الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقتل البغدادي ونظرية الوحش الكامن
هاشم عبدالله الزبن
كاتب وباحث
(Hashem Abdallah Alzben)
2019 / 10 / 27
الارهاب, الحرب والسلام
ليلة السادس والعشرين من أكتوبر عام 2019، وفي آخر تلك الليلة الخريفية، وبأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نفذت مروحيات أمريكية غارة إستهدفت منزل يُقيم به زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي مما أسفر عن مقتله وخمسة من أتباعه. مع صبيحة يوم الأحد تضاربت الأنباء وتسارعت حول خبر موت/قتل/إغتيال/تصفية الرجل الأخطر/الأكثر رعبًا في العالم:"أبو بكر البغدادي".
غرّد ترامب بغموض:"شيء كبير للغاية حدث للتو"، بعدها بساعات ظهر الرئيس الأمريكي مزهوًا يتحدث عن إنتصار "أمريكي جديد" يتلخص في تقديم الإرهابي المُجرم للعدالة... ولكن عن أيّ عدالة يتحدث ترامب مزهوًا بإنتصاره؟
وهل بالفعل تم القضاء على الإرهاب بقتل زعيمه؟ وهل أصلًا الإرهاب في الشرق الأوسط يرتبط بالبغدادي وتنظيمه؟ ومن هو البغدادي أصلًا وما هو تنظيم الدولة الإسلامية؟
لن أسرد تفاصيل نشأة/صناعة "الجهاد الإسلامي الجديد" وأرتباطه بسياسات الغرب والشرق، ولن أخوض في تفاصيل باتت مكرورة عن إفتراضات تمويل وتدريب التنظيمات الإرهابية لغايات سياسية التي نشطت وما زالت تنشط على الأراضي السورية والعراقية،
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو شعوري بضرورة محاولة فهم الواقع السياسي وتحليله وإعادة النظر فيه، وإمتلائي بمقاطع وصور لمجازر حدثت في أثناء الفوضى التي عصفت بسورية والعراق خلال السنوات الماضية، وأبرز تلك المجازر هي "مجزرة سبايكر" التي راح ضحيتها أكثر من ألفي طالب عسكري عراقي، تم قتلهم بسيناريو وحشي يُخبرنا كم نحن بحاجة ألّا ننسى وأن لا نغضّ الطرف عن واقعنا المأزوم والمُحتقن وأرضنا الخصبة لظهور ما هو أفظع من "داعش" وأخواتها!
تم قتل أو تصفية الزعيم البغدادي كأنتصار كبير في معركة "مُحاربة الإرهاب"، وكأن البغدادي هو جوهر الإرهاب والتطرف والإجرام!
بعيداً عن فكرة المؤامرة التي تُحاك لشرقنا الأوسط، ولكن هل بالفعل تحررت بلادنا من وحوشها الكامنة؟
الوحوش المُستعدة للإنقضاض ونهش اللحوم وسفك الدماء عندما يُؤذن لها، وتبدأ عملها المرسوم بإتقان!
الوحوش التي تُسيّرها الأفكار والعقائد والأسباب الكثيرة لتفعل فعلها "الوحشي" كأنه عمل بطولي عظيم،
ومما لا شك فيه، فأن إستبداد الأنظمة له دور كبير في تغذية تلك الوحوش وتسريع هيجانها العنيف!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا أجّلت الجزائر اجتماعا هاما مع مفوضية الاتحاد الأوروبي؟
.. عودة العلاقات التجارية بين الجزائر وإسبانيا بعد قطيعة تجاوزت
.. ليبيا: جدل وانقسامات حول انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأع
.. موريتانيا: إعادة محاكمة الرئيس السابق ولد عبد العزيز أمام مح
.. -حفل العار-...شعار تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة لحفل داع