الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين معارضتين

سامر عبد الحميد

2006 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعض أصدقائي، ممن كرّمهم الله سبحانه وتعالى بالإقامة في إحدى الدول الأجنبية، أو ممن تمكنوا -بشكل أو بآخر -من الحصول على نعمة اللجوء السياسي، استنكروا بشدة عدم الإعلان عن إعجابي الشديد بمآثرهم البطولية، وملاحمهم الخارقة التي يقومون بها وهم في مكمنهم الآمن ذاك، فأمطروا بريدي الالكتروني بوابل رسائل من سجّيل، مستنكرين، زاعقين، غاضبين..!.
وأعمالهم البطولية يا سادة يا كرام تتجلى في كتاباتهم الانترنيتية والصحفية وعبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي يتبارون عبرها في صب اللعنات على النظام السوري البغيض، ووصفه بشتى النعوت، والدعوة عليه بكسر اليد، وبداء الفالج...الخ.
ونحن، بعض كتاب الداخل، وإن كنّا لاننكر عليهم حقهم بتاتا في أن يذيقوا النظام عذاب اللعنات كما يرغبون، فإننا نستنكر دعوتهم لنا الالتحاق بهم في جوقة الردح والشتائم والسباب، واتهامنا دون وجه حق بالتخاذل والتقاعس عن أداء دورنا التاريخي في البصق على النظام ومسح الأرض به عبر كافة وسائل الإعلام المتاحة.
ولذلك فإننا نرغب بتوضيح ما يلي:
أولاً:إن لغة السب والشتم والقدح بحق أعدائنا، هي لغة العاجز والضعيف والصغير، ونحن على قلة عددنا، وضعف صوتنا، أرفع وأسمى من أن نحمل مثل هذه الصفات.
ثانياً:فإنه ومهما أصابنا من النظام وجلاديه وجلاوزته، من قهر وتعذيب في سجونه وأقبيته، ومهما كانت فداحة جرمه حين سرق منّا أجمل سنوات أعمارها، فإن صراعنا معه في الأول وفي الآخر هو صراع سياسي.وبالتالي، فإننا نحاول على الدوام إقصاء عواطفنا ورغباتنا ونزعاتنا الثأرية جانباً، والنظر إلى أفعال النظام نظرة عقلية تحليلية علمية، كي نتمكن من تحديد ماله وما عليه، في إطار المصالح الوطنية العليا.
ثالثاً:فنحن نسأل قسماً كبيراً من هؤلاء الأشاوس: أين كانت كتاباتهم الشتامة، ودعواتهم الثورية، حين كانوا بالداخل وتحت قبضة النظام التي لا ترحم؟!.
لم نكن نسمع عن الكثيرين ممن يملؤون اليوم-ما شاء الله-صفحات الانترنت طولاً وعرضاً بالخطب الثورية الرنانة وهم يتسكعون على ضفاف السين أو في مقاهي السويد أو النرويج، ويحتسون أكواب البيرة الديموقراطية اللذيذة!.
رابعاً:فإن معاناتنا نحن كتاب الداخل لا تتمثل فقط بالضغط الأمني الفظيع، واحتمالات الاعتقال، وإنما تستهلكنا كافة الهموم المعشية والحياتية والتي لابد أن مثقفي جنيف وباريس وستوكهولم قد نسوها.ونحن عندما نستخدم الانترنت في إرسال مقالة ما أو رأي فإننا نقتطع من قوت أولادنا مبلغا لا يستهان به من أجل أن نقول للعالم أننا مازلنا هنا.
خامساً:إن تنامي الأصولية الدينية داخل الشارع السوري، والذي يتحمل النظام جزءا كبيرا من المسؤولية عن تفشّيها بهذه الدرجة المرعبة، والتي تنيخ على صدور المفكرين والكتاب العلمانيين بكلكلها الثقيل، تثير عندنا حساسية مفرطة تجاه أية معارضة للنظام تأتي من داخل الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين مثلاً.
سادساً:لاشك بأننا نملك أيضا في الداخل بعض الأبطال، ممن يعتقدون بأنهم بتضحياتهم الجسيمة، وبمواجهة آلة القمع الهائلة بالجسد العاري، سيفتحون الطريق للأجيال القادمة لغد أكثر إشراقا، هؤلاء وان كنا ننتقدهم وبشدة أحيانا، وننتقد تسرعهم، وتعجلهم الخلاص، لكننا ننتقدهم بحب واحترام...
ويكفي أن ننظر لحملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت موقعي بيان دمشق-بيروت(الداخليين)، لنعرف مقدار الخسارة التي قد لا تعوض في القريب العاجل، في حين أن نظرائهم من موقعي البيان(الخارجيين)!، كانوا أبعد من أن تطلهم يد السلطة السورية، وبالتالي فهم يستعدون الآن لجولة أخرى من البيانات البطولية الخارقة!.
سابعاً:فإننا نرجو من مناضلين الخارج المرفهين جميعا، أن يدعونا نناضل بمعرفتنا وبقدر استطاعتنا وطاقتنا، وأن يتعلموا قراءتنا قبل رجمنا بحجارتهم، وأن يحاولوا فك شيفرة كتاباتنا، وقراءة مابين السطور، لعلهم يشمون من خلالها رائحة وطنهم وعذاباته...ولعلهم يدركون!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار