الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلامة الدكتور نوري جعفر وفساد الطبقة السياسية واسباب الثورة عليها

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2019 / 11 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يعد الدكتور نوري جعفر من العلماء العراقيين البارزين في فسلجة الدماغ وعلم النفس والتربية وهو تلميذ للفيلسوغف الامريكي جون ديوي الا ان اختصاصه الدقيق لم يمنعه من الخوض في مسائل مهمة تتعلق بالمجتمعات والثورات وكيفية تنمية المجتمع وبناء الانسان وبشكل حقيقي ، من هنا فانه اشار الى فساد الطبقات السياسية واسباب الثورات عليها ، وهنا سنسلط الضوء على هذا الموضوع تزامنا مع الحركة الاحتجاجية الكبيرة التي يخوضها شباب العراق من بغداد الى البصرة

لقد اشار العلامة نوري جعفر لاسباب الثورة على الطبقات الحاكمة ، ولم تنشئ الثورة ضدهم :
1- انقسام المجتمع من حيث صلة افراده ببعضهم ومن حيث صلتهم بالهيئة الحاكمة .
2- تمتع الحاكمون بجميع مظاهر الترف والجاه من الناحيتين المادية والمعنوية وحرمان افراد الشعب من مقومات الحياة المادية والفكرية ، وكيف ان الهوة تتسع بين الفئة الحاكمة والشعب وترف الفئة الحاكمة واعوانها ووسائل عبثها بالمال والجهد.
3- ايجاد الفئة الحاكمة لنفسها مع الزمن فئة خاصة من اصحاب المصالح المركزة في مجال الدين والسياسة والثروة لمؤازرتها في الدفاع عن الاوضاع القائةم .
4- سير الفئة الحاكمة في سياستها العامة الداخلية والخارجية على قاعدة عملية تتناقض من حيث الاساس هي والمبادئ النظرية للحكم في ذلك المجتمع.
5- انتشار الفساد في كثير من اوجه نشاط الحكومة وتسرب عدوى ذلك الفساد الى الشعب فيفسد ان كان صالحا ويزداد فساده ان كان فاسدا.
6- تظاهر الحكومة الفاسدة بان جوانب التقدم التي نالها الشعب ناتجة عن جهودها وتوازن بين حالة المجتمع في عهدها وبين حالة سيئة مر بها في ماضيه القريب ، ويعتبر نوري جعفر الموازنة بين الماضي والحاضر ومازةن غير صحيحة ، بل يجب ان تكون بين الحاضر والمستقبل .
7- الحكومة الفاسدة لا يعرف الشعب شيئا عن سياستها من الناحيتين الداخلية والخارجية اللهم الا ما تطلعه عليه المصادر الخارجية .
8- الفئة الحاكمة تضلل الشعب من خلال وسائل دعاية واعلان موجه عن منجزاتها معتمدة على مبدأ (الكذب المنظم) بالاضافة الى مسالة في غاية الاهمية تتلخص في ان الحكومة تجعل الشعب متعلقا باومر غير اساسية لتبعده عن مشاكله الاساسية وتجعله غير متكلم عنها ، اي تشغله عن نفسه بغيره.
في ضوء ما تقدم نستطيع ان نستشف من كلامه التالي:
1- الحكومة الفاسدة تريد من الشعب الا يعرقل مساعيها في العمل على تاخيره عن طريق تركيز مصالحها على حسابه.
2- لاتريده ان يعتنق الافكار الوافدة لانها تتعارض هي ومصالحها الخاصة .
3- لا تريد الفئة الحاكمة من الشعب ان يقوم بأي عمل يؤدي الى تعكير صفو الامن حين مطالبته بحقوقه المشروعة وحين تسد عليه الفئة الحاكمة منافذ العمل السلمي.
4- تريد الفئة الحاكمة من الشعب ان ينظر الى الاشياء من منظارها الخاص ويحكم عليها بمقاييسها الخاصة ، لا العكس.
ويذكر الدكتور نوري جعفر مجموعة صفات للحكومات الفاسدة واصحابها والتي تسبب قيام الثورات والانتفاضات ضدهم.
1- قوية في تشكيلاتها القسرية ، ضعيفة في جوانبها المبنية على اساس العدل الاجتماعي.
2- القوانين والانظمة في الحكومة هذه توضع في العادة للاشخاص لا للشعب واذل كان الامر كذلك فانه من غير المستغرب ان يكثر الخروج على تلك القوانين.
3- التحايل على السائد من القوانين واحيانا ثانية يأخذ التحايل شكل تعديلات جديدة تجرى على بعض نصوصها وطور تكون على هيئة شروح لبعض محتوياتها او اختراق مكشوف لتلك المحتويات.
4- ايجاد مؤسسات قضائية من قبل الفئة الحاكمة هدفها تشريع الفساد من جهة وايجاد مخارج قانونية لكثير من التصرفات غير المعقولة من جعة اخرى .
5- الافراد المحظوظين الذين تصاغ لهم القوانين والانظمة اذا ما عبثوا بمقدرات الامة هم في منجى من العقاب.
6- الموظفون غير المحظوظين كثيرا ما يؤاخذون بمجرد الاتهام وكثيرا ما تحاك المؤامرات ضدهم فيتعرضون للعقاب.
7- الاعمال الاضافية الحكومية ذات الاجور كثيرا ما توزع على الاتباع والانصار (يقصد المقاولات الكبرى وغيرها) ويصدق الشيء نفسه على الاشتراك في المؤتمرات الدولية في حالة وجودها، كما ان الفئة الحاكمة في الاماكن الحارة تشترك عادة في المؤتمرات الصيفية فتذهب وفود المصطافين على حساب الخزينة العامة باسم الاشتراك في المؤتمرات ويرجع الكثير منها دون ان يفهم ما جرى من نقاش في الموضوعات مدار البحث وكثيرا ما يكون الاشتراك في تلك المؤتمرات واسطة لجلب الهدايا للاهل والاصدقاء وربما كان ذلك وسيلة من وسائل الاثراء .
8- وجود الوساطة من حيث التوظيف او النقل او الترفيع من حيث الاعفاء من العقوبات
9- والملاحظ لما ذكره الدكتور نوري جعفر اننا نعيشه حاليا في ظل الديموقراطية كثيرا اي بعد مرور 40 سنة على كلامه، واننا ما زلنا نعيش المحسوبية واعضاء مجلس النواب والوزراء يسافرون زرافات ووحدانا في مؤتمرات عدة دون فائدة للبلد ، ودون وجه معرفة بها سوى حب السفر وجلب الهدايا والتقاط الصور التذكارية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا