الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الديموقراطية والإغتراب

نضال عرار

2019 / 10 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


(ربيت بنين ونشأتهم ، أما هم فعثرت علي )
ويل للأمة الخاظئة
الإصحاح الأول / سفر أشعيا
يحق للديموقراطيات الغربية ، الرأسمالية ، الواثقة ، والتي إنجازاً منذ عقود إلى قيم الحداثة منتصرة على الوعي الطبقي ، أن تذهب أبعد في سطوتها الفكرية وكذا إنتاجها للمعرفة ، فقد خلف واقعها ومفكريها مرحلة الحداثة ما وراء ظهورهم ليتقدموا بخطى واثقة إلى ما بعد الحداثة .
ففي المجتمعات الغربية أكثر ما تعبر عنه الديموقراطية كونها منظومة قيم متضامنه ومتكاملة ، تدعم كل واحدة مكانة الأخرى ضمن عقد جمعي ناظم يحمي الجماعات والأفراد في الحقوق والواجبات وإنتصارآللقيم ذاتها ، ليس إنتصارا للعمل الطيب بالمعنى الزرادشتي ، وإن كان تأويل كهذا يسعى الى نهايته المرجوة .
على أية حال وعلى نحو غير عدائي ، لا يمكن للديموقراطيةأن تكون نظامآ فصاميا مقطع الأوصال كونها عملية تحول في نظام الحكم والمجتمع على حد سواء .
على العموم إن رؤى ( التيه )الذي نعاشره لا يمكن أن ينجز تحولا ديموقراطيا بقدر ما يختزل ذلك الجنون الذي يتبدى في محاكمة السلطة السياسية ( كما لو أن الأمة ضد الدولة ) .
إنها ديموقراطية بالإحالة ، قابلة لإختزال الهوية الوطنية وإختزالها وحرفها وتجييرها لمصلحة ثقافة غقائدية ، دونما عناية بأنسنة المجتمع ، دونما إهتمام بمصالح المجتمع ، بل إحالة عبر تجسيد لتراث عميق في مأساة لعصرنة الذات ، إنها دعوات فريدة ومجنونة في التاريخ بل ومثيرة للغثيان في تأويلها للحداثة وقيمها .
فإذا كانت الديموقراطية الغربية ، وحضارتها الحديثة قد باتت تتحكم في الزمان الثقافي للحضارات المغايرة ، فما زال بيننا جيش من الشموليين المثيرين للشفقة يصرون على إعادتنا إلى ما وراء النزعات العشائرية لتوظيف ثقافة تمكنهم من مراكمة السلطة على نحو مليشيوي أقرب إلى الدولة الأمنية البوليسية منها الى الحيز الديموقراطي .
نقول حيز كونه يمثل مجالآ ديموقراطي ، لم يذهب بِنَا الى الحد الذي يسمح بالنهوض بواقع التجربة وتجذير عملية التحول الاجتماعي والسياسي على نحو متراكم في القيم والسلوك والقوانين .
صحيح ان الغرابة لوحدها ليست مبررا للعدائية ، غير ان الشعارات التاريخية والجمل القومجية الرنانة التي يحملها خطاب الأنظمة البوليسية وكذا مليشياتها ، لا يمكن أن تحمل لنا إلا تلك الإنطباعية السلبية ناهيك عن ذهنية التحريم والتي لأيمكن تبديدها هكذا بضربة واحدة .
إن عباءات الحلول والمساومة والتي تدعوا للتوافق بين أدوات التغيير والسلطة لتوليد نظام توافقي ، تلك الدعوات كانت وما تزال تثير الشفقة .
إن موجات الربيع العربي على نحو متتالي ستراكم من تلك القيم وتصقل أدواتها في معمعان الساحات ، وتحت تأثير الضرورة والصدفة سنجد أنفسنا نذهب إلى العمق فيما نريد ، حيث نسمي الأشياء بأسمائها بعيدا عن المساومات الرخيصة التي لن تحمل لنا سوى المزيد من الإغتراب والتيه ما بين الحداثة والتراث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟