الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد وطن ام نريد حقوقنا العادلة ؟

سوزان امين
ناشطة مدنية

(Sozana Amin)

2019 / 11 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شهد الشهرين الاخيرين اعتصامات واسعة في بغداد وبقية المدن العراقية مطالبة باستقالة وحل الحكومة الطائفية وإحلال بديل آخر لايشارك فيه اي من الاحزاب الحالية التي تسلمت السلطة منذ عام 2003 وحتى اليوم . الجموع الشبابية الغاضبة خرجت للساحات في بغداد وبقية المحافظات الجنوبية مطالبة برحيل هذه الطبقة الحاكمة وحل البرلمان وهم يصرخون باعلى اصواتهم :
نريد وطن !
اي وطن تريدون؟ علم وتراب وحجارة واناشيد ثورية وشعارات زائفة ؟ أم فرص عمل للشباب ؟ جامعات ومدارس جيدة للصغار والكبار ومناهج تعليمية تقدمية وحديثة تواكب العصر ومستشفيات توفي حاجات المواطنين وخدمات ممتازة لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وشوارع آمنة ونظيفة ومساكن متاحة للجميع , امان واستقرار وماء وكهرباء لاينقطعان وضمانات وقضاء على الفقر والامية و..و...

ـ الوطن هو كرامة محفوظة ومساواة بين الرجل والمراة في الحقوق والواجبات وقضاء عادل ومستقل , هو الانسان بافضل حالاته.

ـ الوطن هو سواعدكم السمراء الشقية . يعترينا شعور رائع حين نرى النساء والرجال شيوخا وشبابا يأدون واجباتهم بشغف كبير, يعملون بكل تفانٍ واخلاص وبشكل طوعي دون كلل او ملل في ساحة التحرير منهمكين في اعمال التنظيف واعادة الحياة والالوان الى المباني والشوارع بعد ان غلب عليها اللون الرمادي الداكن المقفر . ستحتاجون ياأحبتي لأف "وطن" كي تعيدوا بناء الانسان العراقي قبل ان تعيدوا بناء الشوارع والمباني والجسور.
ـ وطنكم ليس رافدين يتنظران رحمة شتاء ماطر , بل سدود ستبنونها بجهودكم على نهري دجلة والفرات لتؤمن لكم احتياجاتكم من المياة العذبة للشرب
ـ وطنكم هي اشجارستزرعونها لتوفر لكم ولكوكبنا الازرق هواءا نقيا تشتشقه الاجيال القادمة دون قلق .
ـ وطنكم ليس علم وحجارة واعلام , بل هي اندية ثقافية وعلمية ونقابات عمالية ومهنية ستشكلونها بانفسكم من اجل ضمان شروط عمل وسلامة افضل ومن اجل ان تحفظون من خلالها حقوقكم من غدر أرباب العمل الذين يحاولون استغلالكم وشراء قوة عملكم بابخس الاثمان .

ـ الوطن ليست حروب ومعامع يموت شبابنا في ساحاتها بقرار من السلطات الحاكمة . فقد شبِعنا خداعا من الحكومات العراقية السابقة التي توالت على حكم العراق تحت اسماء مختلفة , القومية والوطنية والاشتراكية والدينية فزجوا خيرة شبابنا في حروب "الدفاع عن الوطن" بحجج مختلفة تارة تحرير فلسطين وتارة تحرير شرق البصرة وتارة تحريرها من داعش وما كانت هذه الحروب في جوهرها الا دفاعاً عن مصالح طبقة طفيلية منتفعة تعيش على مآسي الشعب العراقي لتسرق قوت أطفاله وتمتص دماء خيرة شبابه وطاقاته العلمية التي صارت وقودا لهذه الحروب الهمجية التي لم تخدم سوى بقاء الحكام المستبدين انفسهم والمستفيدين من بقاء هؤلاء الحكام في الحكم . حتى الاحزاب المعارضة ساهمت في هذه الاكذوبة على مدى عقود جعلونا نناضل من اجل "وطن حر وشعب سعيد" ضحى الكثير منّا بزهرة شبابه وحياته من اجل وهم لم يثمر عن شيء يمت بصلة لا بالحرية ولا بالسعادة الموعودة , فلا الوطن تحّرر ولا الشعب صار سعيداً رغم كل التضحيات الجسيمة .

فيا بناتي وابنائي العراقيين لاتاخذنكم حمية الاغاني الوطنية التي تتغنى بالارض والعلم و"مآثر الماضي العتيد ". لا تعيدوا تجربة اثبتت فشلها بجدارة .

فالوطن الحقيقي للامم هي قيم الحرية والمساواة والعدل والحياة الكريمة وهو توحدكم حول مطاليبكم فدافعوا عن حقكم فيها ولتعلموا جيدا ان سقوط طبقة حاكمة وفاسدة وانهاء سيطرة ايران وحدها لن تكون المنقذ الوحيد ولن تحول العراق الى جنة الخلد . فلا زال الطريق طويلا للتحرر الكامل من براثن ذلك المارد الاكبر المتمثل بالمنظومة الراسمالية العالمية التي تتحكم بمصير كل البشرية معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط شرطة يدخلون كلية مدينة نيويورك لاعتقال وتفريق المتظاهري


.. اقتحام الشرطة الأميركية جامعة كولومبيا واعتقال العشرات من ال




.. شرطة نيويورك تعتقل عددا من الطلاب المتظاهرين في جامعة كولومب


.. الشرطة في جورجيا تشتبك مع متظاهرين خرجوا ضد مشروع قانون -الع




.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطيني