الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحديات التي تواجه الصناعات الحرفية في مصر (الجزء الثالث)

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

2019 / 11 / 4
الادارة و الاقتصاد


التحديات التي تواجه الصناعات الحرفية في مصر (3)

إعداد
د.أحمد حسن ابراهيم عمر
خبير تنمية اقتصادية


المبحث الثانى : واقع الصناعات التقليديّة في مصر في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي عمدت الدولة إلى الشروع في برنامج يهتمّ بتنمية وتطوير الحرف البيئيّة، وذلك لبعث وإحياء ما اندثر أو كاد أن يختفي من تلك الحرف والصناعات البيئيّة التقليديّة وأيضا العمل على تطوير هذه الصناعات مع الاهتمام بعمليّات التدريب المستمرّ على أيدي العمال المهرة (الاسطوات) والفنانين المبدعين ومن هذا المنطلق تمّ عمل الآتي:
أوّلا:أ - إنشاء إدارة مركزيّة للحرف التقليديّة والصناعات البيئيّة تتبع قطاع الفنون بوزارة الثقافة. وتمّ إنشاء خمسة مراكز إنتاج لهذه الحرف والصناعات وتتبع هذه المراكز الإدارة المركزيّة؛ والمراكز هي:
1 - مركز الحرف بوكالة الغوري بحيّ الأزهر بالقاهرة وبه أقسام للصناعات التالية: الخرط العربي، النجارة الدقيقة، فنّ الصياغة والحلي الشعبي، الزجاج المعشق، أشغال النحاس، أشغال الصدف، أشغال الخيامية. 2 - مركز الخزف بالفسطاط: تمّ إنشاء المركز سنة 1958 وتمّت توسعته وبناء المركز الحالي وهو مركز الخزف الدولي للفسطاط سنة 2001م، ويقوم المركزعلى إحياء فن وصناعة الخزف الذي اشتهرت به مصر على مرّ العصور، ويعمل فنانو المركز على ابتكار تصميمات جديدة تجمع بين روح التراث والحياة المعاصرة، وأيضا يقوم المركز على تنشئة أجيال جديدة من الحرفيّين والارتقاء بفنّ الخزف من حيث الكيف وتنميته كميا. والمركز به أقسام مختلفة للإنتاج الخزفي وأيضا قسم الرسم على البورسلين والبلاط القيشاني، وقسم الفسيفساء.
3 - مركز النسجيات المرسمة بمدينة حلوان جنوب القاهرة: تمّ إنشاء هذا المركز سنة 1970 بمدينة حلوان جنوب القاهرة، ويهتمّ بإحياء تراث النسجيات المرسمة وبعثها من جديد بحيث تكون ذات طابع مصري أصيل وذلك عن طريق الخيوط المختلفة على الأنوال اليدويّة حتّى يمكن إبداع معلقات ذات طابع مصري بعكس حضارتنا العربية والإسلاميّة وشخصيتها المتميّزة.
4 - مركز بحوث الفنون التقليديّة، القاهرة، حي السيدة زينب: تمّ إنشاء المركز سنة 1967، وبه أقسام الطباعة والرسم على القماش، قسم الديزي، قسم الرسم على الزجاج، ويهدف إلى محاولة التقريب بين التراث الفني القديم والذوق المعاصر بطرق البحث والدراسة لإيجاد التواصل الحضاري من خلال تصميمات بالرسم المباشر على القماش أو الطباعة، ويهتمّ المركز بالمشغولات الفنية من مفروشات ومعلّقات والرسم على الزجاج اليدوي. 5 - مركز الفن والحياة: تمّ إنشاء المركز سنة 1969، وبه اقسام طباعة المنسوجات وقسم الزجاج وقسم التطريز والحياكة، وتتركّز طبيعة عمل المركز في ربط الفن بالحياة اليوميّة للمواطن والدراسة في مجال الفنون التطبيقيّة لعمل منتجات فنية معاصرة تدخل في صميم حياة الإنسان سعيا إلى الارتقاء بالذوق العام من حيث ربط التراث بالحداثة.
ثانيا: اهتمّت الدولة بالمحافظات وجميع أقاليم مصر وقدمت خطّة عمل طموحة تشمل الآتي:
1 – تقسيـم الحرف التقليديّة والبيئيّة وتوزيعهـا على المحافظـات كـلّ بما تتميّز وتشتهـر بـه. 2 - تحميل المحافظ والهيئات المعنية التابعة للمحافظات مسؤوليّة النهوض بكلّ الحرف والصناعات البيئيّة في المحافظة. 3 - العمل على تأكيد الهوية لكلّ محافظة، وذلك عن طريق إبراز التراث الإنساني (ثقافي، صناعي، زراعي) في الحرف التقليديّة والصناعات البيئيّة ممّا يؤدّي إلى الانتماء وزيادة الرغبة في العطاء والإبداع.
4 - بناء هيكل إنتاجي متخصّص في الحرف التقليديّة والصناعات البيئيّة بكلّ محافظة يعتمد على الموارد المتاحة بكلّ محافظة ويتمّ الاعتماد عليها في تنمية الحرف التقليديّة والصناعات البيئيّة. 5 - العمل على حلّ المشاكل التي تعترض نموّ هذه الحرف وكذلك ما يعترض الحرفيين من مشاكل.
ثالثا: قامت وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة والمنتشرة في جميع محافظات مصر والمدن الكبيرة بالاهتمام بهذه الحرف والصناعات البيئيّة من خلال ورش عمل للشباب للتدريب على هذه الحرف. رابعا: الصندوق الاجتماعي ويقوم بدور كبير ومؤثر في تدعيم وتنمية هذه الحرف والصناعات الصغيرة من خلال تقديم القروض المالية لإتاحة الفرص للشباب للبدء في مشاريع متناهية الصغر في مجال الحرف التقليديّة ويتمّ تقديم الدراسات والأسس المنهجيّة المدروسة بعناية بواسطة المتخصّصين خامسا: قامت وزارة الصناعة بالتعاون مع محافظة القاهرة بإقامة وحدات مجمعة في مكان واحد لجميع الحرف التقليديّة والصناعات الصغيرة، وذلك لتدريب المتسرّبين من التعليم على هذه الحرف، وجهزت هذه المصانع الصغيرة بجميع المعدّات والخامات اللازمة للتدريب. وكذلك اعتمدت مكافأة ماليّة في كلّ شهر للمتدرّب لتشجيعه وتحفيزه، وكان من أهمّ هذه الصناعات (أشغال الجلد من دباغة، وصباغة، أشغال الفخار والخزف، أشغال الصدف، أشغال جريد النخل).
ما توفره الدولة من دعم لقطاع الحرف التقليديّة إنّ تاريخ الحرف التقليديّة في مصر جزء من التاريخ الاجتماعي للشعب المصري ففيها تمتزج الوظيفة النفعيّة بالوظيفة الدينيّة وبالعادات والتقاليد والحرف المتوارثة، ولذلك تعمل الدولة من خلال مؤسّساتها على تدعيم هذه الحرف حتّى تصبح من أهمّ روافد الاقتصاد القومي، ولتحقيق ذلك تقوم الدولة بالإشراف الكامل على مراكز الحرف التقليديّة التابعة لها في جميع المحافظات، وذلك من خلال: 1 - توفير الخامات 2 - توفير العدد والمعدات والأدوات 3 - تحديث البنية الأساسيّة 4 - توفير الأجور والحوافز للعاملين في قطاع الحرف التقليديّة 5 - توفير قاعات عرض للجمهور تعرض فيها منتجات الحرف التقليديّة 6 - تقديم قاعدة بيانات خاصة بالخامات والمعدات والأدوات اللازمة للإنتاج 7 - عمل دورات تدريبيّة للشباب من خريجي الجامعات والمراحل المتوسّطة، حيث يتمّ التدريب على الحرف التقليديّة والصناعات البيئيّة وتشجيعهم على بدء مشاريع صغيرة لهذه الحرف بعد نهاية التدريب والعمل على فتح منافذ لبيع هذه المنتجات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن


.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع




.. لماذا امتدت الأزمة الاقتصادية من الاقتصاد الكلي الإسرائيلي ب


.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف




.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية