الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومات مثل بول البعير

سعاد لومي

2006 / 5 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذه الحكومات العراقية التي لا تمتلك من الحكومة إلا رسمها، ومن تنظيمها إلا شكلها، وليس لها بين الناس رصيد اجتماعي معروف غير ما قرره بول بريمر في نظام انتخابي (القوائم النسبية) وهو كما يعرف العراقيون لا يعكس حقيقة توجهاتهم بأي حال من الأحوال.
هذه الحكومات التي أسسها المحتلون الأميركان البشعون- هل سبق لك ان قرأت كتاب الاميركي البشع في اواخر الستينات؟ أنا قرأته عشرين مرة- وهذه الحكومات التي سهر عليها نوح فيلدمان، وسعى إلى ترشيدها وتبويبها فارس الديمقراطية الرأسمالية وعمود خيمتها بول بريمر، ورعاها بقوة السلاح الوزير رامسفيلد، وباركها البابا جورج دبليو بوش الثاني؛ هذه الحكومات الكرتونية الطرطورية التي اشتركت فيها احزاب تاريخية كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية والحزب الإسلامي العراقي، وغيرها من الملل والنحل السياسية منحت الشرعية للمحتلين بلا خجل. ومن أين يأتي الخجل للسياسيين غير المبدئيين وغير الوطنيين؟! وهل رأيتم ثمة احد منهم خرج علينا وقال أخطانا في هذا الموضع او ذاك؟!
أبدا أبدا.
كلّ هذه الحكومات - اجارك الله- الواحدة ألعن من اختها، والواحدة أبشع من ضرتها. وهي حكومات لم تحقق للعراقيين المغلوبين على أمرهم منذ ألفي عام أي نتيجة مرضية ومقبولة ومعقولة، بل من سيء إلى أسوأ ومن أتعس إلى أنجس؛ حتى أن السذج المساكين من العراقيين راحوا يترحمون على حكومة الحروب والمجاعات والمقابر الجماعية بقيادة فارس الامة العربية صدام حسين.. فهل تدركون أيها السادة مدى عظم الفداحة؟ والمنزلق الخطير الذي انزلق العراق إليه؟ يالها من بشاعة ؟؟ يا له من زمن اجوف..؟؟؟؟
والعراقيون يعرفون قبل غيرهم سرّ تفاهة هذه الحكومات، وبلادة أوضاعها، ومحدودية فاعليتها، وملعنة تكوينها في النهاية. وهي حكومات جاءت ضمن خطة مدروسة وضعها بول وولفويتز مسبقا شاؤا ام أبوا دخلها عدنان الدليمي ام انسحب منها صالح المطلك.. فهي إن صعدت او نزلت من (حكومة) مجلس الحكم المنحل المتحلل منذ البداية إلى حكومة السيد إبراهيم الجعفري (المنتخبة المؤقتة) التي سلمت مهامها قبل قليل، كلها - هذه الحكومات محض فزاعات مزرعة خاوية- ولله الحمد اولا واخيرا.
وهي حكومات كوارث وراء كوارث حلت على رؤوس العراقيين فمن سيوقف قطار الموت فينا؟ حكومة السيد المالكي؟ فالموت الذي احدثه صدام فينا مازال يفعل فعله كلّ يوم، وعلى نحو أشد.. هو موت مستمر مثل قدر مستعر؛ لكنه كان موتا منظما ومعقلنا ومخفيا إلى حدّ ما، فاصبح اليوم بفضل السادة الحاكمين (المحليين) الجدد الصدئون في الوقت نفسه، موتا غير منظم ولا معقلن ولا حتى ذي هدف.. فماذا تريدون اكثر من ذلك؟ كاننا في حرب ليس مع دولة واحدة بل مع مائة جيش ومائة دولة. فلماذا لا يترحم السذج على نظام صدام بعد ذلك؟
ومن أهم الانجازات التي قدمتها تلك الحكومات للشعب العراقي المغدور، والمطعون في الصدر الآن، هو تفكيكه وتحويله إلى لفائف عرقية وطائفية وحزبية وجهوية حتى ضاعت رأس الشليلة. ولن يستطيع كائنا من يكون بعد ذلك من لملمة الشعث العراقي مهما آوتي من صدق ومن قدرة سياسية ودافعية وطنية. فالوطنية - أيها العراقيون ممن تقرأون وتكتبون- هي المهددة قبل أي شيء، والوطنية هي المستهدفة قبل أي شيء، والوطنية هي الضحية في النهاية.
لا شكّ بان السادة من الذين يكوون ملابسهم كلّ صباح لأن الكهرباء متوفرة لديهم من الكتبة العرضحالجية الصفر من مزوقي أعمال المحتلين الأميركان ومن موظفي إعلام الاحزاب والحكومة، ومن عالقي بخور العولمة المحتلة سوف ياتي اليوم الذي يتهمون فيه من دعا إلى وحدة العراق بالفاشية وعدم التماشي مع ركب العالم المائل إلى التفكيك -على غير ما تدعو إليه النظرية التفكيكية في الادب- وما يوم ذلك ببعيد. فالتفكيك سمة العصر. والميكانو لعبة المس كوندي المفضلة مذ وهي صغيرة- وأنت أيتها السوداء بنت لومي ما لعبتك المفضلة وأنت صغيرة؟ اللعب بالطين.. طين بلادي.. طين مدينة الثورة بالقرب من معامل الطابوق.. والدخان.. والنفط الاسود .. والحفريات.. وأقول للحكومة الجديدة:
حكومتك يامالكي
نريدها
تملك علينا الوطن
يصير ألنه وطن
و..ط.. ن
موبس.. طن..
حتى ما نضيع مثل الفلسطينيين
ولامثل الأرمن
أنا
صدك
ما عندي ثقة باحد
لأن الكل لابسين أسود
أكول بلكي صدك
مثل الصدك
يبقى العراق أوحد
أمجد
أسعد
أهيب
وما أجذب
تراني غاسله للعجسين!
نريدها حكومة مو من دغل
ولا من معمعات الصخل
ولا مثل بول البعير!!
تكدر...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا