي . فسعت الحركة الامازيغية على هذا المنوال لتكوين المناضلين أولا عبر النشاط الإشعاعي.كرسالة للجماهير والمسؤولين.فالعمل السياسي الذي لا يمر من الثقافي نفسه قصيرا جدا لأنه غير مبني على قاعدة متينة بل مبني على الإندفاع والإندحار.....
ومن خلال كل هذا نبين على أن علاقة الثقافي بالسياسي علاقة واردة حتى نؤكد مصداقية الطرح وحقيقته وضرورته النضالية وليؤكد على أساس أن الحركة لا تنطلق من فراغ. وانه وعي من أجل حقوق مصانة في المواثيق الدولية يتبلور على شكل ممارسات جماهيريةمناهضة للإستبداد الثقافي والإقتصادي...... لأن كل إجحاف هو تدمير للإنسانية.وإن اعتمدنا ممارسة السياسي من خلال الثقافي لأن الجهاز المخزني اعتمد نفس الطريقة حيث الثقافي أقصي سياسيا ولم يقصى ثقافيا ومنه تعلمنا
والعمل السياسي عند الحركة الأمازيغية لا علاقة له بالحزبوية أو الإنتخابوية. بقدرما لا يتعدى منح المكانة الحقيقية والإطار الطبيعي لحقوق الإنسان دون إقصاء أوإبعاد..
والعمل السياسي لا يعني أبدا السلطةأو الحكم...بل الإستقامة ونبذ التمييز من أجل حياة كريمة مفعمة بالرفاهية...
من هنا سيكون العمل الثقافي قد برهن بكل المعايير العلمية والأدلة التاريخيةمن نحن كسؤال قديم... والعمل السياسي ماذا نريد لماذا نريد مع اية استراتيجية أي تكتيك فيكتمل مفهوم الطرح الإستراتيجي من منطلق انساني فلسفي..وبمرجعية فكرية تعتمد التاريخ والعلوم كما هو الشان عند الأمازيغ الذين طرحوا التراث كقضية إنسانية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا