الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمكو يتحدثُ عن بغداد

امين يونس

2019 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أستاذٌ مُحتَرَم أكّنُ له كُل تقدير ، جاءني البارحة وقال لي مُبتسِماً : مثل السياسيين هذه الأيام .. أنا قادِمٌ في مسعىً حميد ، وأريدُ منك تطبيع علاقتك مع " حمكو " ! . قُلتُ له : أتدري ياسيدي ماهو السبب في مُقاطَعتي له ؟ أظُنُ أن حضرتكَ تعلم بأنني كُنتُ أكتب مقالات تحت عنوان / يوميات حمكو / وأنشرها في جريدةٍ حكومية إسبوعية ، في عمودٍ بالصفحة الأخيرة .. وكُنتُ أتقاضى 25 ألف دينار عن كُل مقال أي 100 ألف في الشهر .. وبسبب طيبة قلبي ، كُنتُ أعطي نصفها لحمكو واُبّرِر ذلك بأن له دوراً في إستلهام المواضيع . إستمر ذلك لخمسة أشهُر .. غير ان الجريدة لم تدفع لي شيئاً بعدها رغم إستمراري في النشر بحجةٍ غير مُقنِعة " الأزمة المالية " . وفي يومٍ جاءني حمكو وقال لي بِجدية : سمعتُ بأنك تستلم شهرياً أجور المقالات وتأكل حقّي ! . فقلتُ له : إخرج ولا تتصِل بي من الآن وصاعِداً . ومنذ ذلك الحين لم أعُد أكتب شيئاً عن حمكو . ألَم أكُن مُحقاً ياسيدي ؟
ضحكَ الأستاذ قائِلاً : أنتَ تعرف حمكو ياعزيزي ، ببراءته وطيبته بل وحتى سذاجته . أنهُ قال لي بأنك لم تُتِح لهُ مجالاً ليشرح لك الأمر أو ليعتذر على الأقل . على أية حال .. لن أخرجَ من هنا إلّا بعد أن تسامحه وتُصالحه .
قُلت : وهل أستطيع أن أخالِف لك أمراً يا أستاذنا العزيز .
قال وهو يُخرِج هاتفه النقال : كما يقول المَثَل [ إضرب الحديدة وهي حامية ] .. وإتصلَ بحمكو الذي سرعانَ ماوصل إذ كما يبدو كان منتظِراً أمام المنزل . عانقَني قائلاً بين قهقهته الصاخبة : كيفَ تزعل من حمكو المجنون يارجُل ! .
..................
بعدَ أن غادرَ الأستاذ .. صَبَيتُ سيلاً من العتاب المُر والقاسي على مسامِع حمكو، غير أن الخبيث لم يَرُد إطلاقاً وقال مُهَدِداً : إذا إستمريتَ سوف أخابِر الأستاذ حالاً ، فضحكنا معاً .
سألته : ماذا تقول ياحمكو عن مايجري في بغداد والمحافظات الجنوبية وهل هنالك أي تأثير علينا أي على أقليم كردستان ؟ أجابَ : إنها إنتفاضة " جيل الفِطنة " كما يسميهم الشاعر إبراهيم البهرزي ، جيلٌ ذكي لا تُؤثِر عليه أكاذيب ودعايات ووعود الأحزاب السافلة المنضوية في العملية السياسية. بل أنها ثورة الشباب بِحَق .. هؤلاء الشباب الذين أجبرَتْهم البطالة وسوء الخدمات والفساد المُستشري والمُتاجرة بالدين والطائفة والقومية وإنعدام العدالة وضبابية المستقبل .. أجبرَتْهُم على الثورة .. بعيداً عن كُل الأحزاب قريباً عن " الوطن " الذي كان على وشك الضياع . لكن المأساة ياعزيزي ، أنَ قَدَر العراقيين أنْ يدفعوا أثماناً مُضاعَفة ، مُقارنة بشعوبٍ أخرى .. فمنذ بداية هذا الشهر فقط ، يسقط يومياً عشرات القتلى ومئات الجرحى في بغداد والناصرية والبصرة وغيرها .. كلهم من الشباب . المُبهِر في هذا الأمر .. أن هؤلاء الشباب رغم الرصاص الحَي رغم قنابل الغاز المُسيل للدموع المنهمر على رؤوسهم ، فأنهم في تزايُد كُل يوم .. أنحني إحتراماً لشجاعة المنتفضين .. اُقّبِل وجنات الثائرين .. يارجُل هل تسألني عن تأثير مايحدث ، علينا في أقليم كردستان ؟ بالطبع هنالك تأثير بل تأثير بالغ أيضاً .. فنحنُ على أية حال ، جُزءٌ من العراق شئنا أم أبَينا ، وإذا عَطَستْ بغداد بِقُوة فمن المُحتمَل أن نُصاب بالزُكام ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج