الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتجاجات تشرين .. هستيرية السلطة وملحمة الشباب

مصطفى رشيد

2019 / 10 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


محاولات هستيرية، يريدون تخوين حريق شبابي ثوري يتحرك على طول الخارطة العراقية وتصديق شياب السلطة، شباب اكاديميين مفكرين وادباء وناشطين كادحين واميين,لا يجدون رأس بصل يضربون به الارض، ملقون على الطرقات يلعقون الحصى النابت في الاسفلت، فقر مدقع، ضياع وخيبة عريضة، ملف واقعي كئيب وحار، يتطلب مكتبة سياسية ضليعة ومحترفة كي تحسن خلق وشائج تواصل ناضجة لصنع جو بارد وطويل الامد للتفاهم والمقبولية، لكن هذا عصي على طيش الاسلام السياسي ومهرجي فزاعة المؤامرة والتكهنات الجاهزة

العالم يدخل القلق حيال التعامل مع جيل نهاية التسعينات والالفين، في امريكا استنفار داخل المؤسسات المعنية بالدراسات الاجتماعية والمفارز الفكرية، لمواجهة الطفرة الذكية التي يحررها هذا الجيل، الاسر الاقتصادية الرفيعة والمنظمات السرية القديمة تجالسهم لتوقيع مذكرات تفاهم فكرية ونوعية لغرض الاستقطاب والبقاء، يرسم هذا الجيل انقلاب مفياهيمي سريع لدخول العالم الجديد، عالم مرصع بالاليكترونيات والضوء الازرق، مليء بالانفعال الذكي بين الدماغ والالة، عالم فيه الامي من لا يجيد اكثر من لغة برمجية، عالم سكانه يتسلون بالفلسفة ويتسامرون بالافهام جديد للطبيعة والكون والوجود

في الزاوية الاخرى يواجه جزاري الاسلام السياسي هذا الجيل المدلل عالمياً، بالقناص والبي كي سي والمعتقلات، يسومونهم سوء العذاب وينكلون بهم، يموج الشباب بالاهازيج والضحكات العالية من مضاجعهم الى ميدان التظاهر ، ثم يعودون بعضهم فوق كتف الاخر والمسافة بينهم وبين قناص السلطة مطلية بالدم وملبدة بالدخان، تباريهم حكومة الخرف بقوات يقال له مكافحة الشغب، لكنها تكافح السلم بالرصاص الحي، قوات مدججة بالسلاح والتجهيزات المهيبة، طيران وهمرات وانتشار عسكري، تستفرد بشباب صغار يلعبون البوبجي يوميا مع اصدقائهم من الخليج ويرون ثرائهم سياراتهم رباعية الدفع سفراتهم ومرحهم، بينما هم يستلفون الالف والربع دينار من جداتهم ليشترك كل اثنان في اركيلة واحدة في مساء بغداد

الشباب الخليجي يدخل دورات في ادارة الاعمال والاهتمام بالفضاء وخلق الحضارة الجديدة، والجماعة يعيدون تدوير الاشكاليات المذهبية، كره السعودية والخليج وتمني زوالها كره المجتمعات والانعزال الروحي عن العالم جلد الذات والعيش بمضاريب التأريخ الاسود، الدول النامية تحصي ايرادات المواثيق الاقتصادية العالمية، وهم يعدون عدد المواكب، عقم ثقافي تكتيكي كبير، لا يمكن معه استقرار المنطقة الحديثة بهكذا قماشة سياسية


زعيم الحوزة الحسبية في النجف سمع دوي القنبلة وتحسس ببرود في اطراف جمهوريته، اعرب متداركا بانه ينحاز الى الشعب، هو الاخير خضع لحرارة هذا الجيل الذي سيقض مضاجهم كثيراً في قابل الايام

اما مرتزقة الايمان العابر للحدود فللآن يعيشون اللحظة غباء سلطوي مفعم بالنشوة لا ترصده الا في التطبيقات الاسلامية المزيفة باعتبارها مجهزة بمجال فلسفي امرد لا يعرف غير اعتماد الروح والعاطفة والفتوة والاستبداد،
استحقت هذه السلطة الاطاحة والاقالة اثر غبائها المفجع والمؤلم اكثر مما هي عليه من وجه مجرم جنائزي، ملحمة الشباب الثائر وضعت حكومة الاحزاب امام المحك فأما الهروب في قطع الليل المظلم من القصور الرئاسية او الاستمرار او مواجهة العقوبة الحتمية التي يخطها دم الشهداء وعرق المحتجين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر