الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات العربية صحوة ضمير وحسابات مؤجلة

عماد جبار

2019 / 11 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


يحتدم الصراع في الدول العربية بين موجات احتجاج ومطالبات بالتغيير بالتزامن  مع  معارك ضارية وتدخلات إقليمية واسعة ومناورات سياسية بين تحالفات وصداقات عميقة تتحول إلى صراعات واختلافات ومطالبات بالابتعاد حتى توشك الحرب أن تقرع جميع الأبواب فلا ينجو أحد من نارها في المنطقة العربية التي أصبحت منذ سقوط بغداد عام 2003 على يد التحالف الدولي بقيادة واشطن ساحة الصراع الأبرز التي تريد كل القوى العالمية أن تجد لها موطأ قدم فيها لاسيما الولايات المتحدة راعية الحرب  الأمر الذي دفع بإسرائيل لفتح جبهات مخفية لزعزعة المنطقة ككل فالصراع المستمر في المنطقة يخدمها بالدرجة الأساس لتأمن شر العرب  .

الا ان مالم يكن بالحسبان ايجاد روابط الصلة بين تلك الدول المنهارة امنيا بواسطة المحور الولائي الذي تقوده إيران التي استغلت هي الأخرى حالة التدهور في البلدان العربية لتدرء الخطر عن أراضيها وتحقيق حلمها القديم باستعادة إمبراطورية بلاد فارس بشكلها الجديد الذي يتماشى مع العصر الحديث  اوجدت لها موطأ قدم في كل مكان عازفة على وتر الانقسامات لتقدم لأمريكا خدمة العمر بإيجاد مسببات البقاء والحرب الأمر الذي دعى الأخيرة لفرض الاتوات على بلدان الخليج التي تحاول بكل الوسائل السيطرة على المد الإيراني في المنطقة
فبعد أن شارفت مسرحية داعش على الانتهاء المحور الولائي أصبح على خط المواجهة مع إسرائيل والمد الإيراني تغلغل في كل البلدان التي لها عداوات مسبقة مع إسرائيل
الأمر الذي اضطر  المحور الأمريكي المدعوم من الخليج للتهديد بإعلان الحرب على إيران واستقدام اساطيلها الحربية لمنطقة الخليج العربي ولأن الحرب هذه ستكلف امريكا الكثير واحتمالية النجاح فيها ضعيفة نسبيا مقارنة بقوة إيران الصاروخية التي لها إمكانية الوصول للبارجات الحربية وبلدان الخليج ناهيك عن إسرائيل بالإضافة إلى استغلال سيطرتها المطلقة على مضيق هرمز الذي يعد بوابة العالم النفطية فالأمر يضر مصالح جميع الدول الكبرى مادمت مفاتيح الطاقة بيد إيران الأمر الذي دعى السيد ترامب لإعادة التفكير الف مرة قبل أن يقدم على هذه الخطوة فاوجدت الحل الامثل للحد من المد الإيراني  بواسطة شعوب المنطقة فالملاحظ الحذق  يدرك جيدا أن الثورة في العراق ولبنان تحركها ذات الاصابع الخفية فالمطالب والتوقيتات واحدة تزامنت مع انسحاب القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا التي تشهد صدامات بين تركيا وقوات كردية ولعل التدخل التركي هو ايضا جزء من هذا الصراع
وانا هنا لست اتهم الشعوب بالعمالة والاندساس كما تصرح الحكومات كما اني استبعد أن يكون الجيل الجديد القادم من لعبة " الببجي " كما يقول عنه العراقيون الجيل الذي ينتظرون وأنه سيخلصهم لكن احتقان هذه الشعوب واتباع سياسات افقرت المجتمع وزعزعة روح المواطنة فيه وزرعت بداخله مسميات طائفية وعنصرية حتى أصبح شعارهم "نريد وطن " جعلت هذه الشعوب جاهزة للثورة في أي لحظة ماجعلهم يثورون مع اول شرارة أطلقتها امريكا لسببين هما إدراكهم حجم المد الإيراني الذي تجاوز حدود المنطق ودفع الحرب عن بلدانهم بالخصوص بعد أن عززت إسرائيل هذا الهاجس بضربها معسكرات الحشد الشعبي في العراق ردا على ضربات مجهولة وجهت لمؤسسة أرامكو النفطية في المملكة السعودية ناهيك عن الأسباب السياسية والاقتصادية المعروفة للجميع .
واليوم بعد أن أدركت الشعوب مايدور من حولها من مخططات عالمية حري بالحكومات تدارك الأمر وتحقيق العدالة لشعوبهم فرغبة أمريكا وإسرائيل تكمن في تحجيم دور إيران في المنطقة وليست الحرب وهذه فرصة مناسبة جدا لتجد فيها الحكومات  العربية فسحة لاستعادة الوجه الابيض أمام شعوبها الناقمة من السياسات والوضع العام وهم بذلك يكسبون الشعوب ويتجنبون الحرب بالنيابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله