الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى مانحي شهادة كتابة التاريخ مع التحية*

عبدالحسن حسين يوسف

2006 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


حقيقة لا بد إن نسجلها لكل الذين يتهربون من الحقائق ولا يرغبون بالتحدث عنها ويتقيئون أفاعي مجففة واتهامات لا أول لها ولا آخر لغيرهم إذا تحدث عنها ,يعلنون حرصهم على الشعب وحرصهم على تاريخ الحركة الشيوعية وينصبون من أنفسهم أوصياء على تاريخها وملكيتهم لهذا التاريخ ولهم وحدهم حق منح شهادة الكتابة عنه.انهم يعتقدون إن للتاريخ أهل وهم وحدهم يعرفون أهله وكل من لا يعرفونه يرفضون أن يقول كلمة فيه أو على الأقل أن يسأل أولي الأمر بدعوا أن ليس لغيرهم فيه ناقة ولا جمل .انهم يعتقدون أن فرسان التاريخ وكتابه هم فقط أولئك الذين صنعوا الهزائم أما الضحايا من أمثالنا فليس لهم حق حتى بإدانة هؤلاء الفرسان ,يتباكون على الحزب وتراثه ويترحمون على شهدائه وينسون إن رجالا لهم أسماء فوق كل الرؤوس ,فالقد كان لينين فوق كل التحاد السوفيتي وماو تسيتونغ فوق كل الصين وجيفارا فوق كل أمريكا اللاتينية هؤلاء الرجال العظام لم يرفضوا النقد وقد اعترفوا بأخطائهم علنا ,انهم عظماء بعملهم عظماء بما قدموه لشعوبهم عظماء حتى بتجاوزهم أخطائهم ولكن انتم يا موزعي شهادة كتابة التاريخ ومانحي الألقاب درسا واحدا نريدكم أن تعلموه من لينين ومن ماو تسيتونغ وجيفارا هو أن النقد لا يعني التهدم وان نشر الحقائق هو ليس حقدا أو عمالة أو أن يكون صاحبها مرشدا للأمن,لقد مارس هذه الاتهامات فرسان الهزائم ومنظري البارات وتلقيتموها انتم ,تسقطون الأحكام المرتجلة البدائية التي تربط الأحداث ربطا ميكانيكيا .أن رفع السلاح والنزول إلى الميدان لم يكن دائما عملا ثوريا ,لقد نزل فوج الرشاشات الأول وآلاف المتطوعين من العمال المسلحين من مصنع (بوتيلوف) والمصانع الأخرى في شوارع بتروغرادفي تموز (1917) لإسقاط حكومة كرنسكي المؤقتة وتسليم السلطة للسوفيت ولكن لينين رأى بان الوضع غير مناسب ولم ينضج بعد واعده تهورا وبعد ثلاث اشهر فقط وفي تشرين الأول نضجت الأزمة ووقف لينين يدعوا إلى الانتفاضة المسلحة واستلام السلطة من حكومة كرنسكي البرجوازية ,فهل كان لينين يمينيا في تموز واصبح ثوريا في تشرين الأول .أبدا كان في الحالتين ثوريا عضيما ولكن واعيا للظروف .لقد كان العمل المسلح تطرفا وتهورا في تموز وكان عملا ثوريا في تشرين الأول ,هكذا يجب النظر إلى الكفاح الثوري مسلحا أم غير مسلح وان نقد الظاهرة المسلحة أو غير المسلحة الفاشلة لا يعني الانتقاص من تضحية رجالها والمزايدة عليهم بل الاستفادة منها ومن الدروس التي أفرزتها .أتمنى لكم إن لا تفهموا الأمور بظواهرها السطحية وان لا تقلبوا الحقائق رأسا على عقب ,وهناك درسا نريدكم إن تدركوه وتفهموه يا ((مانحي شهادة كتابة التاريخ))!! أن نضالات الأرصفة والتنظيرات من على تخوت مقهى (الشاه بندر)أو في صالونات الثرثرة لا تنتج ثورة ولا تساهم في بناء حزب فاعملوا مع الآخرين ,قودوهما إن استطعتم وساهموا في كتابة تاريخ حركتكم ,فالقاء حجر صغير في بحيرة راكدة افضل من الجلوس في مواخير الهزيمة ولنا معكم عودة .

--------------------------
هذه المقالة هي رد على مقال معنون(تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟) للكاتب "جميل محسن" وهو رد على كتاباتي في بلاغ الشيوعية بعنوان (الحركة الشيوعية في العراق ,الماضي وآفاق المستقبل) التي نشرته الجريدة على شكل حلقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24