الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولات تشويه الحراك الثوري في الشارع اللبناني وشعار - كلن يعني كلن -....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 11 / 11
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


الحراك الثوري والمطلبي في الشارع اللبناني الذي إعتقد البعض ظلماً بأنه موجه فقط من الخارج, قد بدأت نتائجه في الظهور مع فتح التحقيق بالكثير من ملفات ورموز الفساد الرئيسية وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق فواد السنيورة ورئيس دائرة الجمارك في مرفأ بيروت وغيرهم, ومن قبلهم رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي والدور حكماً سيطال جميع لصوص الطبقة السياسية الفاسدة من عملاء الغرب والسعودية ومشيخات الخليج الذين يحتمون بالنظام الطائفي سواء كانوا من أوساط الحكومات والمجالس النيابية الحالية والسابقة أو من بعض أوساط القضاء كمدعي عام التمييز والمُدعين العامين .... وبالرغم من التراجع النسبي في أعداد المتظاهرين في مُختلف المناطق ... ولكن كل الدلائل تُشير وبعيداً عن العنف والشوائب التي إعترضت سابقاً هذا الحراك الشعبي بأنه لا يزال واعي وصارم بمجمله ويتحرك بحزم ودون عنف تجاه بؤر الفساد الرئيسية في المرافق العامة, كمرفأ بيروت وقصر العدل ووزارة التربية والمالية ومصرف لبنان المركزي والمصارف المُشاركة بلعبة الفساد المالي ونهب قروض البنك الدولي .. بالاضافة للمظاهرة الحاشدة أمام منزل زعيم اللصوص فؤاد السنيورة .. هذا في الوقت الذي بدأ فيه الجيل اللبناني الجديد من الشباب والفتيات وطلبة المدارس والمعاهد والجامعات اللبنانية بالمُشاركة النوعية الرائعة والمُنظمة في حراك طلابي حاشد ومُنظم أمام مختلف المصارف وشركات النهب الكهربائية .. بالاضافة لدوائر التربية والتعليم العالي للمطالبة بدعم وإصلاح التعليم ليُصبح في مُتناول الطبقات ذات الدخل المحدود .. كما عبرت حشود الطلبة عن رفضها الشديد للطائفية السياسية المُتخلفة التي تُدمر الدولة والمجتمع وتقضي على مُستقبل الاجيال الصاعدة .
وهنا يأتي الاختلاف في تقييم ما يجري من حراك ثوري في لبنان والنظر اليه من زوايا مختلفة باعتباره في النهاية أمر طبيعي وظاهرة صحية من أجل فهم شمولي من مُختلف وجهات النظر.. طالما أن هذا الاختلاف تقوده النوايا الحسنة وينسجم مع الحد الادنى من المنطق الواقعي والموضوعي بعيداً عن المُؤثرات التآمرية والثرثرات الاعلامية .
ولفهم موضوعي لما يجري في لبنان اليوم .. نستطيع القول أن له عدة ظواهر وتفاعلات تشمل ليس فقط الشارع اللبناني, بل أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي ... وهذه الظواهر في مجموعها تتمحور حول " هدفين رئيسيين " .
الهدف الاول هو "مطلبي" مشروع يعكس حرمان ومعاناة جمهور كبير من اللبنانيين من تفشي الفساد الطائفي وتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدماتية الاساسية لحياة المواطنين مثل الكهرباء والعلاج والادوية والنفايات والسكن والمستشفيات والتعليم الجامعي والمدارس, مع تزايد الغلاء الفاحش وتفشي الفقر والبطالة على نطاق واسع , ووصول هامش لا يُستهان به من اللبنانيين بلا مُبالغة حتى الى حافة الجوع .
أما الهدف الآخر فهو " تآمري" مُكرس للتشويه والتخريب وإفشال الاهداف المطلبية المشروعة وفي مُقدمتها إلغاء الطائفية السياسية الذي يشكل خطراً على الاحزاب المُتآمرة كالقوات اللبنانية وحزب وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي وعصابات الحريري والسنيورة ونهاد المشنوق وغيرهم في تيار المُستقبل ... فهم يدفعون بعناصرهم الى الشارع لتشويه وحرف الحراك المطلبي واستغلاله لاهداف أخرى, من بينها مهاجمة خصومهم السياسين وأعدائهم الطائفيين , بالاضافة الى التشويش ونشر العنف والفوضى والشتائم وإغلاق الطرقات .. وتشجيع الجهلة والغاضبين من أصحاب الهدف " المطلبي" لممارسة العنف والشتائم والشعارات وإغلاق الطرقات ...الخ
لذا فإننا نشهد ضمن حراك الهدف " المطلبي " المشروع أكثر من ظاهرة .. فهنالك الظاهرة العقلانية الواعية البعيدة عن الغضب المُنفلت وتتجلى في كيفية الخروج الى الشوارع للاحتجاج والاعتصام بطريقة سلمية ومُنظمة ورفع شعارات مطلبية رئيسية هامة وواضحة ومُوحدة , وهم يتواجدون في مختلف ساحات الحراك من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ... كما يتظاهرون بشكلٍ خاص أمام جمعية المصارف وفروع مصرف لبنان المركزي باعتباره يُمثل البؤرة الرئيسية للنهب والفساد المالي من قبل العديد من المسؤولين وحلفائهم من كبار التجار واللصوص والسماسرة الذين ينهبون القروض التي يُقدمها صندوق النقد الدولي الى لبنان بفوائد عالية نسبياً بعد إيداعها في مصرف لبنان المركزي ... وصندوق النقد الدولي كما نعلم مُرتبط بالمنظومة المالية الرأسمالية للبنوك الامريكية والغربية العملاقة لاهداف سياسية واقتصادية تهدف الى الاستعباد المالي ونهب شعوب العالم الثالث من قبل النيوليبرالية الغربية المُتوحشة بمشاركة الانظمة اللصوصية الرجعية والعميلة المُرتبطة بها ... وسنحاول في موضوع لاحق التعرض بالتفصيل لخفايا لدور الاقتصادي والمالي المشبوه الذي يقوم به صندوق النقد الدولي في لبنان ومُعظم دول العالم الثالث تحت غطاء التنمية ودعم الاستثمارات .
أما الظاهرة الاخرى بين أصحاب الهدف المطلبي فهي سلبية ويُسيطرعلي اصحابها الغضب الشديد والعنف والجهل والفوضى في التعبير عن مطالبهم , وهم كما ذكرنا أعلاه يُشكلون هدفاً سهلاً للاختراق من قبل اصحاب الاهداف التآمرية ...وهؤلاء لا يلجؤون فقط الى اختراق الجهلة من أصحاب المطالب المشروعة , بل يسعون حتى الى اختراق الطرف العقلاني والسلمي والمُنظم من أصحاب الهدف المطلبي ... فهم يتسللون الى الحلقات الاضعف الغير يقظة ومُتنبهة من أصحاب الطرف السلمي والعقلاني ويقومون برفع يافطات وشعارات مُختلفة عن المطالب الاساسية , بحيث تكون موجهة بشكلٍ مُبطن أو غير مُبطن للاساءة للاطراف اللبنانية الوطنية والغير فاسدة في الحكومة والسلطة اللبنانية كحزب الله والرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر.
ومن هنا يُمكننا فهم من هم وراء ِشعار "" كلن يعني كلن "" الذي يُساوي بين جميع أطراف الطبقة السياسية في لبنان .. أي يُساوي بين الوطني والصالح من جهة والفاسد والطائفي والمُتآمر والمرتبط بالخارج من جهة أخرى .... وهذا الشعار المشبوه لا يقف ورائه فقط المُتآمرون المدفوعين من الاطراف السياسية الطائفية الفاسدة , بل يتبناه أيضاً للاسف الجهلة والغاضبون من أصحاب الاهداف المطلبية المشروعة .. ولكن هنالك أيضاً (وهذا مهم) من يفهمه بطريقة مُختلفة ونية حسنة على انه موجه فقط لكل الطبقة السياسية الفاسدة .
لذا علينا تفهم جميع ظواهر التي أفرزتها إنتفاضة الشارع اللبناني وتقييم الامور بشمولية حتى لا نقع في الاحكام الخاطئة التي تعتبر بأن هذا الحراك بمجمله مُوجه فقط من الخارج ويستهدف فقط حزب الله أو العهد (أي الرئيس اللبناني) ..... وهنا يجب الحذر ممن يستخدمون السوشيال ميديا بكم هائل ولا سيما من خارج لبنان لبث التشويش والتشويه والافكار الهدامة, لإضعاف لبنان وافشال الحراك الثوري الذي يسعى الى خلاص لبنان والى الابد من فساد الطائفية السياسية البغيضة والمُدمرة التي تقوده نحو الهاوية المجهولة والانهيار الشامل والعنف والفوضى ... كما تُهدد وحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي وتعايش جميع مكوناته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير