الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لينين حكيماً

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2019 / 11 / 10
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يخبرنا شيخنا الجليل عبدالقادر الجيلاني المتوفي في بغداد عام 561 من الهجرة أن وظيفة الحكيم هي خدمة الخلق المتعبين، و إيجاد الراحة لهم, وهذا يكون بتوفير الطعام للجياع وأهل السبيل, ليخرجوا من ذل الحاجة. وكان يقول فيما ورد عنه في كتاب قلائد الجواهر:

فتشت الأعمال كلها فلم أجد أفضل من إطعام الجياع. أودُّ لو كانت الدنيا في يدي لأطعمها للجياع.

إن وجود الجياع هو بحد ذاته توبيخ من الله للأغنياء المترفين الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل راحة الخلق وراحتهم. وما تزال الدنيا تدور بعيدة عن ملك الجياع. ولما حاول بلاشفة روسيا بقيادة حكيمهم لينين قلب الدنيا لصالح الجياع نزلت عليهم نازلة من بينهم. وما يزال الجياع في الانتظار. مع أن لينين وعدهم في مقال خطير منشور في جريدة البرافدا في العدد 251 تاريخ السابع من تشرين الثاني سنة 1921 تحت عنوان حول أهمية الذهب:

حين ننتصر في النطاق العالمي، سنصنع من الذهب، كما أعتقد، مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم، وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان.

حلمان في قول لينين:

حلم انتصار الجياع، وحلم التخلي عن الملكية؛ وجعلها مشاعاً بين الناس. ولينين في حياته تحول إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجلهم. وهذه من نوادر التاريخ، إذ المعتاد أن يُهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه. لقد اختار لينين أن يجوع مع الجائعين. لو عاش بضعة أعوام أخرى لاقترب من تحقيق حلمه في مجتمع لا مالك فيه ولا محروم ولا قامع ولا مقموع، مجتمع مشاعي كما تبلور في وجدانه. وهؤلاء الأبدال، كما يسميهم الراحل هادي العلوي البغدادي، حاولوا عمارة الأرض بالعدل، فما أفلحوا. وكان ما كان مما لست أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصية بليخانوف
منير كريم ( 2019 / 11 / 11 - 07:46 )
تحية للاستاذ عبد الرزاق
اذا اردت ان تعرف لينين جيدا فعليك ان تقرأ وصية بليخانوف وهو استاذ لينين
متوفرة في النت
شكرا لك
شكرا للحوار المتمدن


2 - صديقي العزيز منير كريم
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 11 / 11 - 08:47 )
قرأت ما نشر على أنه -أفكار بليخانوف الأخيرة- في مجلة النهج التي كانت تصدر عن مركز الأبحاث الاشتراكية في العالم العربي وكان ذلك في نهاية تسعينيات القرن العشرين وقالت مجلة النهج يومها -إذ تنشر هذه الوثيقة لا تستطيع أن تؤكد أو تنفي مصداقية مرجعيتها-
قرأتُ طبعاً ما كتبه بليخانوف عن لينين في تلك الوثيقة...نعم كان لينين كما وصفه بليخانوف وهذا لا يُعيب لينين ولا بليخانوف
العزيز منير كريم
تقييم الشخصيات التاريخية التي كانت لها اسهامات واضحة في التاريخ المعاصر أو القديم تحتاج منا إلى الكثير من الموضوعية وتجنب الأهواء وهذا الأمر لا يتوفر عند الكثير ممن درس هذه الشخصيات بل حتى يختلفون في الشخصيات المعاصرة التي عاشت وتعيش معنا ما تزال.
هل تستطيع أنت مثلاً تقييم شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟
الأمر في غالية الصعوبة
اسأل الباحث الكردي مثلاً سيختلف تقيمه طبقاً لهواه...والأمر كذلك عند الكثير.
أما عن لينين فقد قرأته وأعرفه جيداً لذلك قلت بأنه حكيم.
شكري وتقديري


3 - معايير موضوعية
منير كريم ( 2019 / 11 / 11 - 14:42 )
عزيزي الاستاذ عبد الرزاق
هناك معايير موضوعية لتقييم الشخصية السياسية في العصر الحديث واهم هذه المعايير
اولا الحرية
ثانيا الانسانية
ثالثا العلمية
وبذلك نقيم لينين وستالين وتروتسكي والخميني وهتلر وغيرهم
كما نستطيع ان نقيم الافكار وفق هذه المعايير كذلك
شكرا لك ودمت بخير


4 - لينين قبر الماركسية
طلال السوري ( 2019 / 11 / 11 - 16:43 )
تمنى ماركس تطبيق الماركسية في احد الدول المتقدمة صناعيا في بريطانيا او المانيا

تطبيق لينين للماركسية في بلد متخلف صناعيا مثل روسيا التي لم تصل الى مرحلة الاقطاع الزراعي في ذلك الوقت ساعد في
قبر الماركسية

والنتائح تتحدث عن نفسها


5 - الصديق طلال السوري
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 11 / 11 - 17:22 )
أعتقد أن مسألة أن روسيا كانت بلداً متخلفاً صناعياً وأن العلاقات الزراعية فيها -ما قبل اقطاعية- تحتاج إلى تدقيق وبحث
وأعتقد أننا كسوريين لا نصلح لهذا العمل
لا نستطيع التسليم بذلك دون دراسة لأن الجديد دائماً ما يشوه القديم من أجل مصلحته وهذه من طبيعة الأمور.
ما أظهرته المؤلفات الضخمة للمفكرين الروس ومن ثمَّ الكاتب الكبار، بوشكين، تورغنيف، ليرمانتوف، دوستويفسكي، تولستوي، تشيخوف، وغيرهم أيام القيصرية والتي صورت بأمانة واقع حياة الشعب الروسي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً أن روسيا لم تكن متخلفة صناعياً كما يُفهم من هذه الكلمة.
ما هو التخلف الصناعي؟
سورية في الخمسينات كانت متقدمة صناعياً أكثر بكثير من اليوم...فكر في ذلك.
وفي اعتقدي الماركسية فلسفة وليست قوانين اقتصادية
حاول لينين ولم ينجح مات سريعاً
والواقع أشياء عنيدة كم تعلم...تحياتي وتقديري.

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف


.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا




.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟


.. اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي في فر




.. آراء بعض المتظاهرين ضد اليمين المتطرف في باريس