الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة تشرين وتبعاتها

سعود معن نجم

2019 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن بدأت انتفاضة تشرين العراقية، الانتفاضة ضد الأحزاب العميلة، الأحزاب التي نخرت العراق ودمرت بناه التحتية منذ توليها السلطة ، إذ لم يتم اعمار شي جديد في البلاد بل تجديد في بعض البنى التحتية وكلها صفقات يشوبها الفساد إلا ما رحم ربي ، بالإضافة إلى البطالة ونسبة الفقر المدقع التي وصلت إلى حدود ٧٠ % من الشعب العراقي تحت خط الفقر، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لذلك كان لزاما على أبناء الشعب الثورة على سرطان الطائفية والعمالة واستئصاله شر استئصال ليعود العراق إلى سابق عهده غنيا بثرواته وأبناء شعبه ولكن لكل ثورة دماءها الزكية التي يجب أن تسيل لتغسل القذارة التي غطت العراق ودفنته بالديون والفقر إلى حد لا يحتمل، فها هي عربات التكتك التي أصبحت رمزا من رموز الثورة، والمخيمات الطبية التي نصبت في ساحة التحرير التي تقدم الإسعافات الأولية والضرورية للجرحى، ورغم الاحتجاجات التي حدثت سابقا إلا أن هذه الاحتجاجات هي جديدة في عهدها ، والأكثر عنفا على حد سواء، وان الطبقة الفاسدة في المنطقة الخضراء اغلبها غادرت اما خارج العراق أو إلى إقليم كردستان خوفا من حدوث شي طارئ لا يستطيعون تداركه، ومن الجدير بالذكر أن يقال بان بعضا من أرصدة هؤلاء الفاسدين تم تحويلها إلى جهات معروفة خارج بغداد، وان هنالك بعض عمليات التتخريب من قبل جهات مسلحة تحاول ان تحرف مسار المظاهرات إلى غير منحني والذي ان حدث لا سامح الله فستكون النتيجة لا يحمد عقباها، وتسري الشائعات حول محاولة أو اقتراب احد الصنوف المسلحة المجهولة من البنك المركزي قبل أيام ولا أحد يعلم ما ان كانت النية والقضية تتحمل أوجه عديدة.
ولما كان رئيس وزراءنا الموقر الذي يخرج ويخطب الخطابات التي خطت مسبقا، ليقراها امام الملأ والتي كانت خالية من الحس الوطني والاحساس بالمسؤولية، وان التشابه بينه وبين خطاب الحريري لهو شي يدعو للريبة والشك، لا بل باليقين عن ما يجري وراء الأفق ، ولا ننسى بعض الإمعات الذين كانوا ولا زالوا يحاولون دفن الهوية العراقية بتقديم ولاء الطاعة للغريب والخيانة للوطن، والذين يحرضون على قتل الناس وقطاف رؤوسهم كما يقولون وهي مقولة الحجاج وهي مقولة لا تتناسب مع اتجاهه الأيديولوجي وهذا يدل على تعدد الوجوه النفاق بنفس الوقت، فعلينا أن نشهر بهؤلاء وننقل حقائقهم للعلن، وعلى الرغم من انهم بالاسم عراقيين الا ان منبتهم فاسد و لا تخلو الزهرة من الأشواك التي تحتاج إلى القلع بين الحين والآخر.

ان نتائج الاحتجاجات والمظاهرات بدأت تحذو حذوها ولكن بعد فوات الأوان، فلقد سقط الشهداء ووصل إلى عدد كبير وان مفوضية حقوق الإنسان والأمم المتحدة تقف متفرجة وتنتظر الأمر من العم سام ليسمح لها بالإعراب عن قلقها فقط وهذا هو عملها ، ولا يخرج صوتها الا في بعض القضايا التي يستفيد من العم سام كما رأينا في قصة الكعك الأصفر عام ٢٠٠٢ والتي تمخضت في الحرب العراقية الأخيرة وإحتلاله.
استعادة العراق في هذه الظروف صعبة جدا يلزمها حراك قوي وسياسيين وطنيين ، وان العنصر الثاني هو نادر جدا ان لم يكن معدوما البتة فإن الحملات التي شنت على الشخصيات العراقية منذ عام ٢٠٠٣ والتي كانت ممنهجة والتي بنفس الوقت كان ضمن جدول زمني طويل نرى نتيجتها الان ، إذ يفتقر العراق إلى الشخصيات السياسة المخضرمة ، وان شخصيات كثيرة فضلت الاغتراب والخروج من العراق على ان لا تقع بايدي القتل وهذا ما حدث فعلا .
ان ما يحدث في العراق الان لهو مفترق طرق، فإما أن تنجح الحركة العراقية وهذا ما نتمتاه نحن كعراقيين لتستعيد هويتنا المسلوبة، أو تفشل لا سامح الله، ولكن ليس كعراق موحد فلكل شي ثمنه ولكل ضريبة مستحقها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو