الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافية الأقحوان ..

مظفر النواب

2019 / 10 / 30
الادب والفن



ها أنا أهتزُّ كالريشةِ في وَجْهِ السَماواتِ
ولكنْ لا َترانيْ ..

ليسَ في قافيتي إلا ارْتِجا ُف الأُقْحُوانِ ..

يَنْهَضُ الشَوْقُ مَعيْ عاصِفةً
حينَ أُناجيكَ على قَطْرةِ ماءٍ
ذاتِ رَجْع ٍ أُرجُواني ..

أنا ما أطَبَقْتُ جَفْنيَّ
َفكيف احْتلمتْ عَيناي
مِن رَجَّةِ َنهْدٍ زَغِب ٍ بضْعَ َثواني

أيَقظتْني زَهَرات الُنور
َتكْتظُّ على ُ شباكِكَ العُلويِّ
مما َنهْدُكِ القِمْحيُّ في اللَّيل ِ مِن الضَّكِ يُعاني

ها أنا ثانية أهْتَزُّ عِشقًا
لسَماواتِكَ هلْ أنت َ تراني

أم ُترى أنت َ تجافيني
لكيْ يَخْلصَ مِنْ شائِبَةِ الطِّيْن ِ كياني

أنت َتدري حينما الحالات ُ تشْتدُّ
على الصوفيِّ في الليل ِ
ولا َتخلو به ماذا يُقالْ

أيُّ إثْم ٍ ..

أسْمَعُ أصْوات العَصافير
التي َلمْ َتَتزوَّج
ورَحيق الوَردِ
لا أمكث ُ إلا ليلة الدُخْلةِ في الحُبِّ على َ شرْعِ

زواجاتِ الغزالْ

أُتراهُم يَفْهَمونَ الَنمَش الأحْمَرَ
في جِلدِ إناثِ البُرُتقالْ

أضَعُ الَنبعَ ِبجيبي
ومَظلاتِ صِغار الفِطْر ِ
والثاءاتِ ُ طرَّا ً إنَّها مَصرف جيبي

ولقد أصرُفُ ممنوعًا مِنَ الصَرْفِ
وإن قيلَ مُحالْ

إصبعي إذْنُ غزالةْ ..

فَدَعْيهِ بَيْنَ َنهْديكِ
يَنامُ اللَّيلَ حتى يَتشهَّى أن يُفيقْ

قدْ مَنحْت العِشق ما عِندي
ومازلت أنا والعِشْق في ِبدْءِ الطريقْ

لا ُتجَمِّع َثلْجَكَ اللَّيليَّ مِنْ حَوليْ
فإنِّيْ أحْوجُ النَّاس إلى الدِفئِ
وهذي غُربْةٌ جَنبَكَ اللهُ رَزاياها
جَليدٌ في

حَريقْ

ليسَ مِنْ إمرأةٍ
إلا تَشهَّيت ُ رحيق الزَنْبَقِ السُوريِّ
في ضَحْكتِها
وإجْتمَعتْ روحي على قِمَّةِ َنهديها كآلافِ

ذكور المَنِّ والسلوى على دِفئٍ صغيرْ

أنا في الحُبِّ صحيحٌ إنما لَست خبيرْ

كُثرَ النَمُّ
وإنْ بالصمتِ مابينَ بني الإنسانْ
هل لاحظْت َ نمَّا بيْنَ أبناءِ الحميرْ ..؟!

آهِ مِنْ َقطْرَةِ َ طلٍ سَقطتْ
في كأسِيَ الفارغ َ
كمْ مِنْ َ خمْرَةٍ قد َ خَلَقتْ فيهِ

وكمْ مِنْ ُ خطوةٍ للزُهدِ
جَرَتْنِيَ مِنْ أُذْنيْ إلى حاَنتِكَ الكبرى
وفي الحالين مَولايَ دَعانيْ

ها أنا أهْتَزُّ في البَرْدِ بلا ريش ٍ
على عَرْض السَماواتِ
ولكنْ لَسْت ُ أدريْ أيَّ َ كمٍ تافِهٍ أنْت ِ ترانيْ

أيُّ حَسَّاسيةٍ تَهْرش في ِ جلديْ
إذا َلمْ أرْتشِفْ من باردِ الريح ومنْ ُ كلِّ الأوانيْ

آهِ َ كمْ عذَّبنيْ ِ جسميْ على روحيْ
وصاحَتْ بيْ أرحنيْ سَيديْ خمسَ ثوانيْ

أيها الخَيَّامُ
يا مَنْ أهرَقتْ خَمْرَتكَ الرِيحُ
أنا أخْشى سُكونَ الرِيح أنْ ُتهْرِق َ خمْريْ

ولِذا أطبَقت ُ كَفَّيَّ على بَلُّو رها
أسْمَعُ أجْراسَ الرَحيلْ

هائِمًا أستَقرِبُ النارَّ
لألقى جَنَّة الصُبحْ
فإنَّ الجَنَّة الأُخرى
بها يَجْتمعُ السُذَّجُ والمَرضى
مِنَ الكَفِّ ومَنْ

خافوا إلى اللهِ الطريق

كنْت ُ فيما يَحْلِمُ الحالِمُ ماءً رائِقًا
حَدَّق فيهِ الكونُ
حتى صارَ للماءِ نِصالا ً مِنْ عَبير جَرحتْ قلبَ َ غزالةْ

ذلكَ الجُرحُ أنا َتسَمعُنيْ الأُذْنُ اِحتِمالا ً
إنما َتسمَعُنيْ الروحُ عَميقًا في الدِلاَلةْ

مَذْهَبيْ أفْتَحُ ُ شبَّاكَ الُثمالةْ

ها أنا أذهَبُ عُريانًا
إلى ساقِيَتيْ الأُولى
َففِيها قد َتهادَتْ سُفنيْ الأولى

وقد حَمَّلُتها ُ كلَّ الذي أملِكُ مِنْ حُب ٍ
وكانتْ بعضُها يَرجِعُ ضِد الماءِ للعَبدِ الفقيرْ

أين ذَيَّاكَ الغديرْ ..
أين ظِلِّيْ في السَواقي
ورُؤى َقلبي ُتصَلِّيْ
وحَصيرٌ كانَ في الدُنيا سَريريْ
أكثيرٌ أنَّنيْ

أمْلِكُ في الدُنيا حَصيرْ ..؟!

أينَ لِعْبيْ وأنا مِنْ ُ غصْن ٍ زيْتون لزيتون ٍ أطيرْ ..؟!

أينَ نوميْ ؟
يومَها ُ كنْت ُ أنا النَومُ بلا إيقاع َقلبيْ كانَ لا يَغفو الكثيرْ

راجِعًا مِنْ َتعَبِ اللِّعْب قد إكْتَضَّ ِبيَ اللهُ وأغفوْ

لمْ َتزَلْ في أُ ُذنيْ رائِحَة الرِّيْح
وأُصْغيْ قَلِقًا إنْ سَكَتت ساقيةٌ
أو كَفَّ في البَحر الهديرْ

كنْت ُ أسْتكبِلُ مَجديْ ساعَة
الصُبْح بتيجان ٍ مِنَ الُفلِّ
كأنيْ مُرسَلٌ مِنْ هذهِ الأرض إلى الكون سفيرْ

أينَ أنْت َ الآنَ يا مَنْ لمْ َتكن تترُكنيْ رَفَّة جَفْن ٍ ..؟؟

إنني أبحثُ عن وجهكَ في كلِّ زُهور الحَقلْ

كم نحنُ اختبأنا تحت سقفِ النَخل
نحكي َقصصًا عن غيهب الكَون الخطيرْ ..!

نضِبَتْ ساقِيَة العُمْر
وأمشي الآنَ مَحْنيًا
ولا أدري لماذا لمْ يَصِلني خَبَرٌ عنْ سُفني الأولى

تُراها َ غرَقتْ أمْ أنَّها َتسعى لميناءٍ أخيرْ ؟

ها أنا أرفَعُ وجهيْ لسماواتِكَ
لكنْ لا أرى شيئًا ..
وها أنت تراني

فأنا الآن ضرير..!

أُترى يُبْصِرُ مَنْ َلسْت تَراهُ..؟

أمْ ُترى ُلغْزُكَ مِمَّا عَجزَتْ عَنهُ عُقولُ الخلق
في غيهب كأس ٍ يَنجليْ

كمْ أنْت َ في السِرِّ وفي الكَشفِ َ خطيرْ

وسؤالي ..

مَنْ هوَ المَسؤولُ عَنْ مِحْنةِ ما مَرَّ
وما يَجري وما يُرسَمُ
واعذرنيْ إذا أغرَقْت في الخمْرِ فؤاديْ

هكذا البَدءُ إذن كيف المَصيرْ ..؟!

ما تَجرَّأت ُ
ولكنْ أنت َ قد جرأتنيْ
أنَّكَ لا تَغضَبُ مِنْ أيِّ سؤال ٍ واحتجاج

بينما قاضيْ ُقضاةِ الشرْعِ مَولايَ َنهاني

هوَ لايفهَمُ فِقه العِشْقْ ..
هوَ لا يفهمُ فقه الَقلبْ ..
لا يفهمُ كمْ أنتَ رَؤوفٌ
واسِعُ الرَحمَةِ تَستَقبِلُ حتى

مُخطِئًا أخطئَ عن طيبَةِ قَلب ً

واحَتسى مِن كأسِكَ الثَرِّ فيوضاتِ المَعانيْ

ها أنا أُبْصِرُ مَولايَ ..

وزدْنيْ بَصَرًا كي يَطمَئِنَّ الَقلبْ

هذي قالها َقبليْ نَبيٌّ
وأنا لسْت ُ نبيًا
إنَّما شاعِرُ عِشْقٍ وضِياءٍ وأغانيْ

شاعِرٌ للناس أن لا يَيأسوا

أحكيْ ..
وإنْ َفكَّرَ بَعْضُ الناس يَحْتَزُّ لِسانيْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا