الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاحياة لجسد بلا رأس

رائد مهدي
(Raed Mahdi)

2019 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


((لاحياة لجسد بلا رأس))

رؤية في المشهد العراقي

بداية أعرب عن حزني العميق على شهداء تظاهرات الشعب العراقي والذين قضوا بنيران الظلاميين والخونة والعملاء وأعداء الحياة .
وأعرب عن تضامني معهم في القضية التي خرجوا من أجلها متظاهرين بصفتي أحد أبناء هذا الشعب المظلوم والمحكوم بالجهل والفساد والتعسف والمنهوبة ثرواته عبر أصحاب الأفكار الظلامية والعنصرية والطائفية والتي جعلت من هذا البلد الغني بثرواته أن يعيش ابناءه حياة الشح والفقر والعوز والحرمان من أبسط مقومات الحياة من الوظائف والخدمات العامة.
كما وأعرب عن استنكاري وإدانتي لكل يد مجرمة آثمة خبيثة تحرق الممتلكات العامة وتعتدي على منتسبي الجيش والشرطة بغية استفزازهم واستدراجهم الى مواجهة مع المتظاهرين بهدف تخريب المظاهرات وتشتيت قضيتها وإشغال الرأي العام بالقاتل والمقتول ليقدموا بذلك خدمة كبيرة للفاسدين والسراق ومفقري الشعب العراقي ومبددي ثروته ويمنحونهم ذريعة لقمع التظاهرات بحجة أنها خرجت عن سلميتها وباتت تهدد الأمن الوطني والسلم المجتمعي.
كما وأدين أشد الإدانة للأيادي الهمجية التي تنهال بالضرب المبرح على ابناء وبنات شعبنا من المتظاهرين الذين لم يخرجوا للشوارع هاتفين إلا مطالبة بحقوقهم المشروعة مطالبين بحياة كريمة بل بأبسط مقومات الحياة من الخدمات العامة والوظائف ليقابلوا بكل تلك الوحشية بدء بالماء الحار الى الهراوات الى قنابل الغاز الخانق والمسيل للدموع وانتهاء بالدهس وبرصاص القنص وفرض حضر التجوال وتوعد كل من يحرض الناس على التظاهر بأشد العقوبات.
بعد التضامن والإدانة لابد من وجة نظر نطرح من خلالها مايؤد لتحقيق أهداف الثورة الشعبية في وطننا العراق وتحقيق المطالب التي خرج الناس لأجلها وبذلوا أرواحهم ومهجهم ودماءهم من أجل حياة كريمة تليق بشعب العراق.
لذا لابد من وجود قيادة معلومة للتظاهرات تتخذ لها مكانا آمنا داخل العراق او حتى خارجه كي لايتم استهدافها وتصفيتها من قبل اعداء الشعب والأذناب والعملاء، وليتسن للعالم أجمع معرفة تلك القيادة والتعامل معها وحتى لاتبق تلك التظاهرات مجرد احتجاجات عفوية وشأن داخلي لايستلزم أي تدخل خارجي .
ومعلوم أن الفوضى هي النتيجة الحتمية عند غياب القيادة التنظيمية، فهذا يجر طولا وذاك عرضا وتكون التظاهرات صيدا سهلا لكل من يصطاد بالماء العكر .
لذا نقترح تشكيل قيادة معلومة للتظاهرات وحفاظا عليها نقترح ان تتخذ لها مكانا آمنا بعيد عن البطش والتصفية الجسدية وتبادر تلك القيادة المعلومة بنقل مظلومية الشعب العراقي لمنظمات حقوق الانسان العالمية وتقوم برفع قضايا بمحاكم دولية على من سرقوا أموال العراق العامة وبددوا ثرواته وتقوم باستنصار العالم للمطالبة بحرية الشعب العراقي من تسلط الافكار الظلامية الرجعية والعنصرية والطائفية ودعم الشعب العراقي في تحضره ومدنيته ومساعدته على التخلص من كل الأفكار البدائية الهدامة والمتطرفة والإقصائية.
وفي ذات الوقت تعلن تلك القيادة عن نفسها كممثل رسمي لتظاهرات الداخل، تعلن توجيهاتها للجماهير عبر منابر اعلامية من خارج العراق ان لم يتسن لها ذلك من داخله وتقوم بتوجيه الناس بشكل حضاري بعيدا عن لغة الغضب والتحريض على العنف وتؤكد على مطالبتها بسلمية التظاهر وتعلن براءتها من كل معتد على الممتلكات العامة وعلى عناصر الجيش والشرطة.
ونكرر الفكرة أنه لا حياة لجسد بلا رأس وآن الأوان أن يبرز رأس الهرم للتظاهرات العراقية ليتسن للعالم التعامل معهم ومساعدتهم على تدويل القضية وتسريع خلاص شعبنا من ربقة التخلف والجور والحرمان.
وقد يقول قائل ان مايجري بالعراق من تظاهرات هو شأن داخلي لايحتاج الى مساندة عالمية فإننا نجيبه وباختصار ان الممسكين بزمام السلطة في العراق اليوم ماكان لهم أن يتسلطوا على مقدرات هذا الشعب لولا وجود من يساندهم من خارج العراق ويحركهم كما الجنود على رقعة الشطرنج.

بقلم : رائد مهدي / العراق

29 أكتوبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ