الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


O, TEMPORA..! O, MORES..!!!

علي الحاج حسين

2006 / 5 / 22
كتابات ساخرة


- 1 –
مراراً وتكراراً أحاول الكتابة عن حدث ما، فأخفق ويخونني التعبير، لا أوفق بوصف الأشياء كما يفعل الأدباء، مازلتُ انتظر بفارغ الصبر ولادة وحيي في عبقر. لكن إيماناً مني أن التحسّن خير من الحُسن، آخذاً بنظر الاعتبار رغبتي الجامحة بالحصول على لقب "أديب". إصراري وتصميمي لم يفيا بالغرض إلى أن ابتسم، بل وقهقه لي السعد فكتبت رسالة هشامية وصفت فيها حادثة شهدتها بأم وأخت عيني التي ستأكلهما الديدان. وهي تتلخص بمبارزة بين عاشقين يهويان أنثى واحدة، بدأت المنازلة في الصباح الباكر وانتهت ظهراً حينما كسر منقاراهما وتلونا بالأحمر القانئ، وسقطا متهالكين لا يقويان على الحراك. أما المعشوقة هيلانة فكانت مشغولة بالتقاط نثار الحبوب وتقأقئ غير عابئة بالحرب الدائرة لأجلها.
باعتباري ليس طرفاً في النزاع كان موقفي حيادياً، فوصفت الحادثة بلا أدنى تحيز. انتقيت كلمات طنانة مجلجلة مما توفر لدي من معاجم ورصفتها في ما يشبه المقالة، استثنيت كل الكلمات التي تتطلب الإلمام بقواعد كتابة الهمزة واستبدلت حالات جمع المذكر السالم بنظيرها المكسر وتجاهلت كل ما هو معتل ثم أرسلتها لصحيفة محلية، لم يمض أسبوع وإذ تصلني حوالة بريدية من الصحيفة كثمن لمقالتي المنشورة تحت عنوان مكتوب بالخط العريض "السوريالية وأدب العولمة الإيحائي" وحظيت مقالتي بتقديم مناسب للحدث، ووصف بأنها رائعة!!! ليس هذا فقط، بل ويطلب المحرر مني التفرغ بالكتابة لصحيفته ويعد أن يرفع لي الأجر.
لقد تحقق حلمي وصرت كنملة نبت لها جناحان، أحمل لقب "أديب سوريالي"، أكتب بالصحف، أؤلف الكتب وينادوني " يا دكتور…".
ويح نفسي من السريالية..! وما أدراني ما هي، ولا أخفيكم سراً صرت أقرأ الكتب وأحفظ المصطلحات والعبارات البليغة والموجزة لأتشدق بها أمام محدثي. على كل حال أحمد الله أن قبض روح ابن يوسف، فلو كان على قيد الحياة لرأى في رأسي وكل جُعل إيحائي مستكتب من الرَجّالةٌ التي تعتقِلُ الرماحَ سنابلا يانعة حان حصادها، وخلّص القرّاء من تفاهات التطفل الثقافي. لكن الهر غائب فلمَ لا يمرح الفأر.
- 2 -
والآن من موقعي كأديب متلبس بجلباب السريالية قررت تسهيل بعض الأمور وتجاوز الشكليات، صارت كلمتي موضع ثقة بين القرّاء. أدعو لتأسيس تيار في اللغة والأدب العربي من المتشيعين لسعيد العقل باسم النزعة العقلية، اعتكف الآن على وضع اللمسات الأخيرة لكتابي "الزائد والمزيد في الغرامير العربية من تليد الخليل-سيبويهية إلى وليد العقلية"(*) في هذا المؤلف المطبوع على قرطاس من صنف هاي كواليتي خلّصت قرّاء العربية – وخصوصاً المغتربين منهم - من عويص اللغة النحوي والإملائي، حذفت الأفعال المعتلة والمريضة أصلاً، أسقطت الهمزة، أما في قسم المورفولوجي والسنتاكسيس أضفت نوع من الفْـِرب ممنوع من الصرف والآرتيكُل، شطبت كل المفردات الجاهلانية أضفت على قسم لِكسيكولوجي سنتاغما جديدة تتماشى مع العصرنة والعولمة والحبل على الجرار. أوفْرْتايم!
Fine
_______________________________
* حاشية: سعيد عقل شاعر زجلي من لبنان، صاحب الدعوة لكتابة اللغة العربية بالأبجدية اللاتينية، أصدر جريدة وله مؤلف بعنوان "خليها على الله!".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات