الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2019 / 11 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اخشى ان يكون التغيير السياسي في العراق هذه المرة بطعم العنف المتزايد في التظاهرات العراقية التي ما فتأت تخبو حتى رجعت بقوة كبيرة ما بين تشرين 1 وتشرين 2 والحراك مستمر ، يبدو ان الالام والخيبات المتراكمة في الساحة العراقية بسبب فشل الطبقة السياسية لم تبق لذي باقية شيء ، وهكذا نرى اليوم ان الاومر تتجه باتجاه التصعيد بعد فقد الثقة المطلق تجاه الحكومة التي تراهن لاجل البقاء والتشبث بالسلطة حتى الرمق الاخير بل انها تخوض معركة تستميت في سبيل بقائاه على سدة الحكم مقابل جيل عظيم يطالب بالعدالة الاجتماعية الذي غيبته (سلطة الدين السياسي) الممتلئة بالاذى الذي ترتكبه والاسى الذي تبثه في قلوب الناس، ففي خضم سرقاتهم المتنامية حيث الهاههم المال والسلطة تولد جيل حر ، قد خرج من عنف مأساتهم التي بثوها في قلوب الناس، وهنا فان التغيير السياسي الجوهري والمخاضات العسيرة تتلد في اي بلد حينما يكون هناك وعيا جماهيريا بمعاناة المجتمع، وحينما ترتكب الطبقة السياسية مزيدا من الظلم ، يتولد تجاهها مزيدا من الوعي ، فمن مشاكل مستعصية تخص الكهرباء وازمات المياه المتلاحقة في البصرة وازمات البطالة وغيرها اذ تقف الحكومة عاجزة عن تنفيذ اية اصلاحات موعودة ينبثق هذا الجيل بوعيه المتناهي محاولا قيادة مسيرة الاصلاح فابتدأ بمتطلبات بسيطة وانتهى يطالب بتغيير النظام السياسي برمته ، فمن غير الممكن استمرار نظام ريعي ديني فاشل فاسد بهذه الطريقة التي اكل فيها الاخضر واليابس ، وبمحاولات ترقيعية يسميها الاصلاح ما عادت تخدع العراقيين ، فالذي ينظر اليوم الى الحركة الاحتجاجية يصاب بالرعب تجاه الاعداد المهولة وتجاه الاصرار الكبير من قبل المحتجين على اقتلاع هذه الطبقة الفاسدة .
طبقة لم تنجح في ان تجمع بين التفكير الذكي والغنى بالومارد الطبيعية ، يقول الرئيس البوليفي " على مر تاريخنا لم نؤسس ثقافة تجمع بين ثرواتنا الخام والتفكير الذكي ولقد انتج ذلك بلدا غنيا بالموارد الطبيعية ، لكنه شديد الفقر اجتماعيا " (مجلة ناشيونال جيوغرافيك/ 2019)
وهذا الذي حصل في العراق فاصبحت البلاد كبعض بلاد امريكا الجنوبية ، بطالة/ عصابات /ميليشيات مسلحة خارج القانون/ تجارة مخدرات/ سرقة /فساد اداري ومالي وخراب في كل شيء.
ان ما ارتكبه الاسلام السياسي من فساد علني وقسوة مفرطة دعت الناس الى اتباع او المطالبة باتباع العلمانية العظيمة لفصل الدين عن السياسة والعيش في ظل دولة مدنية متحضرة .
وهاهو العراق يدخل تشرين 2 / 2019 وهاهي الحركة الاحتجاجية تستمر في ظل قسوة الرد عليها، لخواء الحكومة المرزكية او الحكومات المحلية ، التي لم يتأتى منها سوى الخراب ونحن مقبلون على شتاء قارس جدا على السياسيين وما زالت الاصلاحات الموعودة حبر على ورق ، بل انها ليست حقيقية بما فيه الكفاية لاخراج البلد من ازمته، لقد ظن رئيس الوزراء ومن ورائه اسكات الناس بالقمع والتهديد والوعيد ، في 1/ تشرين اول / اكتوبر ، الا ان الاومر اخذت منحى اخر فقد تناست الطغمة الحاكمة ان العنف لا يقمع السلام والسلم بل انه يزيد السلمية اصرارا على التمسك بالمبادئ الحقة والاستمرار وما زاد العنف المتظاهرين الا اصرارا وعزيمة على الاستمرار بحركتهم الاحتجاجية بل زادت مطالبهم بدولة مدنية يعز بها المواطن واهله ، لا دولة دينية مشوهة المعالم تضيق على مفاهيم العدالة الاجتماعية /الفريضة المغيبة في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا