الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين منكم براء!

وليد ياسين

2006 / 5 / 23
القضية الفلسطينية


لعلع صوت الرصاص، تراكض الناس في الشوارع هربا من الموت القادم، واندفع المسلحون يتراكضون من زقاق إلى زقاق، من شارع إلى شارع، يطلقون الرصاص العشوائي يقتلون الابرياء بدم بارد. لا، ليس الحديث عن جنود احتلال يطلقون النار على الفلسطينيين الابرياء، بل عن رجال اسميناهم رجال المقاومة، حين اقسموا اليمين تلو اليمين، والعهد تلو العهد بأن لا يوجه رصاصهم الا لصد الاحتلال وتحرير اراضيهم، فوجدناهم، بين ليلة وضحاها، يؤثرون الكرسي والسلطة على مصلحة شعبهم وتحرير ارضه، ليصبح الفلسطينيون، أبناء جلدتهم، وضيوفهم من نشطاء التنظيمات الغربية المناصرة لقضيتهم، بل وضيوفهم من الدبلوماسيين ضحايا لرصاصهم.
هذا المشهد اليومي الذي يكاد لا يفارق شوارع غزة منذ عدة اشهر لا يمكن الصمت امامه، لا يمكن تجاهله.. فالموت والدمار بات يتربص بالفلسطيني في كل زاوية، ليس بفعل نيران الاحتلال وحصاره التجويعي فحسب، بل وبفعل نيران ابناء شعبهم.. الحصار يشتد والخناق الامبريالي يضيق، وهم يقدمون لهذا الحصار ولهذا الخناق خدمات جليلة يلوح فيها الاسرائيليون والاميركيون ومن يحالفهم لتبرير الحصار القاتل.
الخزي والعار... ليس من عبارة غيرها يمكن ترديدها في هذه الايام. الخزي لتنظيم يرفض الحسم الديموقراطي لشعبه، ويتمسك بالسيطرة على اجهزة يفترض بها ان تخدم وتدافع عن الشعب، فجيرها لمصالح شخصية. الخزي والعار لحكومة انتخبها الشعب كي تحمي مصالحه وتصون دمه، فصار الصراع على الكرسي وعلى من يملك زمام السيطرة محركها، وخلقت قوة زعمت انها جاءت لاحلال الامن، فما حملت معها منذ وطأت اقدامها شوارع غزة الا القتل والاعتقال السياسي والدمار. الخزي لتنظيم يلوح انه يرفع راية تحرير فلسطين، فبدأ طريق التحرير بممارسة اساليب الاحتلال وتوجيه بنادقه ومتفجراته إلى صدور ابناء شعبه الذين حكم عليهم ارباب التنظيم، هناك في جبل ما، بالخيانة.
الخزي والعار لكل من يرفع بندقية في وجه شعبه، ولكل من يقيد بالاغلال بريئا لا جريمة ارتكبها الا الانتماء إلى تنظيم معارض.
ان كان هذا هو الطريق إلى تحرير فلسطين فالويل لفلسطين من امثال هؤلاء. ان كانت هذه هي الرايات التي يرفعونها فليخجل علم فلسطين حين يرفعونه إلى جانبها.
"هؤلاء لا يستحقون دولة"، هذا ما يقوله الاسرائيليون والغرب الامبريالي. فماذا يمكننا ان نقول لهم، وكيف يمكننا ان نرد عليهم امام هذا العار وهذه المشاهد المخزية؟
ما الذي يمكننا ان نقوله للشهداء، للشيخ احمد ياسين، لعبد العزيز الرنتيسي، لياسر عرفات، لصلاح خلف، لخليل الوزير، ولكل شهداء شعبنا الذين سقطوا من اجل هذه الارض وقدسيتها؟
ماذا نقول لامهات سلبوهن زينة الحياة حين جندوا اولادهن تحت ستار حرب التحرير، وقطفوا زهرات اعمارهم قبل الأوان، كي ينعموا هم بالسلطة؟
ماذا نقول لارض فلسطين وهي تصرخ وتئن تحت جنازير الدبابات وانفجار القنابل والصواريخ الاسرائيلية؟
ماذا نقول لانفسنا، وكيف نفسر ما تفعله هذه العصابات لشعب فلسطين؟
هل يمكننا الصمت؟
هل نقف على الحياد؟
لا حياد الا في جهنم
لا حياد امام هذه البربرية التي تجتاح شوارعك يا غزة هاشم.
فلسطين من هؤلاء براء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح