الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بذاءة الدولة

مجدي شندي

2006 / 5 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ما تشهده مصر في هذه الأيام يمثل ثورة فعلية في وجه الواقع البائس الذي نعيشه . هذه الثورة تخطيء السلطة في التعامل معها للمرة الألف . ولأن النظام في مصر ينتمي إلى العصر الحجري , فهو لا يعرف غير الهراوات وقنابل الغاز والاعتقالات والقهر والتعذيب في السجون . هناك اختراع اسمه الحوار مع المختلفين سياسيا وتحقيق بعض المطالب التي لا تهز صورة الدولة . وفي كل حال فإن نزول السلطة على رغبة المختلفين معها ليس مما يمس كرامتها , فما يمس الكرامة هو الانبطاح للأجنبي وتلقي التعليمات من جهات خارجية . هكذا نرى السلطة المصرية غارقة حتى أذنيها في الانصياع للخارج وصماء بكماء تجاه مطالب الداخل وحالة الغليان التي تعبر عن نفسها بكل الوسائل .
وربما بات الأمن المصري في حالة يرثى لها , فكلما قمع بؤرة اشتعلت بالغضب بؤر أخري وليس أدل على ذلك من حالة الانفلات الأخلاقي التي يتعامل بها الأمن مع سيدات فضليات يتظاهرن في الشارع أو حكم عليهن القدر أن يكن زوجات أو قريبات لمعتقلات . فألفاظ السب الجنسية التي يرددها ضباط الداخلية أثناء القبض على المتظاهرات أو في الرد على هواتف المعتقلات والمعتقلين التي يتحفظون عليها تبرز إلى أي مدى يحتاج الأمن المصري إلى علاج نفسي فوري . فحينما تكون سيدة أو فتاة معتقلة ويلجأ أحد أقاربها أو أصدقائها للاتصال بها نجد أحد أفراد الأمن يتطوع بالرد ويقول لفظا نابيا معناه أنهم يفعلون بها الفاحشة الان.
ولم يتوقف الأمر عند سب متظاهرات أو الحديث معهن أو عنهن بنوع من السفالة وقلة الحياء , بل وصل الأمر إلى حد فاحش وحقير في التعامل مع الصديقة جميلة اسماعيل (زوجة الدكتور أيمن نور ) جميلة التي اعرفها منذ أكثر من عشرين عاما صلدة كالصخر بدأت تشكو بمرارة من فحش الأمن في التعامل معها . فهواتفها يتم التنصت عليها وبيتها مراقب بالصوت والصورة على مدار اليوم , واتصالات الضباط بها تضع النظام كله في خانة المروق , فهم يخبرونها أنهم يرونها " قائلين نحن نراك الان تفعلين كذا" . وقد سبق لجهاز الأمن البذيء هذا أن أرسل تسجيلا صوتيا لما يجري بين أيمن نور وزوجته وكان التسجيل مصحوبا بعبارة " في المرة القادمة سيكون التسجيل بالصوت والصورة " .
إن ما يجري في مصر من انتهاكات لا سابق له , ويثير النخوة حتى في نفوس الحمير .. ولا أظن أن دولة مهما بلغ استبدادها وصلت في التعامل مع مواطنيها إلى هذا الدرك من السفالة والحقارة .
ماذا تركت الحكومة للاحتلالات وحروب العصابات . ألم يئن الضمير الانساني تحت وطأة ماجرى في أبو غريب وفي سربرينتسا من انتهاك لأعراض المعتقلات , أليس كون ذلك يصدر عن سلطة الدولة أشد وطأة .. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. على النفس من وقع الحسام المهند .
السلطة المصرية لم يعد يكفي معها العزل , وانما يجب أن يمثل أفرادها أمام المحاكم بتهمة هتك عرض ثلة من أشرف المصريات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟