الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أهلنا في الكرخ والأعظمية وغرب العراق… الصراع ليس شيعياً شيعياً! الصراع بين الشعب والطغمة الطائفية الفاسدة الحاكمة!

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

2019 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وصلتني الرسالة الآتية من صديق مشارك ومتابع للانتفاضة الشبابية والشعبية والإضراب العام في بغداد جاء فيها:
آلف تحيه وسلام أ. د. أبو سامر
"الإضراب والعصيان المدني بدأ اليوم جزئيا...من المؤسف أن أهالي غرب بغداد وأعني قاطني صوب الكرخ لم يساندوا إخوانهم في بغداد الشرقية (الرصافة). بالحجم المطلوب ...فهنالك من يروج في مناطق الكرخ ذو الأغلبية السنيه عدا مدينة الكاظمية (معذرة لاستخدام تلك المصطلحات المذهبية البائدة) يروجون الا ان الصراع شيعي-شيعي .. أو انهم يريدون الحصول على مكاسب دون أية تضحيات...هذا ما يدور الآن في النقاشات الجارية".
تشير معطيات الإضراب العام الذي دعت له القوى المنتفضة والنقابات والجمعيات المدنية إلى أن الإضراب قد حصل في الرصافة وجزئياً في الكرخ، كما يشير إلى ذلك نص الرسالة في أعلاه. إذ صدرت بعض الإشاعات التي تقول بأن الصراع الدائر في العراق شيعي- شيعي ولي للسنة في هذا الصراع لا ناقة لا جمل! فهل مثل هذا الادعاء يصمد أمام الواقع العراقي الجاري بالارتباط مع طبيعة الانتفاضة والقوى المشاركة فيها؟
لأول مرة ومنذ العام 2003 ينخرط العراقيون والعراقيات من مختلف القوميات (الكرد الفيلية)، والديانات والمذاهب في بغداد وفي محافظات أخرى، والكثير من نشطاء الحشد الشعبي المستقلين الذين ناضلوا في سبيل دحر الدواعش، وكذلك القوى والأحزاب الديمقراطية والكثير ممن كانوا يعملون أو يؤيدون الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية والسنية، بالمظاهرات الشبابية، والتي تتحول يوماً بعد آخر إلى مظاهرات شعبية واسعة بعد أن التحق بها الطلبة والمعلمون وأساتذة الجامعات والنقابات العمالية والكثير من شغيلة المعامل ومؤسسات الدولة والموظفون العموميون. لأول مرة منذ إسقاط الدكتاتورية الغاشمة لا يعرف المشاركون في التظاهرات اليومية من هو شيعي أو سني أو مسيحي أو إيزيدي أو مندائي أو كردي فيلي أو عربي ... أو .. أو .. مشارك في هذه الانتفاضة الباسلة، فالمشارك فيها مواطن والمشاركة مواطنة من العراق المستباح بالطائفية والفساد "نازل .. أخذ حقي". لهذا فأن محاولات اعتبار الصراع شيعي – شيعي خاطئ جداً ومؤذٍ للانتفاضة المقدامة. هذه الإشاعات تحاول النيل من الانتفاضة واتساعها يمارسها الحكم الطائفي الفاسد وأتباعه للحد من شمولها مناطق نينوى وغرب العراق وإقليم كردستان، كما يمارسها طائفيون سنة ساوموا الأحزاب الشيعية الطائفية الحاكمة والتحقوا بالركب الفاسد وخذلوا الشعب العراقي كله وليس أبناء وبنات المذهب السني بترويجهم الوقح لمثل هذه الإشاعات النذلة.
إن النضال الجاري في العراق يدور منذ سنوات واحتدم ف الفترة الأخيرة بين معسكرين: معسكر الشعب، كل الشعب العراقي الأبي، من جهة، وبين معسكر الطغمة الحاكمة، كل الطغمة الحاكمة، من شيعة وسنة وغيرهما، من جهة أخرى.
إن الظلم الذي لحق بالشعب العراقي كان ولا زال عاماً وشاملاً للعرب والكرد والقوميات الأخرى ولأتباع الديانات والمذاهب وكل القوى الوطنية والديمقراطية من الطغمة الحاكمة وما لحق بهم من أضرار فادحة، سواء ما حصل في اجتياح الموصل أو ما حصل في الأنبار والفلوجة، أو ما حصل قبل عام في البصرة أو ما يحصل اليوم في بغداد ومحافظات كثيرة أخرى، أو إزاء الكرد في فترة الصراعات القاسية مع المالكي ومن ماثله، تحت واجهات طائفية وفساد سائد، وهو الذي فتح عقول الشبيبة ووعيهم بما جرى ويجري فانتفضوا متحدين لا يعرفون الطائفية ولا التمييز بمختلف الصور الذي ظهر قبل ذاك وأجج القتل على الهوية والأسماء وما شاكل ذلك.
لم يتحرك الشعب الكردي في دعم الانتفاضة حتى الآن لأن الحكومة الكردية تعتقد بأن عادل عبد المهدي أنصفها، ولكن عادل عبد المهدي لم ينصف حقوقها المشروعة والعادلة، بل فتح خزينة الدولة فقط لكي يسكت صوت الحكومة المتذمرة، ولكن لم يرسي دعائم علاقات سليمة بين الدولة الاتحادية والإقليم الكردستاني. وبالتالي فهي على خطأ كبير وحساباتها غير مدروسة وغير مدققة! إلّا إن مثقفي كردستان من مختلف الاختصاصات والمجالات والاتجاهات قد ساندوا بحرارة انتفاضة الشعب العراقي وأصدروا بياناً بهذا الصدد. وأتوقع أن الشعب الكردي سيتحرك أيضاً لصالح دعم المناضلين في بغداد والوسط والجنوب، لأن الإقليم وشعبه لا يزال وسيبقى طويلاً جزءاً من العراق، مع اعترافي الكامل بالحقوق المشروعة والعادلة للشعب الكردي في إقليم كردستان العراق وفي بقية أقاليم كردستان.
التظاهرات تهتف نريد وطناً حراً ديمقراطياً وكريماً، نريد استرداد الوطن المستباح والجريح والمباع للأجنبي، نريد وطناً لا يعرف التمييز القومي والديني والمذهبي أو التمييز ضد المرأة، نريد وطناً يضع موارد البلاد المادية والمالية والبشرية في خدمة التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، نريد فرص عمل للعاطلين الذين يشكلون الملايين من الشبيبة من النساء والرجال، نريد وطناً لا سراق ونهابة وقتلة فيه، نريد وطناً يحمي كرامة وحياة ومستقبل مواطنيه ومواطناته.. أملي أن يتسنى للشعب العراقي أن يتوحد بغض النظر عن قوميته ودينه ومذهبه الديني أو الفكري والسياسي الديمقراطي. لنتحد ونسقط الطغمة الطائفية الفاسدة الحاكمة. لندعو أبناء جميع القوميات والديانات والمذاهب في العراق والأحزاب الإنسانية المشاركة الفاعلة في هذه الانتفاضة، سواء أكانوا في التظاهر أم الإضرابات أم الاعتصامات أم في إعلان العصيان المدني المحتمل. لتنتصر إرادة الشعب الحر والمنتفض ولتندحر سياسات الحكام الجهلة والفاسدين والطائفيين التي يمثلها شخوص مثل المالكي والجعفري والمنتفگي والحلبوسي ومن لف لفهم من الأشخاص والزمر الفاسدة. وهذا الحلبوسي، الذي يقال إنه اشترى منصبه بثلاثين مليون دولاراً، واشترى لغيره مقاعد أخرى في مجلس النواب بملايين الدولارات، قد عطل عملياً وسبق إصرار عمل مجلس النواب بذريعة جلسة مفتوحة لا تعقد إلا حين مجيء رئيس الوزراء، وهي ذريعة سيئة ومقصودة لتجنب اتخاذ قرارات في صالح الشعب وتحت ضغط الشارع العراقي المنتفض.
واليوم قام قوى الأمن العراقية، وبأوامر من رئيس الوزراء بقتل المزيد من المتظاهرين في بغداد وكربلاء والكثير من الجرحى، والذي يؤكد أن النخب الحاكمة الفاسدة لا تريد الخضوع لإرادة الشعب بل مصرة على البقاء في السلطة وممارسة كل الأساليب المحرمة دولياً في مواجهة قضية الشعب العادلة. لقد نفض الشعب يده من هذا النظام السياسي الفاسد والطائفي والقاتل وستبقى تصعد أساليب وأدوات نضالها السلمي لإسقاطه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال