الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بائع الفطائر
حسين سليم
(Hussain Saleem)
2019 / 11 / 8
الادب والفن

لَا دَفاترَ مَدرسيّة، لَا مَنَاطِيدَ مُلوَنة، لَا حَلوى. عجائِنُ مُضِيئةٌ فِي سَلَّةٍ صَغِيرَةٍ، عَلى كَفِّ وَردٍ. تَجوبُ أزقَّةً وشَوارعَ لَا تَحتَفِي بالشَّجَرِ، تَطرقُ الأبوَابَ المفتُوحَة للرَّيحِ والطَّيرِ. تَتحوَّلُ إلى أحجَارٍ تَقذِفُ بَابَ الرَّجُلِ الكَبيرِ، فيَردُّها الجِدارُ الأخضَرُ، عَن رَمادِ ذِكرَى جُوعٍ.
الرَّجلُ الكَبيُر يَرَى، ولكنَّهُ لا يَرى!
يَموتُ الزَّارعُ فِي هذهِ المدِينَة؛ مَعدوماً، أو مَقتولًا، أو مَقهوراً. هَل يتَحمَّلُ الوَردُ وزِرَه؟ هَل تحِنُ الحديقةُ عَليهِ؟ أم تُرى العُشَبُ قَد غَزاهَا؟
الرَّجُلُ الكَبِيرُ يَسمَعُ، ولكنَّهُ لَا يَسمعُ!
أُمّهُ تَسبقُ الفَجرَ فِي إعَدادِ الفَطائِر.
وفِي السَّادسةِ صَبَاحاً، كمَا عَمرُهُ، تُوقَظهُ.
مَنْ يَشتَرِي؟ الفُقرَاءُ أفضَلُ الزّبائنِ.
يَنتَظِرُ عُمَّالُ البِناءِ الفرَج،َ يأكلُ البَعضُ مِنْهَا.
الرَّجُلُ الكَبِيرُ يَقولُ، لكنَّهُ لَا يَقولُ!
فَي نِهايةِ النَّهارِ، تتَحوَّلُ العجائِنُ إلى حَفنةِ دَنانيرَ، يَسدُّ بِها رَمقَ اليَومِ.
الرَّجُلُ الكَبِيرُ يَرَى، ولكنَّهُ لَا يَرَى!
الرَّجُلُ الكَبِيرُ يَسمعُ، ولكنَّهُ لَا يَسمعُ!
الرَّجُلُ الكبِيرُ يَقولُ، ولكنَّهُ لَا يَقولُ!
تَعودُ السَّلةُ بالفَطائرِ، دُونَ بَيعٍ، مَرّات.
فتتَحول أقراصُ العجائنِ إلى كُتلِ نَارٍ، تَصرخُ بَيَن حَشْدِ صَرخاتِ المعوِزينَ، تَكسِرُ الجُدَرانَ،
وتَصفع ُالرَّجُلَ الكبِيرَ!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وزيرة التنمية المحلية ووزير الثقافة ومحافظ القاهرة يزورون مو

.. الفنانة الدنماركية ليزا تقبل اعتذار مها الصغير وتكشف كيف وصل

.. وليد شميط، قلب ينبض في ذاكرة بيروت السينمائية ويثير حنين عصر

.. في حال انشغل في عمله بالشأن العام... هل يعتزل طوني عيسى التم

.. مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا أسفة وزعلانة م
