الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة القوة والتهديد لا تجدي

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2006 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قبل حتى أن تعرف نتائج الانتخابات الأخيرة في اسرائيل , صرح ايهود اولمرت رفضه التفاوض مع الفلسطينيين وسعيه الى التوصل الى اتفاق مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي حول فرض حل احادي الجانب. وبدت تصريحات اولمرت كخطوط عريضة للحكومة التي ينوي تشكيلها, حيث قال لصحيفة "يديعوت احرونوت" "اعتقد أن لدينا فرصة سانحة علينا استغلالها في السنوات الأربع القادمة وتنفيذ خطوات تاريخية".
وقال إن الخروج من الوضع المعقد يقتضي ترسيم حدود جديدة لإسرائيل تضم بموجبها مساحات واسعة من الضفة الغربية وتبقي سيطرتها على أجزاء واسعة من القدس الشرقية.
وحول القدس الشرقية وتصريحاته حول انسحابات من أجزاء منها أوضح اولمرت أنه "سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الحرم القدسي والبلدة القديمة وجبل الزيتون ومناطق أخرى في وسط شرق المدينة. أما مخيم شعفاط مثلاً (الواقع شمال القدس) وهو جزء من منطقة نفوذ القدس فإنه لن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية".
وبعد أن عرفت نتائج الانتخابات, استمر أولمرت على نفس الخط, في الوقت الذي حاول فيه الظهور بمظهر الرجل المرن والبراجماتي. ففي تلميح الى استعداده لبعض التنازلات، قال اولمرت متوجها الى الفلسطينيين "اني مستعد للتخلي عن حلم اسرائيل الكبرى.. نحن على استعداد لاجلاء يهود يعيشون في مستوطنات كي نتيح لكم تحقيق حلمكم بأن يكون لكم دولة، لكن يجب ان تتخلوا عن حلمكم في التدمير" في اشارة الى "حماس" التي ترفض الى الان الاعتراف باسرائيل.
اضاف اولمرت "اذا وافق الفلسطينيون على التحرك في هذا الاتجاه، فسوف نجلس معهم الى طاولة المفاوضات من اجل واقع جديد في المنطقة. لكن اذا لم يفعلوا ذلك فسنقرر مصيرنا على اساس اتفاق واسع وتفهم عميق مع اصدقائنا في العالم.. في هذه الحالة سنتحرك بدون موافقة الفلسطينيين.. آن الاوان للتحرك".
وفيما استبعد امكانية التفاوض مع "حماس"، قال أولمرت، "ادعو (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس وأقول له بأبسط طريقة وبشكل مباشر إننا مستعدون للتسوية والتنازل عن أجزاء من ارض إسرائيل الحبيبة التي دفن فيها أفضل أبنائنا ومقاتلينا وإخلاء (مستوطنين) يهود بألم كبير من اجل توفير الظروف التي تمكنكم من تحقيق حلمكم والعيش إلى جانبنا في دولتكم بسلام وسكينة".
وقد أجابه محمود عباس, الذي لم يغير موقفه. ففي الذكرى ال58 للنكبة , بثت وسائل الاعلام كلمة مسجلة له شدد فيها على أن الشريك الفلسطيني موجود لصنع السلام، وقال : "نمد يدنا لصنع السلام مع اسرائيل عبر التفاوض"، داعياً العالم وبخاصة "اللجنة الرباعية"، أن تولي احياء المفاوضات جل اهتمامها.
ولم يفته أن يعلن موقفه من خطة أولمرت الاحادية , حيث اتهم عباس الجانب الاسرائيلي بالعمل على تقويض أسس عملية السلام القائم على حل الدولتين من خلال خطط احادية الجانب و"اشعال" منطقة الشرق الاوسط. وقال "كنت ادرك ان الجانب الاسرائيلي يبحث عن اي ذريعة للادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني لكي يواصل خطته الاحادية الجانب التي تستهدف الاستيلاء على قسم كبير من مساحة الضفة الغربية". اضاف "ان ذلك يعني عمليا القضاء على الحل القائم على اساس حل الدولتين، بحسب رؤية الرئيس (الاميركي جورج) بوش وما ورد في خطة خارطة الطريق التي اقرها مجلس الامن الدولي تحت الرقم 1515".
وأما السيد جورج بوش, فقد ظهر له موقف جديد من هذه الخطط, حيث صرح مساعدوه انه لن يعلن دعمه لـ"خطة التجميع" الاسرائيلية اثناء لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يوم الثلاثاء المقبل.
ويتناقل الاسرائيليون الآن تصريحات مساعدي بوش بهذا الشأن, ومنها : "الا تتوقع اي تصريح اميركي او ان يسلمكم الرئيس بوش رسالة في نهاية هذه الزيارة" في إشارة الى رسالة الضمانات التي سلمها بوش في نيسان (ابريل) من العام الماضي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون.
كذلك طالب مساعدو بوش من الإسرائيليين "بألا يحضروا معهم خرائط" لبحث انسحاب اسرائيلي مزعوم بموجب "خطة التجميع" الاحادية الجانب لأن "هذا ليس الهدف بتاتاً من اللقاء". وقال مساعدو الرئيس الاميركي انه "لا يمكن لاميركا في هذه المرحلة دعم خطة التجميع ولذلك فانه باستثناء الاستقبال الدافئ لاولمرت فانه لن ينجم عنه شيء".
وقد يدعو هذا كل الأطراف الى التفكير بأنجع طريقة للخروج من المأزق السياسي الحالي, وان السياسة هي "فن الممكن" والتنازلات المتبادلة, وأن لغة القوة والتهديد ليست مجدية بأية حال, وقد تأتي بنتائج معاكسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا