الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوير ... جحيم الوهابيه

ياسمين جويلي
كاتبة حرة

(Yassmeen Geweliy)

2019 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تعاني الشعوب في المنطقة العربية من صراعات إقليمية ودولية غابت معها إرادة هذه الشعوب العريقة ووضعتهاتحت ضغوط اقتصادية واجتماعية وثقافية في ظل غياب الديمقراطية وتراجع لحقوق الإنسان وحريات التعبير...
وانهيار مقصود أو غير مقصود للتعليم والبحث العلمي ...
وظهر الثراء المادي لبعض الدول النفطية وكانه يعوض ذلك البؤس بأشياء مثل الأمن والاستقرار مع هامش حريات تحت السيطرة ..
وإلي الحد المسموح به من السلطة مع حقوق للأقليات من باب الديكور الشكلي ...
وليس من باب مواطنة و الحقوق المتساوية ...مع بعض الحريات الصحفية…
و إعطاء امتيازات لفئات معينة ذات نفوذ مع قمع باقي الفئات .

ونجد تصاعد للفكر المتطرف الوهابي في بعض الدول العربية وخصوصا بعد موجة الثورات ...واستمرارا لاجتياح للدول العربية من قبل الإسلاميين المتشددين بعد الثورات العربية التي حولوها إلي نكبات وصراعات مسلحة طاحنة عادت بنا إلى الوراء قرونا طويلة وحرمت الدول العربية من الحكم المدني الديمقراطي ..

فإننا نجد أن القاعدة فيما مضى وحاليا داعش ما هي إلا موجات ذات منبع واحد وهو الفكر السلفي الوهابي الذي لم يكن متداولا قبل ظهور سلاح البترودولار…(والذي بدأت تنفض السعودية عنها هذا الوباء بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان )

واستغلال ذلك المذهب الوهابي في التأثير السعودي فكريا وثقافيا وبالتالي نفوذا اقتصاديا وسياسيا من خلال ظهور قطاعات وفئات في الدول الإسلامية تدين بالولاء والانتماء بدرجات متنوعة لآل سعود ونظامهم وبعضهم سعي لنقله إلي بلاده..
وما نتج عن ذلك من التبعية السياسية والدينية وتغيير أنماط الحياة مثل ارتداء الازياء الخليجيه -العبايات السوداء وتغطية الوجه المسمى بالنقاب واستعمال التمر والسواك وانتشار الجلباب الخليجي- …

والغريب أن الوهابية بدأت تتسلل إلي معتقدات دينية ثابتة عند شعوبنا منذ آلاف السنين ومنها زيارة القبور والتوسل والتبرك بآل البيت والصالحين الخ ...

فالوهابية اتخذت أشكالا متعددة منها العنيف والإرهاب المجرم مثل داعش وما تفرع منها من تنظيمات اخرى ……
واتخذت تلك التنظيمات العنف المسلح من الوهابية منهجا دينيا وعقائديا فكلهم يهدمون الأضرحة ...وكلهم يجبرون الناس علي أداء الفرائض الدينية واللحية والنقاب ومنع خروج النساء والإصرار على تعدد الزوجات وزواج القاصرات والفصل بين الجنسين ….
وإقصاء المرأة من المجال العام مثل العمل والدراسة وحصرها في نطاق ضيق بأي شكل يضمن التبعية علي الحد الادني …
وأحيانا البيع والاستباحة في الحالة الداعشية و وبين ذلك إساءات للتاريخ الطويل والحضارات القديمة ….
و اعتقد انه ناتج من عقدة نقص لديهم حيث لا تاريخ ولا حضارة لهم وعداوة للثقافة والمثقفين وللإبداع الإنساني…
وهضم لحقوق الأقليات ومعاملتهم كالعبيد…
ويتخلل ذلك موجات من العنف والاستباحة والتكفير طالت حتي آل سعود أنفسهم ..
ومما يميز الوهابية وفروعها النرجسية والتعالي ..
واحتقار الناس فلا رأي ولا وزن ولا قيمة لهم ...وتظهر بشدة في مسألتين أساسيتين هما….
الحكم والدين الحكم بالتوريث أو قوة السلاح …
ويتم الاختيار من مجموعة تسمي أهل الشورى وأهل الحل والعقد أو مجلس الأسرة وبالتالي لا أهمية لباقي الشعب ,...
في الدين يتم حصر الأوامر أو الفكر في أشخاص معينة ,وتسمع جمل متكرره مثل أنت كل حاجة عايزها بالعقل رأي ؟؟؟!!
انت مين عشان يبقي ليك رأي؟…
هذا التعالي ناجم من أن الأصولي دائما يعتقد أن معه الصواب وحده وبالتالي لا يقبل الآخر…
حتى المجادلة والنقاش يرفضهم ... وبالتالي المعارض أو المخالف هو ضال أو جاهل في أحسن الظروف ..
وهذا يظهر علي 4 مستويات وهي : الفرق الإسلامية السلفية ..
أهل السنة الآخرين ..باقي المسلمين ..باقي الناس بما فيهم جميع أنواع الكفار …(حسب فكرهم) ..

وقديما قالوا لكي تقضي علي فكرة لابد أن تأتي بفكرة أفضل…
وبكل ثقة وبكل تأكيد هناك أفكار كثيرة جدا أفضل من الوهابية …
ولكن يبقى التنفيذ والتفعيل والدعم ..
ولذلك فإن إقامة حوائط صد فكري تشمل الجوانب الدينية والسياسية والثقافية ضد الوهابية لـ حصارها والقضاء عليها وهو الحل الأفضل حيث تحيط السعودية عدد من المدارس الفكرية مصر بـ أزهرها والمعاهد التابعه له وحائط شيعي هائل ممثلا لإيران في العراق ولبنان واليمن ...
إذن لا يمكن تحقيق تعديل مذهبي بين معقل السنة _(الحقيقي ) مصر وبين إيران الشيعية لأنها مثل السعودية لها مشروع سياسي قومي مرتبط بولاية الفقيه فهم وال سعود في البلاء والإثم سواء …
ولذلك قد نعول...المثقفين و المفكرين التنويريين لبدا المعركة والتي اصبحت الارض مهيئة لنشر الفكر التنويري والذي يجد صداه بشكل كبير الآن فقد افاق.... الجميع بعد ويلات الثورات وما لحق بها من ظهور هذه الأفكار المتطرفة وبعض الأشخاص والمشايخ الحاملين لهذا الفكر الأعوج وأصبحت الأفكار الوهابية ومن سار على خطاهم من تنظيمات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية ...محاصرين الآن بعد ان عرف الجميع خطورتهم والبلاء الذي لحق باكل الدول التي حطوا رحال افكارهم المتطرفة فيها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة