الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر موحشاً

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 5 / 21
الادب والفن


يبدو إذاً أن الغريبَ هو الغريبُ
وحالَ من يهوي كجرّةِ مغربٍ سقطت
ولم تعثرْ على أرضٍ تسيلُ على مآذنها
فسالت في القصيدةْ
يبدو غروبي اعتياديّاً إذاً
ومن البساطةِ أن تكونَ ضفافُ قلبي
ملعباً للريح بعد رحيل ربّاتِ النشيدِ
لوحشة الجزُرِ البعيدةْ
سهلٌ إذاً نفيُ المغنّي عن كلام الفجرِ
سهلٌ قذفُه في أسفل الوادي
وشطبُ خياله من جنّةٍ لبست مصابيح اللغات لأجله
وازّيّنت أرضٌ له
لكنها لمّا رأت إغواءها يعلو
رمته خارجَ الأسوارِ مرتطماً بوحدته الوحيدةْ
أأنا الغريبُ؟
كم اخترعتُ لرحلةِ العشاقِ غاباتٍ
ومدّدْتُ النباتَ على أصابعهم
وأنزلتُ السّكينة في مضاجعهم
فلما استأنسوا سحبوا مزاميري بعيداً
غيّروا لونَ النوافذ والستائرَ والجهاتْ
حتى الصدى لم ينجُ من تزييفهم
لمّا وقفتُ منادياً وحدي بقايا الساحراتْ
أأنا الغريبُ؟
وقد أعدتُ لهم من الأفعى مخيّلةَ الخلودِ
سرقتُ من أوكارها عشبَ الحياةْ
أأنا الغريبُ؟
مآذنٌ قلّدتها بيديَّ
والأجراسُ قد علّقتها في برجِ ذاكرتي
لأدعو الضائعين إلى زفافِ الضائعاتْ
زيّنتُ أعناقاً بأشعاري
وأكتافاً بغيمي
والصدورُ: أدرتُ بين كرومها جدل العناقيد المقدّس...
فاكتستْ بضيائها الأقداحُ
واشتعلتْ خصور الراقصاتْ
لم أنسَ حتى أصغرَ العشّاق من شمع الصلاةْ
ووقفتُ أنتظر الهديّةَ في النهايةِ
فجأةً...
حمل الحضورُ ظلالهم
لم ينتبه أحدٌ إلى قدميهِ
كانت وردةُ الأشعارِ تبحثُ عن يدٍ بيضاء ترفعها
انحنيتُ ألمّ وردتيَ الحزينةَ
أو أعيدُ لها المساءَ المشتهى
فهويتُ بينَ جموعهم
ناديتُهم: لطفاً قفوا
وليبقَ منكم واحدٌ قربي
يحنّ على الكؤوسِ إذا انتشيتُ
فرغَ المكانُ من المكانْ
فرغَ الفضاءُ من النجومِ
فرغتُ
إلاّ من زمانٍ داخلي
مازالَ يبدأ كلما فيه انتهيتُ
1/5/1999








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع