الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكمة جدي

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2019 / 11 / 8
الادب والفن


#حكمةجدي
كان الرجل بالرغم من نحالة جسده والشيب المتناثر في رأسه وهرم سنه إلا أنه كان يتميز بفلسفة خاصه جعلت منه قاض لحاجات العباد ولحل نزاعاتهم البسيطه فضلا عن خفة ظله وروح الفكاهة التي كان يتسم بها
أذكر عنه أنه روي عن جده حين تشاجرت إحدى بناته مع زوجها وتركت منزل الزوجيه غاضبة وذهبت لمنزل أبيها جد جدي رحمهما الله
وما إن وصلت لدار أبيها حتى قوبلت بترحاب خاص في اليوم الأول الذي سرعان ما انتهى أمره في صباح اليوم الثاني حين طلبت الأم من الزوجه الهاربه من منزل الزوجيه بعض الأعمال المنزليه الشاقه في محاولة لتعلم هذه الزوجه أن منزلها التي تركته هو مملكتها وأنها بخروجها منه تصبح كالجاريه حتى لو كانت تخدم والديها
وكيف تعامل الجد الأكبر بحكمة حين طلب منه زوج ابنته الهاربه ردئ الصدع بينهما بعد أن تقابلا في المسجد عقب أداء الفريضه فدعاه الجد الأكبر لتناول العشاء معه شريطة أمرين أولهما أن يحضر العشاء بمفرده دون أن يصطحب أحدا معه والثاني أن يرتدي فوق ملابسه عباءه كالتي يرتديها أهل الباديه وحين سأله الزوج لماذا العباءه ?اجابه في سلاسه إذا كنت تريد أن تسترد زوجتك دون الدخول في أية تفاصيل نفذ ما أمرتك به
وبالفعل حضر الزوج بمفرده يرتدي عباءه فوق ملابسه الأنيقه حضر ويحدوه الأمل بأن والد زوجته قادر على ردئ الصدع وعودة المياه لمجاريها بينه وبين زوجته
بينما كان الزوج الموعود يطرق باب المنزل حتى نهض الأب والد الزوجه الهاربه يأمرها بعدم الدخول على زوجها إلا بعد أن يناديها هو وعليها أن تدخل عارية تماما كما ولدتها أمها وعليها أن تنفذ ما أمرت به ثم ذهب إلى مقابلة الزوج الذي تلقى وجبات الضيافه وتناول العشاء مع والد زوجته واشقاءها الذكور حتى سأله الأب أيهما تفضل القهوه أم الشاي ?
وقبل أن يجيب الزوج الذي كان يرتدي عباءة فاخره مزهوا بها فيتلمسها بين الحين والآخر أجاب الجد أراك تفضل القهوه وصرخ بصوت جهوري القهوه يا فلانه التي هي الزوجه الهاربه فدخلت الزوجه الهاربه تحمل القهوة بيدها وجسدها عار تماما والخجل يشعل وجنتيها فنظرت للجميع نظرة سريعه تتفحص بين أعينهم أيهم يستطع سترها فلم تجد سوى زوجها الذي يرتدي عباءه الذي ما ان شاهدها على تلك الحاله حتى خلع العباءه والقاها على جسد زوجته وهو يحتضنه ليكفر به الأعين وليستر جسدها العاري وليعلما أنهما لباس لبعض وأنهما سكنا وجسدا واحدا
كانت حكمة الأب من تعرية ابنته أنها ستخجل من أبيها واشقاؤها إن رؤها عاريه ولكن لا تخجل من زوجها فهما لباس لبعضهما
وعاد الزوجان إلى منزلهما بعد أن تعلما درسا لاينسي من حكمة جدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا