الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من العراق الى لبنان - الشعب يريد اسقاط النظام -

نافع شابو

2019 / 10 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في اليوم السابع من تظاهرات الشعب اللبناني الذي بدأ مساء يوم الخميس المصادف 17-10-2019 ولازال مستمرا لغاية كتابة هذا المقال ، وسقف المطالب تزداد بازدياد السيل الهادر للمتظاهرين الذي وصل عددهم بحسب بعض التقديرات بين مليون الى مليون ونصف مليون متظاهر.
اليوم طفح الكيل وانفجرالبركان وخرج مئات الآلالف من المواطنين وخاصة الشباب ،في ولبنان وقبله العراق، رافعين اعلام وطنهم ورافعين سقف مطاليبهم باسقاط هذه الأنظمة الفاسدة ، التي كما يقول المتظاهرون في لبنان:"طلعَت ريحتهم".
اليوم وكما يقول احد الخبراء انهار "السقف المقدس" على الأحزاب ألأسلامية الطائفية ، وحراس المعبد وانكسر حاجز الخوف ووعت الشعوب انّ هؤلاء المعممين وأمراء الطوائف ليسوا الا لصوصا ومافيات وشُلّة من المتاجرين بدماء هذه الشعوب ، ونهب خيرات وموارد بلدانهم.
اليوم قرّر اللبنانيّون والعراقيّون بكافة اطيافهم، أنّه لم يعد هناك شيء يخسروه لأنّهم فقدوا كُلّ شيء ، فقدوا حُرِّيتهم ،وكرامتهم ، و فقدوا أبنائهم ، وعملهم ، ومستقبل اطفالهم ، وحتى ابسط شروط الحياة ماعاد الكثيرون يحصلون عليه . الحراك الشعبي في مدن لبنان والعراق يطالب استرداد حُرّيتهم و كرامتهم وحقوقهم المهدورة والقصاص من الفاسدين واللصوص والحرامية والمتاجرين بالطائفية والمذهبية ومحاكمة كُل سياسي شارك في الحكومة عبر سنوات من حكم المحاصصة الطائفية والمذهبية ، ووضع حد للميليشيات المأجورة والتي اصبحت أدوات بيد نظام الملالي في طهران ، والذين شكّلوا دويلة داخل دولة ، لابل سيطرت هذه الميليشيات على القرارات السياسية والأقتصادية والعسكرية في العراق ولبنان .
الشيء المشترك بين النظام في العراق ولبنان هو، سلاح الميليشيات خارج الشرعية ، والفساد ، وبكلِّ أنواعه أصبح علنا ، والوظائف أصبحت على المحسوبيات المناطقية والحزبية والطائفية والمذهبية ، بشكل فاضح ، وألشعب ملَّ من التعاطي أللاأخلاقي لهؤلاء الفاسدين . هكذا نزلوا الى الشارع بردِ مزلزل .
اخر المطاليب التي اجمع عليها المتظاهرون في مدن لبنان ، (وهي نفس مطاليب العراقيين) ويمكن تلخيصها :
1 – استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية
2 – إنتخابات نيابية مبكِّرة
3- استعادة واسترداد كُلِّ ألأموال المنهوبة من قبل الفاسدين في الدولة اللبنانية وخاصة المسؤولين في الحكومة الحالية .
4 – كشف الحسابات المصرفية لأموال السياسيين والمسؤولين في الحكومة في داخل لبنان وخارجها .
5 – محاسبة الفاسدين وسارقي اموال الشعب .
إذن من يتابع الحراك الشعبي للمتظاهرين سواء في لبنان أو العراق سيعرف أن الهتاف الرئيسي والمطلب الأساسي للجماهيرالمحتجّة في البلدين هو واحد "الشعب يريد اسقاط النظام " ،لأن الشعب فقد ثقته بهذه الحكومات المتعاقبة التي أُسسّت على نظام المخاصصة الطائفية والقبلية والعائلية .
لنأخذ بعض النماذج لأاقوال المتظاهرين بمختلف فئات اعمارهم لنفهم سبب او اسباب خروجهم للتظاهر :
يقول أحد الشباب المتظاهرين :" منذُ نهاية الحرب ألأهلية اللبنانية يحكم البلاد العديد من الزعماء الطائفيين (امراء الطائفيين ) واثبتت الأيام انهم فاسدين وليس لديهم كفاءة . هناك 1% يحكمون 99% واستطاعوا ان يسرقوا كُلِّ مالدينا الحكومة منذ عام اعلنت حالة الطوارئ ألأقتصادية . "
يقول متظاهر اخر:"نريد انتنخابات جديدة وبرلمان جديد، ونريد خروج هؤلاء اللصوص ".
تقول احدا السيدات :"كبينا طائفيَّتنا ، كبيّنا مذاهبنا ، لبنان وبس "
في خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نقتطف اجزاء من اقواله :
"نحن حزبٌ كبير وحركتنا ليست بسيطة ونحن إذا نزلنا الى الشارع هذا ليس قرارا صغيرا (اي قرار خطيروكبير) يعني انَّ البلد كُلُّه يسير في مسار مختلف "
وبعصبية وبصوت تهديد مبطِن اضاف قائلا:
".انشاء الله ما ييجي وقته (اي وقت النزول الى الشارع) ، ولكن إذا جاء وقته ستجدوننا جميعا في الشارع في كُلِّ المناطق وبقوّة !!!! ونُغيّر !!! كُلِّ المعادلات!!!"...انزلوا وتظاهروا ولكن بشرط ،لأ أحد يحّل الحكومة ولا مجلس النواب ، فالحكومة تبقى موجودة ولا أحد يُغيُّرها !!!!وإذا الحكومة قرّرت تمشي [تستقيل] فسوف تُحاكم .
تعليقا على خطاب نصرالله يقول احد المتظاهرين :" احبُّ أن أقول للسيد حسن نصرالله نحنُ كُلُّنا معك ولكن في خطاب اليوم بطَّلنا أن نكون معك!!
نحنُ جايين نطالب بحقنا وأنت تقول أنَّ حقّنا مشروع في المظاهرات. أنا اريد أن أقول للسيد إذا أنا ما نزلتُ للمظاهرة فهل تُطعمني؟ ، بتحاكمني؟ أريد منك الحلول . أنا من حقي اتظاهر."
ويناشد هذا المواطن حسن نصرالله ان ينزل مع الجماهير المتظاهرة وكذلك يدعو الجماهير في الضاحية الجنوبية من بيروت (الغالبية الشيعية) للألتحاق بالجماهير المتظاهرة . وفعلا بعد خطاب حسن نصرالله نزلت حشود من المتظاهرين الشيعة في شوارع صور وصيدا ومن الضاحية الجنوبية ذات ألأغلبية الشيعية .
خطاب حسن نصرالله كعادته خطاب متشنج وخطاب تهديد ووعيد مبطن . انّه خطاب المفلسين الذين لايستطيعون مواجهة الحقائق على ألأرض فيلجأؤون الى قوّة التهديد والوعيد وسحق وترهيب وترويع شعوبهم . إنّه خطاب الأحزاب الأسلامية ، سواء الشيعية أوالسنية ذات ألأنظمة الشمولية الثورية الدكتاتورية القمعية الأستبدادية ، التي تؤمن أنّ الشعوب يجب ان تطيع الخليفة طاعة عمياء(سمعا وطاعة يامولاي).ولكن لحظة لحظة ّيا سيد نصراللهَ!!! بايِّ سلطة تهدد الشعب هل باوامر من ولي الفقيه ام باوامر الحكومة أللبنانية ؟؟ هل أنت الحاكم الفعلي للشعب اللبناني لكي تخاطبه بهذا الخطاب التهديدي المبطن؟
ألأجابة نعم أنت الحاكم الفعلي التابع لولاية الفقيه في ايران وتحكم لبنان فعليا وواقعيا ، وكُلُّ من يقول عكس هذا فهو على وهم .
و كما يتسائل احد اللبنانيين :"من يسيطرعلى المطارات الشرعية وغيرالشرعية ؟
من يُدخل السلاح الى الدولة اللبنانية بطريقة غير شرعية ؟
من يزرع المخدَّرات في طرابلس وبيروت وكُلِّ المناطق ؟
من الذي اورط لبنان بحرب مع اسرائيل والتي كان نتائجها دمارثلاثة اربعاع لبنان؟.
من الذي أدخل لبنان للوقوف مع نظام ألأسد لضرب شعبه ؟
من الذي يفرض ما يريده على القضاء؟
من المطلوب والمتهم من قبل القضاء الدولي لقتله مسؤولين في لبنان ؟
من اغتال الوزراء والشخصيات السنية والمسيحية والدرزية ؟
من الذي قال أنا جندي في جيش ولاية الفقيه في ايران ؟
أليست ميليشيات حزب الله الذي يقودها السيد حسن نصرالله ، هي المتهمة في كُلّ هذه الجرائم ؟
مشكلة لبنان (والعراق ) الحقيقية ، قبل الفساد ، هو سلاح الميليشيات ، السلاح الخارج من الشرعية لأنَّه كيف تُحاسب رجل فاسد وهو يحمل السلاح ويهدّدكَ ؟
هكذا اصبح العراق ولبنان تقودهما ميليشيات تخضع وتتبع المرشد الأعلى للثورة الأسلامية في ايران والتي اصبحت هي المسيطرة الفعليةعلى القرار السياسي والأقتصادي والعسكري في البلدين .
السؤال الأهم ماذا سيحمل لنا المستقبل؟
رأيي انَّ المستقبل القريب لن يكون هناك لهذه الأنظمة الفاسدة سوى خيارين :
1- الهروب واللجوء في احضان سادتهم سواء في ايران ، كما هربت داعش في احضان اردوغان التركي قبلهم ، الى ان يأتي دور هاتين الدولتين اللتان اصبحتا دولتين دكتاتورييتين تحلمان باعادة الخلافة الأسلامية سواء الشيعية برئاسة ولاية الفقيه او السنية بولاية الخليفة العثماني ، وألأثنان كانا ولا يزالا يتاجران بدماء العرب والمسلمون بتجارة مربحة هي الطائفيه وشعار الحرب على امريكا واسرائيل . ولكن الحقيقة ، يجب ان يعرفها كُلِّ عربي هي ان ايران تريد احياء الأمبراطورية الفارسية القومية واحتلال الدول العربية وهكذا تركيا تريد احياء الخلافة العثمانية السنية واحتلال الدول العربية التي تحررت بعد الحرب العالمية الأولى . هذا ما سيحدث لامحالة إن لم ينتبه العرب سواء السنة او الشيعة ويخرجوا مع المتظاهرين في العراق ولبنان ويكون شعارهم اسقاط هذه الأنظمة الفاسدة ولايقبلوا بالحلول الترقيعية ، بل بنظام علماني بعيد عن المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية بل يعتمد على الوطنية ، ودستور يستمد بنوده على حقوق الأنسان .
2- إذا قامت ألأنظمة الحاكمة بقمع اصوات الملايين من المتظاهرين وتم سحقهم في هذه الدول ، سيعني ذلك إنقطاع العلاقة بين الشعب وهذه الأنظمة وسوف تكون هناك هوّة سحيقة تفصل بين النظام والشعب وسيعيش الخونة الفاسدين في رعب وكوابيس خوفا من الثورة والأنقضاض على كُل الذين باعوا وطنهم للأجنبي وعاثوا فسادا في الأرض .
في النهاية لابد ان تنتصر الشعوب وتزيح هذه ألأنظمة المجرمة الفاسدة ، لأن كُل من يقرأ التاريخ القريب والبعيد سيفهم ما أعنيه . وإنَّ غدٍ لناظره قريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين