الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب الفلسطيني حسن عبدالله

توفيق العيسى

2006 / 5 / 22
مقابلات و حوارات


على هامش منحه جائزة الشهيد ناجي العلي للصحافة والابحاث والفنون
الكاتب حسن عبد الله: من لا يحترم ماضيه لا يحترم حاضرة
الهزيمة الثقافية فيما لو حلت فستكون كارثية واكثر خطورة من الهزيمة السياسية

>ثقافة تحدت القيدالصحافة العبرية في تجربة المعتقلين الفلسطينيينمدرسة الاعتقال< رغم انني مرشح الآن لنيل شهادة الدكتوراة، اتيت بهذه المقدمة لاقول مجيبا عن سؤالك المطروح، ان انشدادي للكتابة عن التجربة الثقافية والابداعية للمعتقلين انطلقت في البداية من وفائي للتجربة ثم تطور ليصبح مشروعا ثقافيا متكاملا انجزت عددا من حلقاته وما زلت بحاجة الى الوقت والجهد والتنقيب لانجاز حلقات اخرى، رغم اقراري ان التصدي لهذه المهمة يحتاج الى جهد مؤسساتي اوسع من جهد وامكانات وطاقات فردية.
* نعود الى الجزء الاول من السؤال، ماذا تعني لك جائزة تجمع الادباء والكتاب الفلسطينيين؟
- تعني لي الكثير واول ما تعنيه ان هناك من يقدر جهدك ويشد على يدك ويقول لك واصل، وتعني ان ما تزرعه اليوم قد يطرح ثماره بعد عام او عامين او عشرين، وتعني لي ايضا في جو الحديث عن الفساد والفاسدين ان هناك جهات على الساحة الثقافية لم يلوثها المال ولم تجرفها عنجهية المواقع، وتصر على قياس الامور قياسا موضوعيا بناء على معطيات ومواصفات معينة اما كون الجائزة باسم الشهيد ناجي العلي الذي رسم مرحلتنا واستكشفها بابداعه قبل ان تأتي بعشرين او ثلاثين عاما وهو المبدع الذي اضحكنا وابكانا بريشته ايقظ فينا ايضا الكرامة والكبرياء وعزة النفس لذا من الطبيعي ان اكون فخورا بالاسم الذي حملته الجائزة، الفخر المصحوب بالحرص الشديد على مستوى انتاجاتي الجديدة المقبلة.
*عرفناك في السابق تكتب الادب والبحث من موقع نضالي والآن انت اقرب الى الاكاديمي، ما الذي تغير على حسن عبد الله الكاتب والصحفي والاديب عما كان عليه قبل عقد او عقدين من الزمن؟
- هناك تغييرات كثيرة عصفت بتجربتي الاجتماعية والثقافية والسياسية، حينما كنت في المعتقل تعاملت مع الكتابة في اطار مهمة نضالية بالدرجة الاولى لكن اليوم اتعامل معها في اطار ابداعي واكاديمي لكن ضمن خدمة رسالة وطنية عامة.
والآن انا متفرغ تماما للعمل الصحفي والبحثي والادبي اجمع ما بين الاعلام المكتوب والمتلفز، حيث اجسد رسالتي الوطنية والانسانية في هذا الميدان ورسالتي هي ثقافية اعلامية ابداعية اكثر منها سياسية بالمعنى الحرفي او المباشر لأني اعتقد ان الجبهة الثقافية هي الاكثر استراتيجية وهي الدرع الحامي والقلعة الحصينة التي من شأنها ان تصون مجتمعا ما او امة بأسرها من التفكك والتحلل والاندثار، هناك هزائم سياسية كثيرة لحقت بالأمة العربية وما زالت آثارها واضحة للعيان ومن هنا تبرز اهمية الجبهة الثقافية في مواجهة الانكسار السياسي حيث من المفروض ان يتحصن المثقفون في جبهتهم لأن الهزيمة الثقافية فيما لو حلت فستكون كارثية واكثر خطورة من أية هزيمة سياسية، اذ من شأن المثقف او المبدع ان يشد من لحمة الجانب السياسي وينتشله من القاع ويعيد تأهيله وصياغته وتشكيله، اننا نعيش اليوم مرحلة اقل ما يقال عنها انها تتكالب لتمزيق حلمنا بسكين الاحباط والتراجع تهجم المرحلة على ثقافتنا وتراثنا كغول الاساطير تحاول تيبيس جذورنا كي نعيش في حلقة مفرغة بمعزل عن حلقات سابقة اسست وتواصلت وتداخلت في تاريخنا، فهل نسمح للمرحلة/ الغول ان تمسح ذاكرتنا؟ هلا نسمح لها بعد ان هزمتنا سياسيا ان تهزمنا ثقافيا؟ الجواب لا يستطيع ان يحدده مثقف بمفرده وانما تحتاج ترجمته المتصدية الصامدة في وجه الزحف التدميري الى جهود جماعية، الجواب يحتاج الى ترسيخ وتعميم حالة ثقافية وطنية يكون لها ابعادها القومية والعربية والكونية الانسانية الرحبة.
* هذا جواب على اهميته الثقافية والفكرية دبلوماسي، والسؤال الاكثر مباشرة هل تعتقد انك بذلك تقوم بتصويب مسارك الابداعي والثقافي متحللا من التزامات سياسية وتنظيمية صاحبت تجربتك في الثمانينيات مثلا؟
- لم اكن مخطئا حتى اصوب، انا احترم تجربتي السابقة واعتز بكل حرف كتبته في الاعتقال وبعد التحرر، وبعيدا عن الدبلوماسية التي اتهمتني بها انا احترم تجربتي السياسية والتنظيمية السابقة فمنها تعلمت وفيها عملت، ما قدمته كان واجبا والاطار السياسي الذي عملت فيه خلال الفترة التي تتحدث عنها قدم لي حاضنة موضوعية للوعي والتطور، فانا اختلف عن الكثيرين من الكتاب والاكاديميين الذين لهم تجارب سياسية وتنظيمية في السابق فبعد ان يصل احدهم الى مرحلة معينة من الوعي والانتاج والشهرة يطلق نيران غضبه على تاريخه وتجربته، لذلكانا على قناعة ان الذي لا يحترم ماضيه لا يحترم حاضره.
انا لا اقوم بتصويب المسار وانما ابني على ما انجزته، اراكم عليه، اغذيه، اطوره، والميدان الاكاديمي فتح لي آفاقا جديدة، قنون نتاجاتي ونظمها واعطاها بعدا مختلفا، لكنه لم ينف ما كنت شكلته وجسدته في السنوات الماضية من لحم وعظم واعصاب تجربتي.
*تكتب احيانا بهدف الابداع واحيانا اخرى في اطار عملك المهني ما الفرق؟
- الكتابة الملتزمة اذا كانت بدافع مهني معيشي او بدافع ابداعي من المفروض ان تنبع من رسالة، والكتابة - الرسالة هي حصاننا الجامح الذي نمتطيه لنعبر الحواجز او نحطمها قبل ان تحطم اقلامنا، وقبل ان ينزف حبرنا ويلون دمه الاحمر القاني الطرقات والمقاهي والحانات والارصفة، والكتابة هي نشيد الروح وروح النشيد هي نفخ الروح في الكلمات لكي تتفاعل وتتجد وتنمو وتخرج من اطار حيزها لتتجاوز مكان ولادتها وتتمدد في كل الوطن بل وابعد من حدود الوطن، فالرسالة هي ذاتها وان اختلفت اشكال وطرق التعبير عنها.
* سؤال اخير وتقليدي نوعا ما، حسن عبد الله الكاتب والصحفي والباحث لمن يقرأ؟
- لا انحصر في اسم معين بل تتعدد وتتلون الاسماء حسب التخصصيات والمجالات، ففي القصة والرواية اقرأ لكل من حنا مينا وعبد الرحمن منيف ورشاد ابو شاور ومحمود شقير، وفي الشعر لمحمود درويش وعز الدين المناصرة، وفي الأدب العالمي جون شتاينبك، وفي الكتابة الحداثية المستندة الى الفكر ادوارد سعيد، وفي الاقتصاد سمير امين وعادل سمارة اما الرسائل الأدبية انيسة درويش، وفي الصحافة المقروءة تعجبني موسوعية محمد محمد حسنين هيكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق