الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يسير النظام السياسي في العراق ؟

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2019 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بلا شك بأن المتنفذين ومن بيدهم ناصية القرار ، المتحكمين برقاب شعبنا والجاثمين على صدور الناس من 2006 م وما زالوا كذلك .
هؤلاء قد أعماهم المال ومغانم السلطة ووجاهتها ومغرياتها ، فأصبحوا لا ينظروا أبعد من أرنبة أُنوفهم ، ولا يسمعون صرخات الملايين ، وهم يشكون البؤس والظلم والجوع والحرمان على أيدي هؤلاء الفاسدون .
رغم كل تلك المناشدات والاستغاثة والصرخات المدوية والتي تصل الى عنان السماء ، رغم ذلك فهم لا يسمعون ولا يريدون أن يسمعوا ، حفاظا على سلطتهم وما هم عليه من نعيم ، ولا يهم إن مات كل الشعب !.. المهم أن يكونوا هم بخير .
أقول للنظام السياسي والقوى المستفيدة من المحاصصة والفساد وغياب الدولة !.. سوف لن تحصدوا من سلوككم المدمر غير الخذلان والندم !..
ولن تفلحوا في مسعاكم البقاء على رأس السلطة ، مهما حكتم في الغرف المظلمة من خطط ومشاريع لإنهاء وتصفية الانتفاضة ورموزها وقادتها ، مهما امتلكتم من قوة ، ومهما حصلتم من دعم ومساندة من إيران ومن يسير في ركب السياسة الإيرانية ، هذه السياسة المدمرة لحاضر العراق ومستقبله ومستقبل شعبه .
إن تبعية وولاء أغلب قوى وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي لإيران معروفة ولا تحتاج الى أدلة وبراهين ، والتدخل الإيراني في العراق تدخلا سافرا ، وكأن العراق ضيعة تابعة لإيران ، بالرغم من رفض قواعد وجماهير أحزاب الإسلام السياسي ، التي كانت تدين بالولاء لهذه الأحزاب الطائفية الفاسدة .
الانتفاضة الي بدأت شرارتها يوم 1/10/2019 م كشفت حقيقة موقف الملايين من هذا النظام ومن الأحزاب الحاكمة ومن طبقة اللصوص الحاكمة .
كانت انتفاضة الشعب في الوسط والجنوب ، استفتاء شعبي على رفض للنظام القائم برمته ، وطرحوا شعار لا لهذا النظام الفاسد ، نريد وطن نعيش فيه بأمن ورخاء وسلام ، نتمتع بخيراته ونشارك في بنائه ، نريده مستقلا من دون تدخلات وإملاءات ووصاية أجنبية ، كما هو العراق فاقد لاستقلاله منذ عقد ونصف .
الملايين خرجت في عدد من محافظات الوسط والجنوب ، في اليوم الأول من أُكتوبر المجيد ، وما زالت معتصمة في سوح التحرير والاعتصام والتظاهر حتى اليوم .
ما يميز هذه التظاهرات ليس فقط طابعها السلمي ، وإنما كانت عابرة للطوائف والقوميات والمناطق ، كانت وطنية وتهتف للعراق وحبهم للعراق ، والعلم العراقي كان الأسمى ، ترفعه هامات الشباب والشابات ، ومرسوم على خدود الصبية والصبايا ، وتصدح الخناجر بالتغني بالوطن وحبهم له ، واستعدادهم للتضحية في سبيله بالنفس والنفيس ، يريدوه سعيدا مستقلا عزيز ،
هتف هؤلاء الثائرين ومنذ أربعين يوما !...
ارحلوا أيه الفاسدون ، نريد وطنا نظيفا ، خال من الفساد ومن الطائفية والمحاصصة ومن الميليشيات والسلاح المنفلت ، نريد تحقيق العدالة والمساواة وتوفير حياة أمنة وعيش كريم ، وهذه من أبسط شروط المواطنة ومن حقوق المواطن على ( الدولة ! ) تحقيقها !!..
لم تستطيعوا أيه اللصوص الفاسدون ، لم تستطيعوا تحقيقها وليس لكم الرغبة في ذلك .
كل ما يتم تسويقه لا يعدوا كونه ، كذب ورياء ونفاق وتظليل وتسويف .
هذه الملايين تهتف بسقوط ورحيل النظام السياسي وأحزابه والميليشيات التابعة لهذه الأحزاب ، تطالبهم التنحي ومغادرة السلطة والى الأبد .
هو استفتاء بعدم شرعيتكم ، ورفض تسلطكم وفسادكم ، احملوا حقائبكم وغادروا العملية السياسية وإلى الأبد ، لا مكان لكم في عراق اليوم .
قدمت هذه الصفوة من الثائرين الفتية والفتيات الكريمة الشجاعة الواعية والمتبصرة بما تريد وماذا تريد .
قدم هؤلاء الثائرون أكثر من 300 شهيد ، بالرغم أن العدد أكثر من ذلك بكثير ، وأكثر من 20000 ألف جريح ومصاب ، وأعداد كبيرة من المعتقلين ، وعدد من المغيبين والمختطفين ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر [ الناشطة صبا المهداوي وقد مر أسبوع على اختطافها وما زال مصيرها مجهولا ، وهو أمر يدعوا الى القلق الشديد على مصيرها ، وقبل ثلاثة أيام تم اختطاف الناشد المدني على هاشم ولم يطلق سراحه حتى الساعة ، ونجهل مصيره حتى الأن ، وهناك أعداد أخرى لم تحضرني أسمائهم ، وما زال جميع هؤلاء مجهولا ، والحكومة لم تكلف نفسها وتخرج علينا وتخبرنا عن مجريات التحقيق لنطمئن وأهليهم وأحبتهم على مصيرهم .
رغم كل تلك التضحيات الجسام وما قدمته هذه الجموع الكريمة في سبيل الوطن والمواطن ، هناك من يحاول تسويف نضال وتضحيات هذه الملايين ، ونوايا الالتفاف حاضرة في أذهان هؤلاء الفاسدون ، وما يمارسه النظام السياسي المتنفذ والمستفيد من الإبقاء على هذا النظام المتخلف والجاهل ، يحاول اجراء بعض الترقيع الذي لا يمس جوهر النظام والعملية السياسية والفاسدين ، القائم على المحاصصة ، ويحاولون تحسين وجهه القبيح ، بعملية تجميل وتحسين صورته عند الرأي العام العراقي والدولي وعلى طريقة سانت ليغو .
كما هو معروف فإن الحمقى والمتجبرين والفاسدين ، تستهويهم السلطة ومكاسبها ويستهويهم الكرسي وما يعود عليهم جراء ذلك !..
هذا الكرسي لن يتركهم يهنؤون بميزاته حتى يأتي عليهم ، ويفقدوا حياتهم وحياة عوائلهم ومن هو في دائرتهم ، نتيجة جشع وسرقاتهم التي أصبحت كما الشمس في ظهيرة تموز في عراقنا ، وما ارتكبوه من جرائم !..
ولا ينفع معهم النصح إن نصحتهم ، هكذا هم المتجبرون والمتسلطون وحمقى السياسة ومفسديها ، حتى يصلوا الى نهاية لا ينفع حينها ندمهم وأسفهم .
كما بينت بأن هناك ما يحاك خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة ، عن اتفاق بين أعلب الكتل الشيعية ربما باستثناء كتلة النصر ، في نيتهم إعادة إنتاج [ التحالف الشيعي الطائفي ! ) بمباركة وتأييد الكتل السنية والتحالف الكردستاني ، وبالتأكيد لهذا التأييد والمباركة ثمن ، على التحالف الشيعي أن يدفعه للأطراف السنية والكردية ، والثمن معروف ومفهوم !..
هو حصولهم على الامتيازات من خريطة النظام ( السياسي الجديد ! ) !..
ربما سائل يسأل .. هذه الفاتورة من الذي سيدفعها ؟..
الجواب ومن دون تردد :
ستدفعها الانتفاضة والمنتفضين ودماء وأرواح الضحايا ، في محاولة لإعادة العربة الى الخلف ، وتأجيل عملية التغيير وقيام نظام جديد قديم وعلى نفس القواعد القديمة ، وبتحسينات خارجية ، متى ما كان ذلك ممكننا ، هذا ما يدور خلف الكواليس !..
أقولها مخلصا وصادقا لهؤلاء ، وللشعب والوطن ، ولمسيرة عملية التغيير ، التي يجب أن تسير الى الأمام ، وبما يخدم ويطور هذا الوطن الذي مزقته الحروب والطائفية السياسية والمحاصصة والفساد بكل أشكاله ، وتغييب للدولة وقيام بديل عنها دويلات طائفية وعرقية وحزبية وعلى أساس المنطقة والعشيرة !..
أقول للجميع ، وعلى وجه الخصوص [ للساسة المحسوبين على الطائفة السنية ، ولمن يدعي تمثيله للأكراد من أحزاب ومنظمات وجمعيات ! ] ..
أقول لهؤلاء إن حلفكم وتحالفكم المزمع الدخول فيه ، الغير مقدس المزمع عقده مع الإسلام السياسي الشيعي وتأييدكم وما ينون فعله ، بدفع وتخطيط ومباركة وتأييد من قبل ولاية الفقيه والنظام القائم في جمهورية إيران الإسلامية .
لن يعود عليكم إلا بالويل والثبور ، وستخسرون كل شيء !!..
أقول كل شيء ، ستخسرون انتمائكم الوطني للعراق ، وتخسرون ثقة من تعتقدون بأنكم تمثلونهم من قواعدكم وجماهيركم ، ناهيك عن كونه خيانة للوطن ولشعبكم وللضمير وللأخلاق والقيم ، وستلاحقكم اللعنة على امتداد التأريخ .
أنتم تعلمون بقانون الحياة عادل ومنصف ، وأخر المطاف لن يصح إلا الصحيح ، وستعاود عجلة الحياة مسيرتها ولن تتوقف في سيرها لخلق التغيير المنشود ، عاجلا كان ذلك أم أجلا .
ثورة شعبنا ستستمر مهما حاولتم إيقاف مسيرتها أو تأخير حركتها ، ولكنها ستنتصر لا محال ، إن لم يكن اليوم فغدا !.. وإن غدا لناظره قريب .
المجد كل المجد لشهداء ثورة تشرين المجيدة ولهم الذكر الطيب والخلود الأبدي .
كل الأماني الطيبة بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين ، ويعودوا لأهلهم ومحبيهم وهم يرفلون بثوب العافية ، ويعاودوا ثانية الانضمام الى شبيبة وفتياتنا ثورة الشعب المظفرة الباسلة .
نرفع القبعات ونقف نحي ، هذه الكواكب المتلألئة المنيرة التي تصنع المجد والبطولة في كل محافظات العراق المنتفضة ، وتنحني الهامات لهذه اللبوات والاشبال الذين يتسمرون في سوح الشرف والاباء لرسم معالم مستقبل زاهر سعيد .
يا جماهير شعبنا الأبي ، دعم الثائرين بكل ما نستطيع ، لشرف وواجب وحق على كل عراقي وعراقية .
على الجميع أن لا يتخلفوا عن المشاركة الفاعلة والنزول الى سوح التظاهر ، دعمكم ومشاركتكم شرط لتحقيق أهداف هذه الثورة العظيمة .
العار والخزي والموت يلاحق من أصدر أوامر القتل بشكل مباشر وغير مباشر ، ومن أفتى وحرض على عمليات القتل والترهيب والاعتقال والخطف والتغييب .
نطالب بإحالة المجرمين القتلة الى القضاء والكشف عن هوياتهم ، ومن أصدر تلك الأوامر ، وتحميل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مسؤولية ما جرى وما سيجري بحق الأبرياء السلميين ، ونطالب بإحالتهم الى محكمة الجرائم ضد الإنسانية في لاهاي كمجرمي حرب .
النصر حليف شعبنا وثورته المظفرة الباسلة ولجنودها وقادتها الأوفياء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصور المفبركة.. سلاح جديد في حرب الإعلام بين حزب الله وإسرا


.. الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل حسن نصر الله وقياديين آخرين في حز




.. اللبنانيون ينصبون خياما وسط بيروت هربا من قصف إسرائيلي مكثف


.. هل شاركت الولايات المتحدة في العملية الإسرائيلية ببيروت؟ وزي




.. عاجل | رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف كيف تم اتخاذ قرار اغتيال