الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توضيح بشأن المدعو حمّو بيكا

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

2019 / 10 / 24
الادب والفن


أثار "بوست" كتبته على الفيسبوك حول فيديو للمذكور أعلاه وجماعة من صَحبِه حصل على 73 مليون مشاهدة خلال أربعة شهور الكثير من اللغط والاستهجان. أود في هذا الصدد أن أعرض وجهة نظري بخصوص هذا النوع من "الفن" في نقاط محددة:

أولاً: الفن يقيّمه المتلقون وليس النقاد أو ساكنوا الأبراج العالية أو الكلاسيكيون المتحفلطون من ذوي الياقات البيضاء. لا أتخيل أن يجادل أحد في التقييم الإيجابي للمتلقين في ظل وصول عدد مشاهدات تلك النوعية من الفيديوهات لملايين مُملينة (على غرار آلاف مؤلّفة).

ثانيا: الغرض الأساسي والأسمى للفن هو الإمتاع، ثم بعد ذلك أي شيء آخر مثل نشر القيم والفضيلة والولاء والانتماء. لا أجادل في كل ذلك، لكن حتى مفهوم القيم والفضيلة والفن الجميل والفن الردئ كلها معايير قيمية تتغير بتغير الزمان والمكان. حمّو بيكا ورفاقه حققوا الهدف الأهم للفن وهو الإمتاع لطائفة كبيرة من طوائف المجتمع بدليل الإقبال علي إنتاجهم الفني المنتشر في وسائل النقل العام والخاص ونغمات الموبايل والأفراح والليالي المِلاح.

ثالثا: الفن نِتاج المجتمع وهو انعكاس للذائقة الجمعية لمجتمع ما. لذلك فإن التعالي على فن المجتمع هو نوع من الانفصال عن القاعدة. في دولة المواطنة يحدد المواطنون ما يعتبرونه فنّاً راقيا أو هابطا. في الدولة الديموقراطية، إختيارات المواطن هي الأساس في كل شيء. إن كان الأمر كذلك، لماذا تشنّفون آذاننا ليل نهار بالحديث عن الديموقراطية المفقودة بينما لا تعترفون بديموقراطية المجتمع وحقه وحريّته في إختيار فنّه الذي يعكس ثقافته ونظرته للحياة والظواهر الاجتماعية؟

رابعا: لكل جيل فنه وذائقته الفنيّة. لماذا نرضاها لأنفسنا ولا نرضاها للجيل الحالي؟ تذكرون كيف كان إستقبال الأستاذ أحمد عدوية في السبعينات وتذكرون كيف أن عبد الحليم حافظ بجلالة قدره خشي على شعبيته من شعبية عدوية وطلب أن تُكتب له أغانٍ شعبية مثل عدوية. تذكرون أغاني الأستاذ محمد رشدي. تذكرون ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين ويارايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية. تذكرون طبعا نار ياحبيبي نار لعبد الحليم ولعدوية. ما تقييمكم لتلك الأغاني؟

خامسا: بقراءة متأنية لكلمات تلك الأغاني نلاحظ أنها تعكس قيما اجتماعية نبيلة في قالب يسهل على المتلقي استيعابه وترديده، تماما ككلمات أغاني أم كلثوم وعبد الحليم في جيلنا والجيل السابق له. ثم ما الفرق بين تلك الأغنيات وأغاني عمرو دياب مثلا؟

سادسا: التغيير سُنة الحياة وإلا لتوقفنا مثلا عند أغنيات الشيخ يوسف المنيلاوي وعبد اللطيف أفندي البنّا والست فتحية أحمد والست منيرة المهدية.

سابعاً: إن كانت النخبة أو ما يسمى بالنخبة (المحفلطة الملزّقة التي تمارس التقيّة السياسية والمجتمعية والنفاق البيّن والمستتر)، إذا كانت تلك النخبة التي ابتلينا بها ترى أن هذا الفن لا يرتقي لمستوى المجتمع فهُم السبب. إنسلاخكم عن المجتمع والعيش في أبراجكم "الورقيّة، وتماهيكم مع السلفية الدينية والسلفية المجتمعية وإنبطاحكم وجريكم وراء المكاسب الضيقة وتصعيدكم من لا يستحق لينضم إلى فرقتكم هو الذي أوصل الفن والثقافة لتلك الحالة التي لا تعجبكم.
.
كلمة أخيرة: ممكن نحترم رأي الشعب وخيارات الشعب؟ ممكن نبقى ديموقراطيين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??