الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العزل The Impeachment

غسان صابور

2019 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مجلس النواب الأمريكي.. بغالبيته من الحزب الديمقراطي.. صوت لقانونية بداية تحريك مشروع عزل دونالد ترامب.. إثر فضح العملية التي قام بها لتحريض رئيس أوكرانيا وضغطه عليه.. لترتيب مؤامرة ضد أبن المرشح المقبل الديمقراطي جو بايدن.. والذي له مصالح تجارية واسعة بدولة أوكرانيا... والتي أثارت استقالات عديدة من مستشارين وديبلوماسيين ومؤسسات مخابراتية أمريكية.. فضحت هذه المؤامرة الترامبية التي تشبه طبيعة محرضها...
هذه العملية تشبه التي قامت بها عصابة اختصاصية بالسرقات.. أيام الرئيس المعزول نيكسون.. تابعة لمخابراته الشخصية.. لسرقة أسرار النواب الديمقراطيين والحزب الديمقراطي.. بالمبنى المخصص لهم.. ضبتهم الشرطة النظامية بالجرم المشهود.. أدى لمحاكمة مستشارين كبار وسجنهم... وبالتالي لاستقالة نيكسون.. بساعات قليلة.. قبل وصول قرار عزله من المحكمة الدستورية العليا للبيت الأبيض...تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية... هذه الدولة الحربجية العظمى.. منذ تأسيسها واستقلالها... تاريخها السياسي والاجتماعي والإنساني.. أو بألأحرى اللاإنساني.. ليس أبيضا.. أبــيــضـا... إنما أحـمــر.. أحــمــر.. سواء ضـد سكان أمريكا الأصليين.. الذين سموهم الهنود الحمر... والمجازر التي رتبت ضدهم لسلب أراضيهم وأرزاقهم.. وأرواحهم جماعيا.. والمجازر والحروب التي اندلعت فيما بعد.. والتي دامت فظاعاتها أربعة سنوات (12 نيسان 1861 ــ 9 نيسان 1865) والتي قسمت الوالايات إلى قسمين.. النصف الأول بحكومته المركزية بإدارة أبراهام لينكولن الذي أراد لأسباب إنسانية ودينية إلغاء العبودية... والنصف الثاني الذي يسيطر كبار مزارعي القطن الذي يريد المحافظة على العبيد الذين كانوا يخطفون بمئات الآلاف (من عصابات عربية إسلامية) من إفريقيا.. ويباعون ببواخر شراعية كاملة باتجاه أمريكا... لم تتخلص الولايات المتحدة الأمريكية من تاريخها وعاداتها وشرائعها حتى اليوم... حيث ما زالت هناك ولايات ومسؤولون وحكام.. لا يحترمون بتطبيقاتهم المحلية كل قوانين إلغاء العبودية... ببلد يوزع مع الهامبورغر والكوكاكولا مبادئ الحريات الإنسانية.. والديمقراطية... أن يتغير ترامب أو غير ترامب.. أو كائن من كان من هذه الدولة الرأسمالية والني لا تؤمن سوى بالهيمنة على شعوب الأرض كلها.. لديمومة مصالح مافياتها الرأسمالية... ولو كلفت مجازر ضد الإنسانية ومقتل ملايين البشر... واقتحام العراق وتفجيره ومقتل الملايين من شعبه... مسطرة عادية من السياسة الأمريكية المعروفة... ومخطط وزير خارجيتها أيام الرئيس نيكسون من خمسة عقود.. والمعروف حتى اليوم بمشروع كيسنجر... لإثارة ثورات وانتفاضات واغتيالات بالعالم.. لحماية مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية... ما زال ساري المفعول... وصاحبه هنري كيسنجر (96 سنة) ما زال حيا.. ومؤسسته تبيع للسياسيين الأمريكان وحلفائهم وزلمهم من رؤساء دول العالم.. والشركات العامية المتعددة الجنسيات والرؤوس.. مخططات ونصائح ومؤامرات.. تباع بمليارات الدولارات!!!...
تــرامــب أو غــيــر تــرامــب... لا مصلحة لأية دولة بالعالم اليوم خاصة.. أن تثق بسياسة هذه البلد أو حمايتها أو صداقتها... ونرى كيف تتخلى دوما عن أصدقائها وحلفائها.. وحتى للشعوب التي قاتلت من أجلها أو معها... كيف تتخلى عنها دوما ــ كمحارم الورق المستعمل ــ بلا أية مشاعر طبيعية إنسانية للحلف أو للصداقة... إنما دوما مصالحها المادية والاقتصادية والبترول والغاز والذرة.. والمكاسب الرأسمالية.. وحماية عصاباتها ومافياتها الرأسمالية...
لن آسـف على ترامب.. إن عزل... ولم أحمل أي احترام لأي رئيس أمريكي خلال الستين سنة الأخيرة.. حتى أوباما وكلامه المعسول.. وجائزة نوبل NOBEL للسلام التي حصل عليها وغيره من الرؤساء الأمريكان.. والتي كانت دوما مراضاة مزورة للسيطرة الأمريكية على العالم... والتي تخخت وجنزرت وفجرت مصداقية كل نزاهات المبادئ السياسية العالمية!!!...
***************
عــلــى الــهـــامـــش :
ــ مجاملات بين العرابين
وكــلام و طــعــام في جــنــيــف
تم يوم الخميس 31 أكتوبر ـ تشرين أول بين العراب التركي والعراب الروسي.. إطلاق سراح ثمانية عشر جندي من الجيش النظامي... أسرتهم القوات التركية الأردوغانية.. داخل الحدود السورية.. بمنطقة أعمق داخل سوريا... مما يشير ويظهر أن القوات التركية بأوامر من سلطانها رجب طيب أردوغان.. لا تحترم أيا من الاتفاقيات التي تبادلتها مع العراب الروسي.. ومن المنتظر تعديات متكررة واختراقات متعددة.. واحتلال أكثر من آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي السورية.. ومدن وقرى سورية تحتلها قوات تركية... رغم وجود دوريات إضافية روسية.. لحماية وتنظيبم الاتفاق الروسي التركي... لكامل المنطقة الشرقية الشمالية من المنطقة الحدودية... والتي يتباهى الرئيس التركي أمام وفود الصحفيين المتعددي الجنسيات.. بإظهار خارطة يسميها المنطقة الآمنة.. أوسع بكثير مما اتفق عليه مع الروس...أنا شخصيا لا أفهم غياب صوت السلطات السورية الشرعية تجاه هذه السلطة (الأكلة) الروسية Salade Russe... بالإضافة إلى عنتريات أصوات مما يسمى المعارضة بلجنة هيئة دراسة وتحضير الدستور السوري المقبل... بأروقات الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية... وخاصة لما طالب احد أعضاء الوفد السوري النظامي.. ببداية الاجتماع الأول والمتعدد الممثلين... والذي سوف يختار منهم العدد المصفى النهائي لمنظمي هذا الدستور... والذي لن يتبق منه سوى بقايا فتات الفتات... رفض هؤلاء المجتمعون من هذه المعارضة الترحم على أرواح الشهداء من الجيش السوري النظامي... وانسحبوا من القاعة لمدة تجاوزت الساعة... وبعد عودتهم إفرنقعوا متفرقين للذهاب لموائد الطعام (المتعددة الوفيرة) المهيأة لهم...
مؤتمرات جنيف للدستور... لن تنتج سوى الملاسنات الكلامية الفارغة.. والعنتريات والمنفخات العربانية... كمثيلاتها من عشرات مفاوضات المصالحات من سنوات الحرب الماضية... كلام... بكلام... مثل أغنية المرحومة داليدا... Paroles Paroles.. Ce ne sont que paroles.. Rien que paroles... والترجمة بتصرف : كـلام.. كــلام... ليس سوى كـلام.. ولا أي شيء آخر.. سوى كلام!!!.......
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة 8 غرينتش | إسرائيل تقصف نازحين في المواصي.. وحماس منفتح


.. 9 قتلى في هجوم مسلح استهدف حافلة حجاج هندوس في كشمير




.. هل قامر ماكرون بحل الجمعية الوطنية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حل الجمعية الوطنية، سلاح ذو حدين محفوف بالمخاطر




.. كولومبيا تقرر وقف بيع الفحم لإسرائيل حتى وقف الإبادة الجماعي