الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام والمواطنة في المجتمع الفلسطيني

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 9
القضية الفلسطينية


تأثر الإعلام الفلسطيني كغيره من الإعلام في أي دولة من الدول بالواقع الذي يمثله وهو المجتمع الفلسطيني، الذي تعرض للاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وما ترتب على ذلك من تشرد الكثيرين وتوزيعهم القسري داخل فلسطين وخارجها، حتى قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 (2).
ويعد النظام السياسي الفلسطيني نظامًا مميزًا يؤثر ويتأثر بواقع المجتمع الفلسطيني متعدد التجمعات والانتماءات، وفي ضوء ذلك حددت القيادة السياسية الفلسطينية مفهومًا للإعلام على أنه استثمار كافة وسائل الإعلام والاتصال تجاه خدمة القضية الفلسطينية ودعمها على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية؛ بما يحقق توظيف الرأي العام نحو الضغط المتواصل والمنظم على القيادات الفاعلة وصناع القرار في العالم لاتحاد مواقف وقرارات تجعل من القضية الفلسطينية محورًا دائمًا لاهتمام المجتمع الدولي وتوفير الدعم للشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وقد كان لخصوصية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية التي ورثت إرثًا من القوانين والتشريعات نتيجة التباين والاختلاف في الأنظمة السياسية التي استعمرت واحتلت فلسطين، بغض النظر عن أهدافها السياسية، فهي أثرت على مختلف جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني وتشريعاته وقوانينه، وفي ظل قيام السلطة وجدت أمامها إرثا باليًا من القوانين التي خلفتها تلك الأنظمة أثرت بشكل أو بآخر على البيئة التشريعية لقوانين الإعلام.
رغم ذلك شارك الإعلام الفلسطيني بدور كبير في بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية وتجسيدها وطوَّر وسائل العمل الوطني، واعتبر مفيدًا في تعبئة الجماهير والوصول إليهم والتصدي للسياسة الاستعمارية، وقد ساعد في تعزيز قيم الوحدة والمشاركة السياسية.
وقد كان للانقسام الفلسطيني أثرًا مباشرًا في ارتفاع حدة الخطاب والصراع والاحتقان الداخلي، حيث قلبت الخلافات السياسية بين فتح وحماس أجندة الإعلام الفلسطيني، وبدأت تتراخى عن الاهتمام بالمصلحة الوطنية العليا والتحول للتركيز على الصراعات الجانبية.
لقد تأثر الواقع السياسي الفلسطيني الراهن بالانقسام؛ مما أثر على وسائل الإعلام التي تتبع الحركتين سواء فضائيات أو إذاعات أو صحف أو مواقع إلكترونية، حيث بات جزءًا من حالة المناكفة السياسية، وشكلت أداة لمزيد من إشعال الوضع الداخلي؛ مما شكل قهرًا لأصول العمل الإعلامي المهني.
كما مهد ذلك لحدوث انتهاكات واعتداءات طالت الصحفيين ومؤسسات الإعلام من باب الفعل وردة الفعل، على وسائل إعلام فتح من قبل أجهزة حماس في قطاع غزة، والتضييق على وسائل إعلام حماس في الضفة الغربية من قبل سلطة فتح؛ مما أثر على حق المواطن في التمتع بحرية الوصول والتماس الأخبار الموضوعية.
إلا أن الإعلام الحزبي، الذي يميل إلى المبالغة والإثارة والتهويل قد يفسد على الجمهور -الذي لا يفطن لذلك- رأيه وتقديره وفهمه للأمور؛ الأمر الذي يدفعه إلى إصدار أحكام غير سليمة بصدد بعض الأحداث الهامة؛ إثر هذا التضليل.
خلص هذا الفصل إلى أن قيم المواطنة ذات أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، فهي الدعامة الأساسية لبناء شخصية الفرد والجماعة.
كما أن تعزيزها يمثل إطارًا مرجعيًّا لكل الأحزاب والفصائل في المجتمع الفلسطيني، وهى الطريق الأمثل لتوحيد الإرادة المجتمعية في مواجهه سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
لذا تناول الفصل اتجاهات الفكرية والسياسية الثي أثرت على تشكيل وميول الثقافة السياسية لدى المجتمع الفلسطيني مرورًا بالعوامل التي أثرت على تصوراته وسيادة القيم عبر المحطات الفارقة في تاريخه، بالإضافة إلى خصائص المجتمع الفلسطيني وتكويناته المختلفة وأثرها على قيم المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ