الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على بعض ما جاء في خطاب السيد رئيس الوزراء العراقي …

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ساطرح مجرد رأي ببعض ما جاء بالخطاب وانصرف …
يبدو ان المسؤولين العراقيين عن ادارة الازمة الحالية مرتبكين وقليلي الحيلة وفاشلين من الآخر … مغرمين بحرف السين ( سين الاستقبال ) هذا والتواري خلفه ، ومن الافضل أن نطلق عليه من الان فصاعاً … سين التخدير ! يلقون بكل عجزهم على اكتافه ، لعله يخدر أعصاب الجماهير الغاضبة ، الهائجه والمطالبة بحقوقها من خلال إجراءات عملية ، وليس من وحي الخيال وأحلام اليقظة والامنيات !
كم كانت الديباجة التي تلاها على مسامعنا السيد رئيس الوزراء في خطابه ،رائعة ، ومثالية ، والتي من الممكن ان يقدمها اي مسؤول ليخفف بها لما سيأتي من خيبات أمل واحباطات للمستمع الذي يتمنى ان تعالج قضاياه بحلول عملية و واقعية بعيدة عن العموميات واحلام الطيور !
اعتقد بان العراقيين يتفقون مع السيد عبد المهدي بكل ما جاء في الديباجة من انجازات على الورق ، ويشاركونه نفس الاحلام والامنيات لمستقبل واعد وزاهر وآمن للعراق وشعبه … ولكن البلدان لاتدار بالاماني وانشاء الله …
قد يتصور المسؤولون عن ادارة الازمة أن المتظاهرين سذج أو أن الشعب العراقي من الغباء بحيث تمر عليه مثل هذه المعميات ، وهم يعرفون قبل غيرهم أن الشعب العراقي ذكي و ( يقرء الممحي ) … والان نناقش بعض ما جاء في الخطاب من وعود ، مجرد وعود واحلام :
1 . سنجري الاسبوع القادم تعديلاً وزارياً بعيداً عن مفاهيم المحاصصة وضغوط الكُتل السياسية ، والوزراء سيختارهم د. عبد المهدي ويعمل على أن يكونوا من الشباب … كلمة سنجري ( كنت اتمنى ان تكون اجرينا ) في النظام الديمقراطي إن صح التعبير معناها سنقدم اقتراح الى البرلمان ويمكن أن يُقبل أو يُرفض ، وهو بالتأكيد سيرفض لان ألكتل لن توافق عليه وهي محمية بنصوص من الدستور العراقي ذو النكهه البريمرية ( لمن لا يعرف …نسبةً الى بريمر حاكم العراق الامريكي بعد 2003 ) ، لان الخلل بالاساس في الدستور الذي قسَّم المناصب على أساس كتلوي طائفي !
2 . سنعمل على تفعيل قانون الاحزاب ومنع المجاميع المسلحة من تشكيل احزاب سياسية … … لماذا مجاميع مسلحة بالاساس ؟ لايوجد بلد في العالم يحترم نفسه يسمح بوجود مجاميع مسلحة خارج اطار الدولة والقانون … الحالة معكوسة هنا ، العراقيون لايمانعون ان تشكل هذه المجاميع المسلحة أحزاب سياسية ولكن عليها اولا ان تتخلى عن السلاح … الشعب يريد الخلاص من السلاح خارج اطار الدولة ، وحصره بيدها فقط ولا مانع من تشكيل احزاب سياسية وهي ظاهرة صحية ، ولكن وجود الميلشيات المسلحة هي ألخلل وهي المشكلة ، لسبب بسيط ومنطقي وهو من يضمن السيطرة على هذه المجاميع ومن عدم انفلاتها وقيامها باعمال عنف تطبيقاً لاجندات معينة تؤمن بها ، وهنا تكمن الخطورة !! وقد فشل جميع الرؤساء في تخليص البلد من السلاح المنفلت وبضمنهم السيد عبد المهدي على الاقل لحد الان ! اما تخيِّرها بين العمل الحزبي او ترك السلاح ، فاكيد ستختار السلاح ، وكأنك يا ابو زيد ماغزيت !
3 . لم يتطرق الى قانون رفحة المستفز وهو واحد من الشروط التي طرحها المتظاهرون والذي اعطى امتيازات مادية مبالغ فيها لاناس لايستحقوها … و ولد شعور بالحيف والاحباط لدى المواطن الذي يعاني الكثير منه مادياً .
4 . كثير من النقاط التي ذكرها في منامه لا يستطيع تحقيقها وخاصة المتعلقة بالفساد المالي والاداري وهدر المال العام ، والذي دمر البلد ونهش اقتصاده الريعي المعتمد اساساً على عائدات النفط فقط ، فسبعين بالمائة تذهب الى الرواتب والبقية في جيوب اللصوص … واللصوص معروفون لدى كل العراقيين ويشيرون لهم كل يوم بالبنان ، لكن المسؤولين يغضون الطرف لانهم لا يستطيعون مواجهتهم لتمتعهم بالحصانة الحزبية او الدينية او قوة السلاح …
5 . لماذا تجميد مجالس المحافظات ومجالس الاقضية والنواحي دون الغائها ، وهو مطلب جماهيري لانها اصبحت بؤر للفساد الذي ازكم الانوف !
6 . هل يستطيع السيد عبد المهدي ان يفعِّل قانون من اين لك هذا ، والذي سيضطره ان فعل الاصطدام برفاق الامس ؟!!
اخيراً : اعتقد بان الازمة جدية وليس كما يتصور البعض حلها بهذا الخطاب المليء بالمنامات ، وكأن السيد رئيس الوزراء يخاطب فيه نفسه دون حلول حقيقية وجادة … طبعاً الجميع يدرك ان المطالب تراكمية منذ سنوات وليست وليدة اليوم ولا احد يحمل السيد عبد المهدي وحكومته المسؤولية الكاملة بل ياخذ نصيبه منها بقدر الفترة التي ادار بها البلد وعجز كسابقيه في تحقيق اهداف العراقيين في بلد نظيف من الفساد والمحاصصة ، ولا احد ايضا يريد استقالة الحكومة دون بديل دستوري وترك العراق للفوضى ! العراقيون يحبون بلدهم ولا احد شريف يريد به السوء !
ان تجاهل مطالب الشارع والمراهنة على الوقت وملل المتظاهرين لالتقاط الانفاس ، رهان خاسر … يجب الاسراع بحلول تهدئ الشارع .
اتمنى الخير والسلام والهدوء لكل بلدنا الحبيب وشعبنا الطيب …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر