الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك لبنان؛ الى أين ؟؟

عساسي عبدالحميد

2019 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اللبنانيون في حراكهم يطالبون بإسقاط النظام ؛ و رحيل كل رموزه ومحاسبة كل مسؤول يثبت تورطه في الفساد مهما علا شأنه وكبرت مرتبته ؛ و أبرز شعار في حراك لبنان اليوم هو كلن يعني كلن هذا فضلا عن بروفات الدبكة و الرقص الشرقي الذي تقوم به تيتيزات لبنان والذي آثار اعجاب الكثيرين؛ ووصفوا الحراك بحفل فني جدير بالمشاهدة .
.
كلن يعني كلن ؛صحيح انه من يرى نبيه بري و هو يقبع في منصب رئاسة البرلمان لما يقارب ثلاثين سنة وقبلها تقلد النبيه مناصب وزارية بالدولة يحق له أن يحتج و يتسائل و يطالب بتكافؤ الفرص و المحاسبة والتوزيع العادل للثروة مهما كانت قيمة هذه الثروة .
.
وما ينطبق على نبيه بري ينطبق على رؤساء ووزراء و برلمانيون و موظفون سامون قاموا بتوريث المناصب لأنجالهم كعائلة آل الجميل و فرنجية ؛ و ثعبان المختارة وليد جنبلاط الذي حول حزب والده كمال جنبلاط الى رسم عقاري في ملكية العائلة؛ و هو يعمل اليوم على تسويق ابنه تيمور جنبلاط داخليا وعربيا لخلافته سواء كنائب برلماني أو مشروع زعيم درزي ليركن هو في ضيعة المختارة يعاقر الخمرة المعتقة و يلاعب كلبته الجديدة ليندا .
.
ولا ننسى آل الحريري الذي ورثوا عن كبيرهم رفيق الحريري المناصب و الجاه والمال وكذلك عادة تقبيل ايادي ملوك السعودية في زياراتهم الرسمية وغير الرسمية للسعودية ؛ والمعروف عن رفيق الحريري أنه قد تخلى عن زوجته العراقية نضال البستاني الصارخة الجمال لصالح ملك السعوية السابق فهد بن عبدالعزيز آل سعود ؛ و لا أحد يعرف مصيرها الآن .
.
لدي سؤال برئ؛ ماذا لو رحل كل هؤلاء وتم الزج بهم في سجن وزارة الدفاع ؛ وتم الحكم عليهم باحكام تتراوح بين المحدد والمؤبد والاعدام ؛ و قمنا بتشكيل حكومة من الأتقياء الورعين الأكفاء الذي سيشتغلون بالمجان وطيلة 20 ساعة على 24 ساعة لخدمة المواطن ؛ هل سيستقيم الحال ويتحسن الوضع المعيشي للبنانيين ؟؟
.
ربما سيكون الوضع أسوء و سيندم من يرقص اليوم بساحة الشهداء ببيروت أو النور بطرابلس على أيام الحريري و نبيه بري وجبران باسيل .
.
حكومة النزهاء لن تكفي ؛ و حالة لبنان تتطلب أيضا مواطنا صبورا مستعدا لتحمل إجراءات حكومية موجعة وقاسية؛ و عليه أن يتحملها بصبر؛ لأن لبنان ليس له موارد كالكويت وقطر؛ فتحويلات المغتربين بالمهجر لم تعد تكفي ؛ و السياحة تعرف ركوضا فضيعا؛ و قطاع الفلاحة غير مهيكل و لا يرقى للتنافسية لغزو السوق الخارجية لجلب العملة الصعبة ؛ فعلى المواطن أن يتحمل الزيادات في الضرائب و إصلاح صناديق التقاعد و رفع دعم الدولة على السلع الرئيسية ؛ و عقلنة المصاريف ؛

يعني على المواطن أن يتعذب لمدة قد تتراوح ما بين أربعين سنة الى خمسين حتى تتنفس الأجيال القادمة و بموازاة مع هذا على لحكومة الجديدة وضع برامج لأوراش تنموية عملاقة يكون فيها المواطن في صلب التنمية و أن تربط المسؤولية بالمحاسبة .
.
على المواطن اللبناني التحلي بالصبر بل الكثير من الصير ؛ و اسقاط النظام وحده لن يكفي ؛لأن ما يعيشه اللبناني اليوم من ضائقة ومعانات هو نتاج سياسات مترسبة منذ الاستقلال الشكلي الي يومنا هذا ؛ عند الاستقلال سنة 1944 كان عدد اللبنانيين مليون نسمة ؛ وكل الحكومات المتعاقبة لم تضع برامج و استراتيجيات تدرس احتياجات اللبنانيين في التعليم والصحة و التغذية لعشرين و ثلاثين سنة . الصين مثلا تضع مخططها الاستراتيجي لخمسين سنة .
.
في ستينيات القرن الماضي كان دخل الفرد في لبنان يعد ثاني أعلى دخل بالمنطقة بعد الكويت ؛ وكان ناذل بالمقهى أو سائق سيارة أجرة يوفر العيش الكريم من مستلزمات التمدرس و التطبيب و التغذية والترفيه لأبنائه؛ اليوم عدد اللبنانيين ستة ملايين ....و ازدياد السكان لم يواكبه ازدياد المشاريع التنموية بل رافقه ارتفاع مخيف في المديونية قيمتها 80 مليار دولار وهو ما يهدد لبنان بالافلاس ما لم يبادر مشايخ نفطستان على انقاذ الوضع بحقن البنك المركزي بالسيولة بعد ضوء أخضر بطبيعة الحال من الخليفة دونلد ترامب وهذا مستبعد ؛ فمن الطبيعي أنه سيأتي اليوم الذي سيطالب فيه اللبناني بحقه في الرغيف و التعليم والصحة و الترفيه كذلك .
.
منذ رئيس لبنان الأول بشارة الخوري لم تكن هناك مشاريع لصناعة الثروة؛ وصناعة الثروة تكون عبر جلب الاستثمارات الخارجية لـتأهيل قطاع السياحة و الفلاحة و التعدين ..كان المسؤول اللبناني الذي يتقلد منصبه وفق المحاصصة والطائفية يقضي معظم وقته في مكتبه المريح في تدخين السيجارة وشرب القهوة ومغازلة التيتيزات و يتقاضى أجره من جيب و عرق المواطن ؛ لم تكن يخطر بباله شيئ اسمه مشروع صناعة الثروة لتلبية احتياجات الأجيال الصاعدة بقدر ما كان يهمه تجنيس أبنائه بجنسات امريكية وأوربية .
.
صحيح أن حكومة جادة ونزيهة ضرورية ؛ لكن هذا لن يكفي؛ على اللبنانيين التحمل و الصبر لأن لبنان موارده محدودة ؛ و أهم شيء لكي نلبي حاجيات الأجيال الصاعدة حتى لا تنتفض هو إتقان صناعة الثروة و دعامة هذا المشروع الرئيسية هو العنصر البشري.
.
لكن ثقوا أنه اذا ما تم عزل و سجن كل المسؤولين وتم تنظيم انتخابات برلمانية نزيهة تحت مراقبة دولية لفرز حكومة و رئيس حكومة؛ وتم تنظيم انتخابات رئاسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية ...فان رئيس الدولة سيكون شيعيا و رئيس الحكومة شيعيا أيضا و نصف الوزراء شيعة ؛ و ربما سيكون للموارنة حقيبتين أو ثلاثة على أكثر تقدير .نان
.
في الأخير لدي ملاحظة شخصية عن بعض الشعارات التي رفعتها تيتيزات كاسيات عاريات مدمنات على الايس كريم و مطاعم المكدونالدز و مستشفيات التجميل لتغليظ الشفاه و تسمين الأثداء و حقن البوطوكس ؛ بخصوص حزب الله ومعهم بعض شباب مدمن على تغيير التسريحات و حريص على تصفيف حواجبه ؛ ومن باب الحيادية أقول أنه لولا حزب الله الذي قدم شهداء على الحدود اللبنانية السورية وفي العمق السوري لكانت مسيحيات و درزيات لبنان في فراش مقاتلي داعش ينتقلن من فراش الى فراش ليتذوق عسيلتهن جنود داعش ؛ و لكانت كنائس و أديرة لبنان قد تم تفجيرها بالديناميت ؛ ولكان أولائك الذكور ذبائح يتقرب بها لعقة الدماء لإله صحراء الملح الأعور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة