الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمنّا بالله واليوم الآخر

سليمان عباسي

2006 / 5 / 22
القضية الفلسطينية


لطالما سألت نفسي لماذا تلاحقنا خيبات الأمل كشعب أينما ارتحلنا وأينما حللنا ومهما حققنا؟! ولطالما سألت نفسي أيضاّ لماذا يلاحقنا الخوف منذ ستين عاماّ ؟! الخوف من زنازين الأنظمة العربية بتهمة حب الوطن ( وأستجد علينا الزنازين الفلسطينية والرصاص الفلسطيني ) والخوف من الطرد الجماعي نتيجة قرار فلسطيني خاطئ والخوف من تهم جاهزة لمجتمع دولي غيّر المعاني الحقيقية للمفاهيم والمصطلحات فالمقاومة المشروعة أصبحت إرهابأ واحتلال الأراضي وانتهاك الحرمات أصبحت تحقيقاّ للعدالة الإلهية !! حتى البسمة الوحيدة التي ارتسمت على الشفاه الفلسطينية بشبه التحرير لقطاع عزة تحولت إلى نظرة رعب تطالعنا كلما نظرنا إلى عيون أطفالنا وشيوخنا ونسائنا نتيجة هلوسة الاستئثار والاستفراد والتنكر لتضحيات الآخرين مهما كان حجمها والغريب وعند كل خيبة أمل جديدة يتدافع من يتدافع ليكرر الاسطوانة المشروخة بتحميل الاحتلال الإسرائيلي والانحياز الدولي ( لا ننكر أثريهما ) كافة أخطائنا وخطايانا غافلين عمداّ عن ظلم بعضنا لبعض وإنكار بعضنا لبعض وتخوين بعضنا لبعض وكأننا لسنا في قارب واحد في خضم هذا البحر الهائج من الظلم وانعدام العدالة وهضم الحقوق فأبن فتح من كوكب وأبن حماس من كوكب وأبن الجبهة من كوكب وأبن التجمع هذا أو ذاك من كوكب آخر والطفل والشيخ الفلسطيني ينظر بأعين دامعة إلى هذه المجرة الفلسطينية المتباعدة الكواكب كبعدنا عن حلمنا الفلسطيني بتحقيق دولتنا مادام كل منا يعتبر نفسه الكوكب الوحيد والمضيء في السماء الفلسطينية .
لم تستطع قوافل الشهداء ولا صرخات الأسرى ولا الأظهر الفلسطينية بأخاديدها المحفورة من السوط الإسرائيلي من حل عقدة الاستئثار والاستفراد لدى أولي الآمر منا علماّ أننا آمنّا سلفاّ بكل ما قالوه
وما سيقولوه ومثال على ذلك :
1- لقد آمنّا بالله واليوم الآخر ونبصم بأصابعنا العشرة بأن الحكومة الفلسطينية حكومة منتخبة شرعياّ
بسبب خيارها المقاوم و استبعدنا أسباب الفوز الأخرى كما يرغبون ولكن نسألهم ألا يعتبر الرئيس آبو مازن ببرنامجه التفاوضي والمعلن على الملأ منتخباّ من الشعب الفلسطيني وبنسبة أعلى وبغض النظر عن نتائج المفاوضات إيجابية كانت أم سلبية .
2- لقد آمنّا بالله واليوم الآخر ونبصم بأصابعنا العشرة بأن الحكومة الفلسطينية محاصرة من كافة الاتجاهات ومن كل الأركان وسؤالنا البديهي منذ متى لم يكن الشعب الفلسطيني محاصراّ بمجموعه ألم نحاصر في المخيمات الفلسطينية في لبنان ؟؟ ألم يحاصر الرئيس ياسر عرفات في غرفته الضيقة في المقاطعة وانتهى مسموماّ على مرأى من المجتمع الدولي والعربي والفلسطيني ؟
3- لقد آمنّا بالله واليوم الآخر ونبصم بأصابعنا العشرة بأن جمع التبرعات من القاصي والداني له مبرارته وأسبابه بحكم الحصار المالي المفروض على حكومتنا المنتخبة وعلى شعبنا الفلسطيني وسؤالنا ألا يعتبر خطابنا الحكومي الآن خطاباّ متسولاّ أكثر منه مقاوماّ .
4- لقد آمنّا بالله واليوم الآخر ونبصم بأصابعنا العشرة بأنهم صادقون بسعيهم نحو الوحدة الفلسطينية ونحو خطاب فلسطيني موحد وسؤالنا للجميع حكومة وسلطة وفصائل ألا تعتبر ممارستكم الفعلية على الأرض تنفي كل ما تدعون وتنبئنا بأن كل خطاباتكم المعلنة غير صالحة للاستهلاك الوطني .
يطالبوننا بالصبر ومنذ متى لم نكن صابرين ؟ يطالبوننا بالصمود ومنذ متى لم نكن صامدين ؟ يطالبوننا بالتضحية ومنذ متى توقفنا عن تقديم التضحيات فالمقابر الفلسطينية في الداخل والشتات متخمة بالشهداء فالشعب الفلسطيني يعرف ما عليه المهم أولياء الأمور يعرفون ما عليهم ونصيحة صادقة إليهم إن الشعب الفلسطيني يستطيع غفران كل ما يخطر على بالهم ولكنه لن يغفر ابداّ هدر الدم الفلسطيني بأيد فلسطينية ولنكن جميعاّ سلطة وحكومة وفصائل وتجمعات كما يجب آن نكون فلسطينيين ويد واحدة ولنعترف جميعاّ بأن الشرفاء والمناضلين ليسوا حكراّ على تنظيم بعينه فالشرفاء والمناضلين هم الأغلبية سواء في فتح أو حماس أو في بقية الفصائل ورغم الفساد في السلطة فهناك الكثير أيضاّ من الشرفاء والمناضلين في السلطة ممن تدمع أعينهم كلما دمعت أعين هذا الشعب العظيم
سليمان عباسي --- دمشق
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ