الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراسيم ملكية 13

أفنان القاسم

2019 / 10 / 30
الادب والفن


اسجدْ لربِّكَ
أنتَ حرٌّ
وَكُلْ واشربْ مَعَهْ

وإنْ بقيتَ جائعًا
كُلْ ربَّكَ واشربْهُ
هنيئًا مريئًا لَكَ

اللهُ سهلُ الهضمِ
لا كما
الكوسا بِلَبَنْ



في زمن الأستاذ بلال لم تكن هناك مكبرات صوت للإعلان عن معارك الأذان، وفي زمنه مثلما هو في زمننا لا يحتاج المؤمن الذي لا يفضل النوم على الصلاة إلى مكبرات صوت تخترق طبلة أذنه عقابًا على لذة "نومة" الفجر أو مسئولية "شغلة" لقمة العيش خمس مرات في اليوم. إضافة إلى ذلك، تلك الأصوات المزعجة للمؤذنين التي تجأر البشعة المنفرة من الدين وأربابه فما بالك الجؤار إلى الله في المساجد؟ حسب تجربتي الشخصية في بعض العواصم العربية المؤذن في الجزائر ينهق، والمؤذن في عمان ينعق، والمؤذن في القاهرة ينشق، ومن يشذ عن القاعدة المؤذن في صنعاء الذي ما أرقى صوته وما أرقه وما أروعه، أنا المؤمن بكل الآلهة إله القرآن يغدو إله الأدب لدي. لكنها صنعاء التي كانت، صنعاء بازوليني، وصنعاء "حلمحقيقي"، الدمج بين الكلمتين متعمد للسحر الذي مارسته عليّ صنعاء في هذه الرواية. غير أني أريد منع الأذان من مكبرات الصوت، لعدم حاجة المسلم الحق إليها، ولعدم حاجة طبلات آذاننا إليه، الجيران قاموا بثورة ضد مسجد باريس لمكبرات صوته، وحسنًا فعلوا، فالكنائس أجراسها لا تقرع –أقسم لكم أنني منذ قرون في باريس ولم أسمع مرة واحدة قرع أجراس كنيسة واحدة- لهذا الله يحب الباريسيين المسيحيين وغير المسيحيين.



المساجدُ مدارسٌ
في مملكتي
لِمُهَجِ العقلِ

المساجدُ نوادِيٌ
في مملكتي
لِمُتَعِ العقلِ

المساجدُ سيليكوناتٌ
في مملكتي
للعلماءِ بالإِلَكْترونياتِ



كل عشرة مساجد لن أبقي سوى اثنين منها، بناؤها بهذه الكثرة كان له غرض إيديولوجي انتهت أسبابه أو هي في طريق الانتهاء، المسجد كل مكان تصلي فيه، حتى في طيارة، حتى على شاطئ البحر، حتى في خمارة، ولعلمك الكنائس هنا (باريس فرنسا الغرب) تُهدم أو تُباع لتتحول –ويا للمفارقة- إلى مساجد، لكنها تظل في عددها معقولة كما أرتأي لا بالعشرات لا بالمئات لا بالآلاف بسلطة الدكتاتوريين الذين يمثلون الله على الأرض السفلة المسفلسين تقوى.



الإيمانُ
في القلبِ
كانتْ تقولُ ماما

الدعاءُ
مِنَ القلبِ
كانتْ تقولُ ماما

الصلاةُ
إلى القلبِ
كانتْ تقولُ ماما



لهذه الأسباب العقلانية، سأمنع الصلاة على الأرصفة يوم الجمعة، وفي الطرق، وفي الأزقة، أمكنة يقول عنها الطب الأقذر في العالم والأخطر على صحة الأفراد لجراثيمها، ثم، الله حضاري، وهذه التظاهرات (والظاهرات) ليست حضارية إطلاقًا، وسأمنع خطبة الإمام (أو جأره) في مكبرات الصوت، في الكنيسة وفي الكنيس لا توجد مكبرات صوت، سأدلل المصلين في المسجد الأقصى، وسأدللهم في كنيسة القيامة، وسأدللهم في ظلال حائط المبكى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟