الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة الامريكية تحول معركتها مع ايران من سوريا الى العراق!!

احمد حامد قادر

2019 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية خططت الولايات المتحدة الامريكية للاستحواذ سياسيا و اقتصاديا و عسكريا على منطقة او بلدان منطقة الشرق الأوسط الغنية بمواردها المتنوعة الهائلة. و الأسواق الرائجة و الايدي العاملة الوفيرة و الرخيصة..
فهي لم تكن راضية بالتقسيمات الإدارية و السياسية التي رسمتها الحلفاء في المنطقة و التي كانت للملكة المتحدة (بريطانيا) اليد الطولي فيها. فخططت أمريكا مشاريع عدة لإعادة النظر في خارطة دول المنطقة و أعادة ترتيبها كما تشاء. و لكن وجدت بأن للجمهورية الإسلامية الإيرانية تأثيرات سياسية و مذهبية و اقتصادية في كل من العراق و الجمهورية السورية و في لبنان و كذلك ضمن الحركة التحريرية الفلسطينية (حماس). عليه فان ايران تقف كعقبة كأداء تسد الطريق أمام تنفيذ مشاريعها!! و خاصة عندما بدأت حركة الحوثيين معركتها للاستيلاء على اليمن بمساندة مباشرة من ايران. سمت أمريكا هذا القوس الإيراني الذي يبدأ من العراق و ينتهي في اليمن بالـ (الهلال الشيعي). فبدأت حملتها لبتر الهلال من أضعف حلقاتها (الجمهورية ألسورية) حسب تقدريها. و استغلت وجود حركة المعارضة ضد الحكومة (بشار الأسد) من جهة و دعمت الحركات الإسلامية المتشددة, القاعدة, النصرة و (داعش) مستخدمة إياها لأسقاط الحكومة السورية. في 2011 بمساعدة الدول المحالفة معها (تركيا و السعودية و قطر). و نظمت مع هذه الدول حركة سنية المذهب مقابل التيار الشيعي المتغلغل في المنطقة. وكانت في نيتها احداث دويلات و امارات بعد تفكيك أوصال كل من الدولة العراقية و السورية. فكادت هذه المعركة أن تقضي على الحكومة السورية لولا التدخل الروسي المباشر و السريع و دعمها المادي و المعنوي للحكومة السورية بالاتفاق مع ايران. الامر الذي أدى الى فشل المخطط الأمريكي المذكور. فاستعادت الحكومة السورية سيطرتها على معظم أرجاء الجمهورية. و استطاعت بدعم من الدولتين المذكورتين و وحدات حماية الشعب الكردي ـ قوات سوريا الديمقراطية ـ دحر فلول ـ داعش ـ مما أوقع الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) في موقف حرج و متذبذب يسحب قواته من سوريا تارة و يعيد اليها تارة أخرى!!
و أخيرا أستقر رأيه على تحويل معركته مع ايران الى العراق. الذي تربطه معاهدة استراتيجية مع أمريكا و لها فيه قواعد عسكرية من جهة و فيه فئات و كتل سياسية مستعدة للتعاون معها. و من جهة أخرى هناك حركة احتجاجية جماهرية منذ عدة سنوات تتظاهر و تناضل بأسلوب سلمي من أجل مطالبيها العادلة و المشروعة المتراكمة منذ 2003 و التي لم تتجاوب معها الحكومات المتعاقبة العراقية!!
فحركت اعوانها و عملت على توسيع ذلك الحراك الجماهيرى و دست في صفوفها ما و جدت من المعادين لحكومة عادل عبد المهدي لاحتواء حركة الجماهير المغلوبة على امرها. و العمل على تحويل المظاهرات الى مصادمات دموية و جر الحكومة الى مجابهتها بالمثل مما تخلق الظرف المناسب لإسقاط الحكومة التي لا ترضيها بعض قراراتها و خطواتها التي ذكرتها في مقالة سابقة. ومن ثم تشكيل حكومة لا تقبل بالوجود الإيراني الساسي و والاقتصادي و المذهبي في العراق. أي وصولا الى هدفها المنشود وهو (بتر الهلال الشيعي) الذي فشل في تحقيقه في سوريا..
و لا تخفي الادارة الامريكية تأثيرها الوضح للمظاهرات الجارية و "مطالبيها " ! فقد وردت تصريحات و خطابات سوآءا من (سيناتور) مجلس الشيوخ أو الوزير الدفاع الامريكى و المنظمات الدولية التي تحت التأثير الامريكى داعين بكل صراحة الى أدامة و توسيع المظاهرات و الاعتصامات و تشديدها و توجيهها نحو اسقاط الحكومة و تغيير النظام و فق الرغبة الامريكية. و ادخال البلد في موجة عارمة من الاضطرابات و الفوضى التي قد تؤدي الى حرب أهلية ستتيح الفرصة المؤاتية للتدخل الأمريكي المباشر..
انها معركة أمريكية ضد الوجود الإيراني في العراق. يدفع الشعب العراقي ثمنها بدماء أبناءها و و بفقدان استقلال دولتها مرة أخرى.
و السؤال الملح: هو هل أن القوى الوطنية و الديمقراطية تنظر الى ما يدور في العراق بهذا المنظار و تدرك خطورة الوضع وما سيؤول اليه قبل أن يحدد موقفها؟!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة