الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفاء ب - حفيد امريْ القيس

بدر الدين شنن

2006 / 5 / 23
الادب والفن


كعادتنا نحن عمال الطباعة ، عندما ننجز طباعة كتاب أحببناه ، أعددنا إبريق الشاي .. وجلسنا إلى طاولة .. جوار طابعة تدور .. وقدمت لك قدحاً كبيراً مملوءاً بالشاي العقيقي اللون .. المحلى بالود والسكر .. دون أن أعتذر لك عن تلوث القدح من الخارج من كفي المدمن على ألفة الزيت المعدني والأحبار . وشربنا الشاي مثنى وثلاث حتى نفذ مافي الإبريق .. وتحدثنا عن " حفيد امريْ القيس " بشيْ من التاريخ والإعجاب والمزاح . ثم تعانقنا .. وتصافحنا بحرارة .. وتعاهدنا على موعد احتفالي آخر .. بكتاب جديد

ألم تتذكر .. ألم تتوقع ذلك .. هل نسيت .. حتى قلت أنك لم يحتفل معك ب " حفيد امريْ القيس أحد ؟

نحن لاننسى .. فعلاقتنا بالكاتب .. والشاعر .. والمؤلف .. والنصوص .. فيها شيْ من الروح .. والدفْ .. هي أكثر من مجرد عمل يؤطر الإبداع . فعندما ننضد الكلمات نقرؤها .. ولما نطبعها صفحات نتمعن فيها .. وحين نجدها خضراء .. حية .. مضيئة .. تلفتنا .. نتفاعل معها .. نحبها .. نضع لها ااوسائد في قلوبنا لترتاح وتستقر فيها .. لنستدفْ بها .. لتزودنا دائماً بالجمال والفرح . فترانا نسارع لنقل النص من مخازن الرصاص ، ونسرع بها إلى الورق الناعم الأبيض .. ومن ثم لنخرجها متناً ساحراً مأموناً بين دفتين أنيقتين ، لتخلع عنها لقبها السابق " المخطوط " لتتلقى اسمها الجديد " الكتاب " . ونتطلع إليها ككتاب .. ربما أقل من الكاتب .. لكن ليس بكثير .. على أن فيه شيْاً منا .. شيًْاً من أحاسيسنا وروحنا

هكذا بكل بساطة .. وود .. واعتزاز .. نحتفل معك يا أبا حيدر ب " حفيد امريْ القيس " ..

هكذا .. منذ البدايات .. لست وحدك .. نحن منذ البدايات معك

وبعيداً عن المطابع وعبق آلاتها ومحابرها وأوراها .. في كل مكان أنت معنا .. ونحن معك

عندما زرتنا في السجن .. عبر مجلد ضم عالمك الشعري حتى منتصف الثمانينات ، المفعم بالرؤى .. والكبرياء .. والرجاء .. تبدل المكان .. صرنا في اللامكان .. تضاءل السجان المتجبرحتى كاد أن يصير صفرا .. وأورقت القضبان الحديدية

حولت عزلتنا عن العالم إلى صومعة تأمل ورجاء وحلم . لم نعد معزولين وسط جدران غليظة متعملقة .. وقضبان حديدية مقفلة .. وحراس أغبياء قتلة

كنا نريد أن نقرأ المزيد من السطور وما بين السطور .. ونبحث عن أسباب النزول لهذه القصيدة أو تلك .. وأن نحط بهذه الصورة أو الفكرة . لكن الوقت لتداول الكتاب محدود .. فكانت القراءة تصفحاً وانتقاء .. وبقي شوقنا إلى المزيد دون ارتواء .. كانت القراءة إجمالاً قراء عين .. والشعر كما تعلم لايقرأ فقط بالعيون

ومن جاء بالمجلد أرجعه حيث كان . لكننا تمسكنا بك .. وبقيت معنا رفيقاً كاسراً للبؤس والعزلة والإكتئاب ، الذي كان السجان ماهراً .. ماكراً .. في محاولات فرضه علينا

لست وحدك .. وصاحب حفيد امريْ القيس لن يبكي ولوج الخيارات الخطأ ، مثلما بكى صاحب جده لما رأى أنهما لاحقان بقيصر ، فقيصر بات في هذا الزمان من الإنفضاح مايكفي حتى للأعمى ، أن يرى عوراته ورذائله ويدرك الوباء النتن الكامن فيه

لست وحدك .. لأن قلبك معنا .. ولأننا معك .. تعيش في قلوبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو اكثر شيء يزعج نوال الزغبي ؟??


.. -احذر من صعود المتطرفين-.. الفنان فضيل يتحدث عن الانتخابات ا




.. الفنان فضيل يغني في صباح العربية مقطعا من أحدث أغانيه -مونيك


.. مشروع فني قريب بين الفنان فضيل وديانا حداد وجيبسي كينغ




.. أغنية -عبد القادر- بصوت الفنان فضيل في صباح العربية