الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا صنعت بنا الأيدولوجيا الفصائيلية في نضالنا ضد المحتل

مهند الصباح

2019 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


ماذا صنعت بنا الأيدولوجيا الفصائيلية في نضالنا ضد المحتل
تعدد الأيدولوجيات تماما كتعدد الزوجات في حالتنا الفلسطينية، لا عدل فيه ولا راحة!
منذ اليوم الأوّل للكنبة عام 1948 أصبح حلم كلّ فلسطيني لاجئ هو العودة إلى دياره التي شُرّد منها بفعل عمليات الاقتلاع الصهيونيّة والمجازر المختارة بدقة على رقعة خارطة فلسطين، في الشمال والوسط والجنوب. وبناء على هذا الحلم انطلقت الثورة الفلسطينيّة المعاصرة، ومع بدايات العمليات العسكريّة المضادّة لدولة الكيان الناشئة تولّدت القوى الثوريّة الفلسطينيّة الفاعلة في ميدان القتال والمواجهة، هذه القوى اعتمدت على الأيدولوجيا في تعريف النضال ضدّ المحتل، فمنها من اتخذ القوميّة ومن ثمّ الاشتراكيّة، ومن ثم بعض تلك القوى الثوريّة اعتمدت على أيدولوجيا الإسلام السياسي، و جميعها كانت معارضة للإمبريالية العالمية.
كل تلك الايدلوجيات كانت عرضة للتغير والتعديل بناء على ما يدور في الصراعات الدولية والتجارب العالمية لحركات التحرر.
ربما كان الهدف من أدلجة المواجهة مع الكيان الغاصب هو أنسنتة النضال الفلسطيني وجعله صاحب بعدا عالميا وحشد أكبر عدد من الداعمين للقضية العادلة باعتبارها جزء من كل، وربما كان الهدف من الأدلجة أيضا تعريف الذات الفلسطينية المناضلة بقواعد علمية وفكرية وبنيوية مجتمعية.
لكن، ألم يكن الاتحاد السوفيتي من أوائل من اعترفوا بدولة الكيان الغاصب؟ وهو ومن هو ومشروعه الفكري معروف؟ ألم تستمر الدولة التركية بعلاقاتها مع دولة الكيان بعد سيطرة حزب العدالة على مقاليد الحكم في البلاد؟ وهذا الحزب معروفة منطلقاته الفكرية؟ والعديد من الأمثلة.
من كان يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ومشوارها التحرري سيدعمنا ويقف بجانبنا مهما كانت أيدلوجيته! سيدعم الحق الفلسطيني حتى لو كان الفلسطيني كونفوشسيّا أو بوذيّا!
" الايدولوجيا مهنة البوليس " درويش
ماذا جنينا من تعدد الايدولوجيات؟ هل حققت لنا المراد؟ وهل وحدتنا؟ أم زادت من انقسامنا؟ الإجابة بالقطع لا...
تعدد الأيدولوجيات تماما كتعدد الزوجات، لا عدل فيه ولا راحة، ينشغل الزوج في فض الخلافات بين زوجاته.
التصلّب بالفكر وتفضيله على القضيّة الأم جعلنا نتمحور وندور في فلك منبع فكرنا المستورد، نصادق من يصادقه، ونعادي من يعاديه، حتى لو كانوا من أبناء جلدتنا. وحين تنهار الدولة الحاضنة لأيدولوجيتنا المستوردة ننهار معها – على مستوى القاعدة الجماهيرية كأقل تقدير-، هذا التمحور كان مدعاة للتخوين ونزع صفة الوطنية عن بعضنا البعض.
حين طُرح البرنامج المرحلي في بداية السبعينات تمّ تخوين أصحابه ليصبح بعد عدة سنوات مشروعا تتبناه منظمة التحرير.
الانقسام مستمر منذ اكثر من عشر سنوات، وحين فازت حركة الاخوان المسلمين في الانتخابات في جمهورية مصر هرولت مركزية فتح إلى القاهرة وعقدت اتفاقا للمصالحة مع حركة حماس ذات المشارب الفكرية لحركة الاخوان المسلمين، وحين انقلب عبد الفتاح السيسي على رئيسه المنتخب فُض غشاء الاتفاق بين الحركتين. والأمثلة على التناقض الايدولوجي الداخلي متعددة.
فكرة التعدد هي فكرة سامية والاختلاف في الألوان يُنتج لوحة فنيّة راقية، لكن اختلافنا تولّد عنه خلاف جذري.
نحن على ما يبدو لم ندرك تماما أننا لازلنا تحت الاحتلال، نحن كمن يريد ربح ورقة اليانصيب وهو لم يشتري الورقة بعد! كل الخلافات وشكل النظام السياسي الفلسطيني وغيرها من القضايا يكمن حلها بعد إنجاز الهدف الأساسي والأهم ألا وهو تحرير فلسطين. حتى تعريف فلسطين أصبح محط خلاف بين القوى الفلسطينية نتيجة تنوع مشاربها الأيدولوجية.
أنا كلاجئ ما يهمني هو العودة إلى قرية قالونيا المهجرة شمال غرب القدس. هذا كل ما يعنيني ويهمني في هذه المرحلة. قس على ذلك عموم اللاجئين، واعتقد جازما أنه في حال إجراء استطلاع يهدف لمعرفة حجم المنضويين في أطر الأحزاب في الشارع الفلسطيني ستكون النتيجة صادمة جدا.
العدو واضع ومعروف، والهدف واضح ومعرف... إذن لماذا نخوض في تفاصيل الأيدولوجيا ووسائل وأدوات التحرير؟ ألم يقولوا سابقا أنّ " الشيطان يكمن في التفاصيل "؟
قد يتهمني البعض بأنني أدعو إلى تعطيل الحياة الديمقراطية ومصادرة حق الشعب بممارستها، لكن السؤال هو متى كانت آخر مرة أجريت فيها انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني؟
ومتى كانت آخر مرّة مارس فيها المجلس التشريعي مهامه؟ ولماذا لم تجرى انتخابات لرئاسة السلطة لغاية الآن ؟ وحتّى الفصائل لا تجري انتخابات بكل ما تحمله كلمة انتخابات من معنى!
والحديث يطول...
28/10/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟