الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشر البؤس الاقتصادى وطرق قياسه (1)

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

2019 / 11 / 6
الادارة و الاقتصاد


الوضع الاقتصادى وما يرتبط به من أخبار ومؤشرات كلية ليس محل اهتمام للكثير من العامة. وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على بلد معين، لكنها قد تكون أكثر حدة فى مصر مقارنة بالدول الغربية. ولعل من أسباب ذلك هو الصورة الذهنية التى تكونت فى أذهان الناس عن استخدام الكثير من رجال الاقتصاد للغة معقدة فى شرح الاقتصاد وكذلك استدلالهم بكمية كبيرة من المؤشرات الاقتصادية غير المفهومة، والتى قد تكون متضاربة فى بعض الأحوال، وهذه الصورة الذهنية خلقت حاجزا نفسيا لدى معظم الناس وواصبح لديهم قناعة بعدم جدوى متابعة وضع الاقتصاد ومؤشراته لكونها لا تفيدهم فى شىء ولا تعكس واقع حياتهم اليومية.
ويتأثر الناس بشكل مباشر بالوضع الاقتصادى العام. لأن نمو الاقتصاد يخلق فرص عمل جديدة، ويساهم فى تحسين مستوى دخل الأفراد، بينما الركود يصاحبه تسريح للعمالة وتدهور فى مستوى معيشة الأفراد. كما أن استقرار الأسعار فى السوق تسهل حياة الناس وتضمن لهم الحفاظ على قوتهم الشرائية، بينما فترات التضخم تؤدى إلى تآكل القوة الشرائية وإفقار الأفراد. ولذلك فإن وضع الاقتصاد العام له أثرا مباشرا على حياة الناس.
نبذه عن مؤشر البؤس
كانت طريقة قياس مؤشر البؤس سابقاً تتم بجمع معدل التضخم مع معدل البطالة، وذلك في السبعينات كمقياس للصحة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية. ويُستخدم مؤشرالبؤس كمؤشر يعطي لمحة سريعة للصحة النسبية للاقتصاد.
وتم إنشاء مؤشر البؤس الأول من قبل “آرثر أوكون” الاقتصادي الذي شغل منصب الرئيس الثاني لمجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكى جونسون ، وأستاذ في جامعة ييل، وتم تعديل مؤشر البؤس عدة مرات، بداية عام 1999 من قبل “روبرت هارون”، الاقتصادي في جامعة هارفارد، الذي أنشأ مؤشر “Barro” للبؤس، والذي يتضمن بيانات أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي بهدف تقييم رؤساء ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 2011 ، بنى “ستيف هانكه” ، الخبير الاقتصادي في جامعة جونز هوبكنز ، مؤشر “باري” للبؤس وبدأ في تطبيقه على دول خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وبتم حساب مؤشر “هانكي” السنوي المُعدل من مجموع البطالة والتضخم ومعدلات إقراض البنوك ، مخصوما منه التغير في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد. ويتم ينشر قائمه “هانكي” العالمية لمعدلات البؤس سنوياً للدول التي تقوم بالتبليغ عن البيانات ذات الصلة في الوقت المناسب
حساب مؤشر البؤس الاقتصادى
يتم حساب حساب مؤشر البؤس الاقتصادى بجمع معدلات البطالة والتضخم. ويقيس معدل البطالة نسبة من لا يستطيعون الحصول على فرصة عمل مقارنة بإجمالى القوة العاملة فى السوق، بينما يقيس معدل التضخم نسبة الزيادة السنوية فى أسعار سلة من السلع والخدمات الرئيسية فى السوق. وبطبيعة الحال يكره الناس ارتفاع معدلات البطالة والحاجة للجلوس على المقاهى طويلا فى انتظار فرصة عمل، كما يكرهون الارتفاعات الكبيرة والمتكررة فى الأسعار. ولذلك كلما ارتفاع قياس المؤشر، كلما ساءت حالة الناس الاقتصادية وازدادوا بؤسا، حتى وإن حقق الاقتصاد معدلات نمو مرتفعة فى نفس الفترة، ومؤشر البؤس هو قائمة تريد الاقتصادات أن تكون فيها بعيدة عن القمة قدر الإمكان
استخدام المؤشر سياسيا
يزداد البؤس بارتفاع المؤشر وينخفض بانحفاض المؤشر، فعندما ارتفع المؤشر، ازداد البؤس الذي يشعر به الناخب الأمريكى العادي خلال حملة عام 1976 لرئيس الولايات المتحدة، قام المرشح “جيمي كارتر: بتعميم مؤشر “أوكون” للبؤس كوسيلة لانتقاد خصمه، “جيرالد فورد”. وبحلول نهاية إدارة “فورد”، كان مؤشر البؤس مرتفعًا نسبيًا بنسبة 12.7٪، مما أوجد هدفًا مغريًا “لكارتر”. خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 1980، وأشار “رونالد ريجان” إلى أن مؤشر البؤس قد ازداد تحت قيادة “كارتر”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”


.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو




.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج


.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة