الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العامية : جدل مجتمعى ام مهارة لفظية

بهاء الدين محمد الصالحى

2019 / 11 / 2
الادب والفن


وتبقى العامية مع الفصحى فى صراع بحكم عدة معوقات تاريخية متعلقة بمحاولة الفكاك من اسر التنميط الذى يفرضه الحاكم عبر التاريخ للغته كى يصل لرصد حالات الانفعال وكذك السكون والرضا تجاه مايقول ويأمر به ومن هنا زاوجت الشعوب المستعمرة مابين لغة المحتل بحكم احتياجهم لإجادتها بحكم الحاجة للعمل وكذلك قدرتهم على التمرد واحتفاظهم بلغة سرية من خلال التلاعب فى لسانيات لغة المحتل كى يأمن شره وهو شبيه بلغة الاشارات اللغوية الخاصة بين ابناء الحرفة الواحدة كى يفادى فهم العميل لتفاصيل العمل التى يريد إخفاءها ولعل ذلك النحو هو تفسير ازدهار اللهجة الشعبية المصرية فى ظل حكم المماليك وذلك لانهم ليسوا مدركين لفقه واشتقاقات اللغة العربية كما يفهمها العرب ، ولعل ارتباط المعنى القومى بمفهوم اللغة التعبيرية لتصبح اللغة كأداة تفاهم اجتماعى ورابط اساسى لحركة مجتمع ما دون غيره .
عدة قرائن على نسبية استخدام اللفظ الواحد عند عدد من الشعوب مثل كلمة التخت نستعملها فى مصر بأسم التخته وهى مكان جلوس الطلاب فى المدرسة وكذلك الجوقة الموسيقية مثل الالات الموسيقية ، وعند اهل الشام وعاء تصان فيه الملابس ، حتى داخل القطر المصرى تتعدد معانى اللفظة الواحدة مابين القرى المتباعدة بل المتقاربة وذلك حسب التأصيل الاثنى للمنطقة ويتبدى ذلك فى المناطق الاقرب للسواحل والحدود البرية وذلك حسب التعرض الطبيعى لحركة الهجرات ، فالشرقية بحكم قربها من سيناء كمعبر برى بين اسيا وافريقيا جائتها كل القبائل العربية ولعل الهكسوس كقبائل رحل جاءوا وأنشأوا دولة استمرت مايزيد على قرنين حتى جاء الصعيد معقل الوطنية على يد أحمس الى اعاد مصر لوجهها الحقيقى ، وكذلك اللهجات المنتشرة فى النجوع والتى تعكس لهجات القبائل الاصلية مثل جهينة وغيرها ، وبالتالى مع انتشار التزاوج كحركة طبيعية بين البشر ومع الاحتكاك اليومى يخرج الابناء ليتحدثوا بخليط لغوى من لغة الام والاب ومن هنا تخرج الى الوجود التصريفات اللغوية كفعل اجتماعى مستمر وطبيعى دون الحاجة الى جهود مخططة بل نوع من السلوك الانسانى الطبيعى ، ولعل البحث المقارن لمحتوى المعاجم اللغوية التاريخية التى وفرها علماء اللغة العربية عبر التاريخ ومن هنا البعد الاجتماعى من خلال فقه اللغة العربية وهنا الفقه كما هو معتاد نوع من الفهم للغة من خلال القدرة التعبيرية عن هموم الناس وذلك بناء على المقولة الخالدة ان الحاجة هى ام الاختراع ، والحاجة الرئيسية والمحورية للانسان هى الحاجة الى التواصل مع الاخرين بحكم عدم القدرة على العيش وحيدا بحكم التركيبة البيولوجية للإنسان وتعقد مفردات الحياة ووجود ذلك النامى المقلق وهو العقل ذلك الجزء القادر على رسم صورة مثلى ومتخيلة للأشياء وإصطناع ادوات تحيقيق لذلك التصور ، فاللغة فى النهاية هى اعداد تصور ادائى بديل للعالم .
ولعل اقدم تأصيل لعلاقة العامية وتاريخها يعود الى كتاب الفن فى معرفة اللغة العربية بسهولة فى القرن الخامس عشر للمستشرق الاسبانى بدرو القلعاوى كما اسماه عبدالرحمن بدوى ، وكذلك الشيخ احمد رضا فى كتابه قاموس رد العامى الى فصيح ، وكذلك كتاب شكيب أرسلان القول الفصل فى رد العامى الى الاصل ، وتصبح القضية هنا حول مهارة التسويق للغة ما دون اخرى ومن هنا تأتى العلاقة الجدلية مابين الفصحى والعامية عبر التاريخ الاجتماعى ولكن الحاجة التعبيرية للأنسان من خلال مفهوم التواصل الاجتماعى المؤسس على قضاء الاحتياجات الانسانية وعدم قدرة الفرد على الاستغناء عن الاخر ودعنا نلج الى علم الدكتور عبدالله بدوى الذى نال الدكتوراة على يد المراغى عام 1929 من قلب الازهر وذلك كما جاء فى كتاب كينونة اللغة العربية الصادر كهدية عن مجلة الازهر عدد نوفمبر 2018 : وهو يرى أن اللغة اداة للتعبير عن الاخيلة والمشاعر والوجدانات يدلنا حتما على انها تنمو كلما كثرت تلك المعانى وأطلعت الامة على صور جديدة من ألوان الحياة واستخرجت كنزا من كنوز الدنيا الاجتماعية .
ومن هنا تظهر القدرة الاشتقاقية للغة وقدرتها على التجاوب مع ايجاد اسماء للمخترعات الحديثة وهنا تبدو قضية اخرى هى مدى اعتبار اللغة كلغة علمية وعالمية وهى مسألة مرتبطة بمدى اسهام ابناء هذه اللغة بلغتهم فى حركة البحث العلمى على المستوى الدولى ومن هنا كم عدد من الاوراق العلمية القيمة التى يتم نشرها باللغة العربية وذلك تأسيسا على ان اللغة الاولى للابداع دوما هى التى تسود لان الانتاج دوما .
وعودة لرأى الدكتور عبدالله بدوى حيث رأى أن طبيعة اللغة تتضاءل كلما رجعنا بها الى التاريخ . وبالفعل فوبيا التمترس خلف قداسة اللغة ،ولماذا لجأنا للدكتور عبدالله بدوى ،اولا لانه من كبار علماء الازهر وقد اجاز تلك الرسالة العلمية هو شيخ لايختلف عليه اثنان وهو الشيخ المراغى وهو يفند مقولة ان اللغة توفيقية وأن ادم كان يعلم كل شئ حتى القصعة ومرد تفنيده هذا أن :
1- التعليم فى القرأن الكريم حين اسناده الى الله ورد بعان مختلفة ففى قصة سليمان ورد التعليم بمعنى الفهم فقد فقه لغة الطير ولم يتحدث بها وهذا تعليم غير تعليم اللغات .
2- التعليم فى حال ادم كان مجمل غير صريح فلم يكن يحذق لغة بعينها ومن هنا فاللغة غير توفيقية وادم لم يكن يحذق لغة بعينها ولكن كان يفهم لغات الاخرين والفارق بين الحالتين كبير ،وان الله اودع فى الانسان ملكة اختراع اللغة حين علم الانسان مالم يعلم .
وكون ادم تعلم الاسماء والاسماء ليست لغة كاملة فاللغة اسماء وافعال وحروف واسانيد .
الدليل الاخر لو كان ادم تعلم لغة كاملة فلما حار ابنه عندما قتل اخيه فى كيف يوارى جثته التراب وتعلمها من الغراب وليس من ابيه .وذلك يعنى فى النهاية ان اللغة من إختراع الانسان وان النظرية الاصلية ان الغالب يفرض لغته على المغلوب وان اللغة واشاراتها بنت البيئة وهو مايفسر تعدد دلالات اللفظ الواحد فى بيئات مختلفة ومن هنا نستطيع القول بترجيح بالنشأة المنفردة للغة العامية وانها ليست لهجة تابعة وان السيطرة الدنية والتفسير الظاهرى لاية تعليم ادم الاسماء بأن اللغة توفيقية هو ما أدى الى لاعتبار النظرة الدونية للغات العامية ، والاعتبار الاخر اذا كانت اللغات توفيقية فلماذا ماتت لغة بموت المتحدثين بها كاللغة الكلدانية ومن هنا فأن القدرة على التجديد ومن هنا فأن مفهوم الشعوب قد ادى لنمو لغتهم مع تطور النظام الاجتماعى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب