الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراسيم ملكية 12

أفنان القاسم

2019 / 10 / 29
الادب والفن


العالمُ قميصٌ وبنطالٌ
وَعِلْمٌ قليلٌ
أو كثيرْ

العالمُ ماكينةٌ ومِحراثٌ
ووقتٌ صغيرٌ
أو كبيرْ

العالمُ شكلٌ وأخلاقٌ
وفعلٌ قبيحٌ
أو مليحْ



قال لي الدكتور آدم عربي: "أنا أختلف نوعًا ما معك في موضوع الحجاب، فالحجاب إرث تاريخي فرضه الرجل على المرأه في جميع بقاع الأرض حتى اليوم، فالرجل الأقوى فرضه على المرأة الأضعف، حسب طبيعة الإنتاج رعوي زراعي إقطاعي، استخدمه الآشوريون، المصريون، اليونان، الهند، أفريقيا، على الرغم من عدم الاهتمام ببطن المرأة أو منطقة الوسط كما في الهند، وعلى الرغم من عدم الاهتمام بثدي المرأة كما في أفريقيا، واستخدم في اليهودية والمسيحية والإسلام كرمز لعفة المرأة. نمط الإنتاج، والذي كرس قوة الرجل، هو العامل الأساسي في هذه القضية، وعندما لم يعد هناك تقسيم للعمل بين الرجل والمرأة كما في السابق، وعلى القاعدة المادية المتمثلة في ما يسمى ثقافة، تنتفي الحالة المرضية المجتمعية، فالعالم اليوم ذو ثقافة واحده ولا حاجه للشذوذ." أجبته: "أنت لا تختلف معي، أنت تؤيدني بتحليلك المادي التاريخي للحجاب من خارج النص القرآني الذي كان إطارًا لتحليلي، وستكون مرجعي عند منعي الدشداشة."




سأمنعُ الدشداشةَ بسلطةِ الحداثةْ
وأجعلُ المجتمعَ
على صورتي

سأمنعُ الحطةَ والعقالَ بقوةِ الآلةْ
وأبني المصانعَ
في قريتي

سأمنعُ العباءةَ بإرادةِ الريادةْ
وأفتحُ العواصمَ
مِنْ نافذتي



في فرنسا القرون الوسطى كانت الدشداشة في القصور وفي الحقول لا تعيق الصعود على العرش ولا جر المحراث أو قطف قناديل العنب من الكروم، ثم جرف التحديث الحقل والقصر، واضطر الجميع إلى ابتكار الثوب المناسب الذي لا يعيق حرية العمل أو حرية الحكم، والذي لا ينتمي إلى زمن انتهى. لكن للدشداشة والحطة والعقال والعباءة علاقة أخرى بنمط الإنتاج غير التي ذكرها آدم عربي، ألا وهي تماثل الرجل بالمرأة، فهو يرتدي الفستان مثلها (الدشداشة)، وهو يطلق شعره مثلها (الحطة والعقال)، وهو يرمي على كتفيه ما يرمي كما ترمي الحجاب على كتفيها مثلها (العباءة)، إذن ادعاء العفة في الأديان زائف، أنا أغور هنا في نظرية "الجندر"، وأستكشف أغوار آلاف السنين من القهر الذكوري غير المبرر.



هل تفهمُ معنى أن تخرجَ مِنْ ماضي أثوابِكَ؟
الحيايا تفهمُ
لترتدي الحياةْ

هل تعرفُ لأيِّ غرضٍ ينيرُ القمرُ على أبوابِكَ؟
النجومُ تعرفُ
لتغيِّرَ الأكوانْ

هل تعلمُ لماذا الشمسُ ذهبٌ في أدراجِكَ؟
البنوكُ تعرفُ
لتستثمرَ الأيامْ



أما الطريف في أمر الدشداشة، فشيء آخر، في فلسطين أقل، في السعودية وبلدان الخليج أكثر، في هذه البلدان منذ أن يولد الطفل إلى أن يموت، وهو يعيش في عالم الدشداشة، عالم لا فرق على الإطلاق بينه وبين عالم الفستان، مما يساهم في "فسلجة" الرجل، أعني فيزيولوجياه ووظائف أعضائه، فخذاه، ردفاه، ثدياه، يمر عليها بأصابعه، ولا يجد فرقًا بينه وبين المرأة حتى اللحظة التي يكتشف فيها –وقد غدا بالغًا- أن له فرجًا، وأن هذا الفرج ينتصب، فيحلم بثقب يدخله فيه بين إليتين بما أن عواطفه من عواطف المرأة ومشاعره من مشاعرها، لهذا السبب ثلاثة أرباع ذكور بلدان الخليج والسعودية "هومو". أنا لا أنتقد، أنا أحلل، فالكل يعرف موقفي الإيجابي من المثلية. لكن هذا العدد هائل، استغله النظام ليلهي الناس بفروجهم، بين استغلالات كثيرة، في اعتقادي هذا أهمها، وهذا الاستغلال يتجاوز الرجل إلى المرأة، فالتماثل بين الدشداشة والفستان مهد الطريق إلى السِّحاق. لهذا، القميص والبنطلون القصير أو الطويل من قماش الدشداشة نفسه الخفيف يقضي بغرض التغيير والتقليل من أعباء الجنس. سيصرخ الأنانيون: اتركونا في حالنا نحن سعداء هكذا! لكنها مسألة الأجيال القادمة المرتبطة بمسألة الأوطان كما يجب أن تكون لمواكبة التقدم. من ناحية ثانية، وهذا يخص مهرجي السلطة بدشداشاتهم وعباءاتهم وكوفياتهم وعقالاتهم، هؤلاء الكلاب المتأنقون الذين يُضحكون العالم عليهم، يجب منعهم من ممارسة الدمامة علينا، يجب طردهم من المحافل الدولية، وأنا على أية حال سأبصق على وجوههم وأطردهم لو حضروا بلباس سيركهم حفل تتويجي في قصر فيرساي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البنوكُ تعلمُ وليس:
أفنان القاسم ( 2019 / 10 / 29 - 11:18 )
البنوكُ تعرفُ للتنغيم...


2 - أتمنى عليك
ماجدة منصور ( 2019 / 10 / 29 - 22:05 )
أن تراجع مقالي الذي نزل في اللتو و اللحظة و إسمه رسائل مفتوحة لحام الإمارات العربية المتحدة0
و إنشر يا حاضر ...أوساخ الماضي
احترامي بروف


3 - لفت انتباهي ((تعج مكتباتكم بكتبي))من أنت يا ماجدة
أفنان القاسم ( 2019 / 10 / 30 - 14:05 )
أوهموني أنك رجل ضحك عليّ بكلماته وأوهموني أنك متواطئة لغرض لا يعرفه أحد غيرك وأوهموني أنك منفضحة -يا لهوي!!! كما يقول إخوتنا المصريون- لكني أجدك صادقة وخاصة أجدك أنثى، فهناك العشرات من النساء اللاتي يكتب السفلة بأسمائهن يفضحهم أول ما يفضحهم اسلوبهم، فللمرأة أسلوب في الكتابة وأسلوب في رؤيتها للعالم وأسلوب في النقاش، هذه الأساليب هم لا يتقنونها...


4 - ها هم يجعلونني أشك في حقيقتك مرة أخرى
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 1 - 09:46 )
11 من السفلة صوتوا لك رغم أن لا شيء في تعليقك و4 من غيرهم صوتوا لي، ثم تذكرت أنهم يذكرون اسمك مع أسمائهم كمرجع هنا وهناك... والله إنك محيرة يا ماجدة، وعدم تعليقك على ردي يثير الشكوك...

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟