الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراسيم ملكية 22

أفنان القاسم

2019 / 11 / 8
الادب والفن


قالتْ لي حبيبتي أكرهُكَ
قلتُ لها
أنتِ أمريكا

قالتْ لي قاضيتي أدينُكَ
قلتُ لها
أنتِ أمريكا

قالت لي ذاتي أنكرُكَ
قلتُ لها
أنتِ أمريكا



قوس قزح أو رينبو مؤسستي تبقى مؤسسة خاصة باسمي واسم بناتي وبنات وأولاد بناتي وباقي نسلي من بعدي، وهي تحت هذا الشكل العائلي تستمد قوتها من الزمن، غير أن لرينبو معايير ذات نفع عام، تتقاطع فيها الثقافة والاقتصاد والسياسة، وتظل هذه المعايير على مسافة واحدة من بعضها بفضل الخصوصية التي تتمتع بها رينبو، فهي ليست تابعة لطرف، وهي، في نفس الوقت، في خدمة كل الأطراف. انطلاقًا من هذا المبدأ، موقعها العالمي أساس من أسسها الرئيسية، في لندن، عاصمة المال في العالم، بفرعين أساسيين، باريس وواشنطن، وبفروع في العالم بين أساسي وثانوي، في مقدمة الفروع الأساسية طهران، الرياض، تل أبيب، القاهرة، الرباط، ما أدعوه في أدبياتي الخاصة برينبو "العواصم الخمس الفذة". يوحي مجرد الجمع بين هذه العواصم المتنافرة المتناحرة بالهدف السلمي الذي تقوم عليه مؤسستي، وبالتفاهم غير المستحيل سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، أوروبا بعد الحروب المدمرة التي خاضتها خير مثال على ذلك. هذا يعني أن التفاهم ممكن بين كل الأطراف، والعمل ممكن، والحلم ممكن، الزمن اتخذ القرار في ذلك بعد أن تعبنا كثيرًا وأتعبناه طويلاً معنا، وكل ما يتبقى تنفيذ القرار، تنفيذ يستوجب ماكينة ليست عادية كرينبو، يحركها أكبر الخبراء في العالم الذين هم أصابعها، ويديرها أكبر السياسيين في العالم الذين هم أدمغتها، تحت شرطين جوهريين، الأول دمقرطة النظام السياسي، والثاني أنسنة البرنامج الاقتصادي، أحدهما لا يمكن أن يكون دون الآخر، وكلاهما يدشن عصرًا جديدًا من العلاقات بين المؤسسات القائمة من كل نوع، المالية أولها، عملاً بالشعار الرأسمالي "خذ وأعط"، ولكن خذ بقدر الإمكان، وأعط بكل الإمكان، في عوالم أقل استغلالاً، وأكثر مجاراة للتطور الفارض إرادته -شاء الشيزوفرينيون أم أبوا- على الجميع، في الشرق الأوسط، وفي كل مكان في العالم.



تناهتِ الأصداءُ إلى سمعِهَا
فانتهى بها الأمرُ
إلى الجوى

عدلتْ عنْ قرارِهَا
فحكمتْ
بالهوى

عرفتْ قدرَ نفسِهَا
فاعترفتْ
بالأنا



تؤمن رينبو بالإصلاحات، كما يؤمن الأمريكيون بها، إيمان هو جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها، تقنن رينبو الحركات النسائية والبيئية والعمالية والطلابية والقومية في التغيير الاقتصادي الكامل للبلد، كما يقنن الأمريكيون، تقنين هو جزء لا يتجزأ من بنيتها. تمتد المملكة سلميًا باقتصاد "ثوري" في الخارج يستجيب لطموحاتها الإقليمية، وتلتفت المملكة إلى نفسها سلميًا كذلك باقتصاد "ثوري" في الداخل يستجيب لمطالبها الشعبية. من التحول التكنولوجي سيكون التحول السياسي في الخارج، وسيكون التحول الاجتماعي في الداخل، فيقوى النظام السلمي بهذين التحولين أقوى ما يكون عليه، يقوى من تحت لا من فوق، من تحت بتغيير البنية التحتية لا من فوق بتغيير البنية الفوقية، لا بالترهيب والترغيب كوسيلة من وسائل القرون الوسطى، بينما نحن والإسرائيليون نقف على أعتاب القرن الحادي والعشرين، واضطرارنا إلى دخول العصر الحديث من أبوابه الواسعة اضطرار يفرضه الزمن عليها. رينبو "للملكيين" العمل والسكن والحريات منه وفيه، لأن السلام الإسرائيلي-الفلسطيني-الأردني في الشرق الأوسط سيوفر بشكل آلي وسائل العيش الكريم للجميع، ولأن حقوق المواطنة مع التطور منه وفيه، وبالتطور المملكة هي الحريات بأتم معنى الكلمة.



تلاعبتْ بها الأهواءُ
لعنةُ اللهِ
عليها

لمْ تعدْ تعرفُ إلى مَنْ تلجأُ
ألجأتْ إلى اللهِ
أمرَهَا

ساورتْهَا أفكارٌ سوداءُ
فتحَ اللهُ
عليها



في الظروف الراهنة، تتحول رينبو إلى ضرورة لا بد منها، وتفرض نفسها كبديل لمؤسسات محلية وإقليمية ودولية تنهار أو على وشك الانهيار، تحل محل الفعل الاجتماعي، لأنها تسعى سلميًا إلى تحقيق أماني الجميع، وتحل محل الفعل السياسي، بشكل ضمني لا بشكل فعلي، فهي للنظام العالمي في بيته، لأنها تسعى اقتصاديًا إلى تحقيق اختياراته فيما يخص سن القوانين (في فرنسا يجري تعديل وتبديل القوانين كل يوم تبعًا لمستلزمات الوقت ومستجداته)، فيما يخص وضع المرأة، فيما يخص وضع الرجل، فيما يخص برامج التعليم، فيما يخص المؤسسات الدينية، فيما يخص الشفافية، فيما يخص "المملكة" (مثلما نقول الأسرلة) التي تتجاوز التعصبية والطبقية والانتمائية إلى كتل وأحزاب ومذاهب وأقليات، إلى آخره، إلى آخره، إلى آخره. تركز رينبو على الاستثمار، على الاقتصاد، كثيرًا، لكن أكثر على الثقافة، فالثقافة موتور التحول الاجتماعي. الفعل الثقافي يسبق الفعل الاجتماعي، "المملكة" لرينبو جزء من ثقافة الكون، انفتاح على ثقافات الشرق الأوسط الأخرى، اليهودية والفارسية والتركية والكردية، انفتاح على ثقافات العالم. "المملكة"، حسب هذه الرؤية، هي تبدل الإنسان، تحوله، وتحول فضائه، تبدل الفلسطيني-الأردني، تحوله، وتحول المملكة. بالفعل الثقافي يجعل الأردني-الفلسطيني لحياته معنى، يفهم نفسه، يفهم حكامه، يفهم وضعه، يفهم صنوه اليهودي، ويرقى بهويته بين الأمم. اليوم، الفعل الثقافي في الضفتين الشرقية والغربية لا يتعدى الخوف مما يسمع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومما تنقله وسائل الإعلام، فيقع فريسة "الفيك نيوز"، لجهله الثقافي. والفعل الاجتماعي، على الرغم من صدق المطالب الاجتماعية، يُسَيّره رفع أسعار البيض على هواه، فالأردني كالفلسطيني يريد أن يأكل، ثقافته ثقافة الجائع، وكما هو الأدب في وضع صحي صورة الأخلاق، الاجتماع في وضع مريض صورة الثقافة. قوس قزح "رينبو" هي الأداة "الثورية" لرد الأشياء إلى نصابها، فيعاد الحق إلى نصابه، وفي نصابه يوضع العدل. هذا هو بالضبط دور قوس قزح كدينمو من خارج المملكة وإسرائيل وأمريكا لاقتصاد المملكة وإسرائيل وأمريكا، وإلا كان الأسوأ، حسب توقع الاقتصاديين العالميين، رغم النمو في أمريكا وإسرائيل، فليس بوضع خطة للإصلاح نصلح ما لا يمكن إصلاحه على المدى البعيد وحتى على المدى القريب، الإصلاحات بنيوية تكون أو لا تكون، فهل سيكون مشروعي مفتاحًا للحلول، أم يفضل الأمريكيون والإسرائيليون الانتظار حتى يصبح عدد العاطلين عن العمل ضعف ما هو عليه خلال السنتين القادمتين؟ الفورة الترامبية تظل فورة، والنمو في تصاعده يتطلب نموًا سنويًا بنيويًا ولسنوات طويلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على أعتاب عشرينات القرن الحادي والعشرين
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 8 - 11:16 )
عشرينات سقطت سهوًا...

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟