الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح الدم ّ المراق

واصف شنون

2006 / 5 / 22
الادب والفن


من جديد ها هو الصباح يطلُ من أحشاء ليلك َ....
ُتحاول جاهدا ً إطلاق أرانبك البرية لتلعب ،وعصافيرك المحبوسة لتطير ...
لكن غربانك السود تُفزع السماء ،وأعاصيرك تعتدي على الطبيعة ..
يختلط الأبيض بالأسود ويكون صباحك ُ رماديا ً ...

إنه الصباح ...
ستسمعُ موسيقاك .. أي الأخبار أولا ً كعادة الأباء ..
وتبدأ ُ بإحصاء كم عراقي قُتل البارحة أو كم همو الذين ماتوا بعد إعداد النشرة ...وكم عراقي ينزف دمه الأن في هذه اللحظة من صباحك الباكر ،والمذيع يتلو عليك عبر الفضاء دون بطء ٍ أخباره عن موت الناس ...

من جديد يطل الصباح ...
فتحاول أن تتصالح مع نفسك على عناد النوم والقلق والعمل ،باحثا ً عن السلام ...السلام مع الذات المنكوبة ..وأحيانا ً مع العالم ..
فيبادرك ُ غبي ٌ ما بسؤال ..يُفجر ُ فيه معدتك الخاوية ،
فيركب عقلك القهر والارتكاب ...
إرتكاب جريمة ..
وحين تتقشف القوة لديك بسبب الخوف أو الجبن
تعود لترمي صفعة على وجه حظك الأغبر ...

يأتيك الظهر والمساء بعد الصباح ...
يأتي بريد منزلك اليومي محمل ٌ برسائل الشكوى وإعلانات المايوهات والماكياج والأطعمة ..
وكذلك بالإنذارات الأخيرة لتسديد قوائم الهاتف والماء والكهرباء والبنك والسيارة ..
ولاتستطيع القول ليتني بلا ماء ولا ضوء ولا سيارة ...(فالبرغي هو من جسد الماكنة )...

إنه الصباح ..مرة أخرى
آه كم طازج...
هذا الهواء ..
تتنفس روحك وتضيع في بوصلة شعب ضائع ..

إنه الصباح ..
وتأمل أن يتعلم شعب فاسد حرية الركض بلا معنى ..
وتأمل أن يُعيد إحترام دمه المباح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال